Thursday 2nd May,200210808العددالخميس 19 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مالئ الدنيا و«شايل» الكأس مالئ الدنيا و«شايل» الكأس

  * كتب/ عبدالعزيز الهدلق:
حسم مهاجم الهلال «البديل» عبدالله الجمعان كعادته بطولة جديدة لفريقه عندما توج الزعيم مساء أمس بطلاً لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين لهذا الموسم بهدفيه الجميلين اللذين سجلهما في شباك الاتحاد في الدقيقتين 35، 37 من شوط المباراة الختامية الثاني التي جمعت متصدر الدور التمهيدي «الهلال» بوصيفه «الاتحاد» على استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة وانتهت بفوز هلالي كبير وصريح بهدفين للجمعان مقابل هدف للاتحاد سجله الحسن اليامي في الوقت بدل الضائع من المباراة التي ظهرت بمستوى فني متوسط في شوطها الأول، ارتقت إلى فوق المتوسط في الشوط الثاني الذي شهد أهداف المباراة الثلاثة وأحداثاً أخرى أبطالها الجهازان الإداري والفني الاتحاديان بقيادة جمال فرحان والبرازيلي أوسكار اللذين اقتحما أرض الملعب في مشهد احتجاجي غريب ومؤسف على حكم المباراة الناجح ظافر أبو زندة كان من نتيجته اشهار الكارت الأحمر في وجه قائد الفريق الاتحادي باسم اليامي وهو الطرد الثالث على التوالي للاعبي الاتحاد في المباريات الثلاث الأخيرة التي خاضوها أمام كل من الأهلي والنصر والهلال رافعين بذلك رصيدهم من البطاقات الملونة إلى رقم قياسي تجاوز الخمسين بطاقة في الموسم ما بين صفراء وحمراء.
الشوط الأول:
بدأ الهلال المباراة بتشكيله المتوقع بوجود محمد الدعيع في حراسة المرمى وأمامه رباعي مكون من أحمد الدوخي وعبدالله سليمان وأحمد خليل ومحمد النزهان وفي الوسط عمر الغامدي وتوليو ونواف التمياط ومحمد الشلهوب وفي المقدمة سامي الجابر وادميلسون. وانتهج المدرب الهلالي طريقة 4/4/2 تتحول أحيانا إلى 4/5/1 بتراجع سامي الجابر إلى خط الوسط.
فيما بدأ الفريق الاتحادي بتشكيل مكون من مبروك زايد في حراسة المرمى وصالح الصقري وباسم اليامي وطارق المولد في خط الدفاع وخميس العويران ومحمد تور ومناف ابو شقير ولاندرمار ولولي فيرا في خط الوسط فيما لعب الحسن اليامي ومحمد أمين في خط الهجوم.
وانتهج المدرب الاتحادي أوسكار حسب هذا التشكيل طريقة اللعب 3/5/2.
وقد مكنت هذه الطريقة الفريق الاتحادي من السيطرة الميدانية والتفوق أغلب زمن هذا الشوط. وساهم في نجاحها الحضور الذهني للاعبي الفريق الذين كانوا يتحركون ويتموضعون بسرعة وديناميكية ووعي. فيما شهد الفريق الاتحاد تباعدا بين عناصره وضعفاً في اشتراكهم مع لاعبي الاتحاد وكان من الواضح التأثير السلبي للغياب الطويل عن المنافسات والذي وصل إلى ثلاثة أسابيع على إحساس اللاعبين وشعورهم وحضورهم الذهني.
وكانت الدقائق العشر الأولى من هذا الشوط حذرة من الفريقين وكانت الكرة تتداول بين أقدام اللاعبين في الثلث الوسط من الملعب وحاول لاعبو الفريقين بأسلوب متشابه ارسال الكرات الطويلة لمهاجميهم فكانت أقدام المدافعين بانتظار كل تلك الكرات نظراً لضعف الكثافة العددية لمهاجمي الفريقين مقابل الحذر والتراص الدفاعي.
وبعد انقضاء الخمس عشرة دقيقة الأولى بدأت الكفة الاتحادية تميل إلى التفوق واتضح تركيز الفريق الاتحادي على الغزو عن طريق الظهير الأيسر الهلال محمد النزهان بواسطة المهاجم الاتحادي الثاني محمد أمين الذي كان يلقى مساندة قوية من زميله البرازيلي لاندومار ولكن يقظة النزهان ومساندة توليو له ابطلت مفعول هذه الهجمات الاتحادية التي كانت تتكرر بشكل «منسوخ» ويبدو ان الهدف منها اشغال الهلاليين في هذه الجهة ثم ارسال كرات طويلة ومباغتة في الجهة الأخرى من الملعب لاستثمار انطلاقات الحسن اليامي وكادت هذه الطريقة تسفر عن هدف اتحادي في الدقيقة 18 عندما استقبل اليامي كرة رائعة خلف المدافع الهلالي الأيمن أحمد الدوخي فدخل منطقة الجزاء وعكس كرة جميلة أمام المرمى كاد المندفع لوسي فيرا يسجلها لولا فدائية ويقظة الحارس العملاق محمد الدعيع الذي انطلق للكرة والتقطها قبل وصول قدم فيرا التي اتجهت إلى كتف الدعيع فاحتسب الحكم ظافر ابوزندة خطأ لصالح الهلال وسمح لاخصائي العلاج بالدخول لاجراء الاسعافات الأولية للدعيع.
وأمام التفوق الاتحادي الميداني كانت هناك ألعاب هلالية متفوقة حيث قاد سامي الجابر هجمتين هلاليتين سريعتين في الدقيقة 23 و24 كسب من الأولى ضربة ركنية ومن الثانية بطاقة صفراء ضد المدافع الاتحادي باسم اليامي الذي ارتكب خطأ شنيعاً ضد الجابر بضربة مزدوجة بقدميه وهو ساقط على الأرض وتتواصل السيطرة الاتحادية النسبية مقابل الاضاءات الهجومية الهلالية التي كان يقودها نواف التمياط أحياناً وسامي الجابر أحياناً أخرى.
وكاد أدميلسون يترجم إحدى هذه الاضاءات والالماحات الهجومية الهلالية إلى تفوق بهدف عندما أهدر انفراديته التامة بحارس الاتحاد مبروك زايد بتسديدة غريبة وضعيفة تهادت عبرها الكرة إلى خارج المرمى وسط استغراب وسخط كل الهلاليين.
وكانت آخر الهجمات الاتحادية القوية في الدقيقة 40 عندما قاد التمياط بفاصل من المراوغة وسط الملعب هجمة هلالية قدمها لسامي الجابر الذي تخطى لاعبين بحركة واحدة في منطقة الظهير الاتحادي الأيمن فعكس كرة رائعة وجميلة استقبلها أدميلسون برأسه ضعيفة محولا إياها إلى أحضان مبروك زايد لينتهي هذا الشوط بعد ان منح الحكم ظافر أبوزندة دقيقتين كوقت بدل ضائع.
الشوط الثاني:
بدأ الهلال بتغيير هجومي أخرج من خلاله البعيد عن جو المباراة ادميلسون وزج بالحماسي والبارع عبدالله الجمعان وكان لهذا التغيير اثره الكبير في إحداث انقلاب فني في الأداء الهلالي الذي ارتفع كثيرا واختلف عما كان عليه في الشوط ا لأول. فكان هو المبادر في الهجوم والمهيمن على أجواء اللعب وتراجع الاتحاد لحماية مناطقه الخلفية وايقاف الزحف الهلالي الكبير نحو مرماهم ولكن الحسن اليامي فاجأ الجميع بهجمة اتحادية معاكسة لمسار اللعب بعد ان تلقى كرة طويلة تدخل الدعيع لابعادها وحماية مرماه من هدف تقدم اتحادي مبكر.
فرد عليه سامي الجابر بسرعة بعد تلقيه تمريرة جميلة من التمياط عندما واجه مبروك زايد الذي تصدى لكرة سامي الأرضية.
وواصل الهلال سيطرته على اللعب وتهديده للمرمى الاتحادي بهجمات جادة ومتنوعة وكان يقابلها دفاع العميد باستماتة حتى لو استدعى الأمر ارتكاب بعض الأخطاء كما كان يفعل اليامي ونور والعويران في أوقات متفرقة ضد سامي والتمياط نال على اثر احدها خميس العويران بطاقة صفراء وكاد البديل الهلال الناجح عبدالله الجمعان ان يبكر بالتسجيل لصالح فريقه في الدقيقة «9» وبعد عكسية سامي الجابر الخيالية أبعدها صالح الصقري إلى ضربة ركنية قبل وصولها للجمعان المتحفز.
رد الاتحاد بهجمة منسقة بين اليامي وأمين الذي دخل منطقة الجزاء الهلالية وانفرد جانبا فسدد في الشباك الخارجي مهدرا هدفا اتحاديا غاليا فيما لو سجل في مثل هذا الوقت.
ولكن عبدالله الجمعان الذي كان مصرا على إحداث تغيير ما في نتيجة المباراة رد على الهجمة الاتحادية بتسديدة عنيفة في مقص المرمى الأصفر طار لها زايد وآخرجها ضربة ركنية في الدقيقة 16. ثم كاد الجمعان ان يسجل هدفه المنتظر في الدقيقة 22 عندما حول برأسه وبقوة عكسية أحمد الدوخي فارتمت بين احضان مبروك زايد لتفلت منه ولكن لم تجد الهلالي المتابع فأمسك بها مرة أخرى وسط حراسة المدافع باسم اليامي.
وفي ظل الاندفاع والتفوق الهلالي فاجأ البرازيلي لويس فيرا الهلاليين بهجمة مرتدة فعكس الكرة داخل منطقة الجزاء الزرقاء للمتوثب محمد أمين الذي حول الكرة إلى المرمى الهلالي وسط غفلة الدفاع ولكن الحارس العملاق محمد الدعيع الذي لايعرف الغفلة أبعد الكرة بقدمه منقذا فريقه مرة أخرى من هدف اتحادي لايعكس حالة اللعب والأداء بين الفريقين داخل المستطيل.
وفيما كانت الدقائق تمضي نحو نهاية الشوط الثاني الذي لم يتبق منه سوى عشر دقائق حدث ماكان مدرب الهلال يسعى له من زجه بالجمعان عندما قاد سامي الجابر هجمة هلالية شجاعة في الدقيقة 35 تمر في منتصف الملعب الاتحادي للمنطلق على الجهة اليمنى أحمد الدوخي فعكس الكرة ولا أروع داخل منطقة الجزاء الاتحادية فاستقبلها نواف التمياط بكل جسارة محولا داخل المرمى الاتحادي ولكن العارضة تتصدى لها فيعيدها إلى داخل الملعب لتجد المتابع عبدالله الجمعان فسددها بكل قوة ومن الوضع الطائر إلى داخل الشباك الاتحادية.
مسجلاً أول أهداف المباراة وكاسرا حالات عدم التوفيق التي صاحبته في الدقائق الماضية.
وكان لتسجيل هذا الهدف وفي مثل هذا الوقت دوره في تحريك مدرب الهلال للحفاظ على هذا الهدف الغالي فأخرج الدوخي «المصاب» وأدخل تركي الصويلح لدعم الجهة الدفاعية اليمني ولكن الاتحاديين الذين استفزهم الهدف الهلالي انتفضوا للهجوم متحررين من كل قيودهم الدفاعية وكادوا يسجلون التعادل من خلال الدربكة التي حدثت على خط المرمى الهلالي في الدقيقة 37 ولكن الحكم أوقف اللعب بحجة الخطأ الذي ارتكبه باسم اليامي باندفاعه العنيف ضد حارس ومدافع الهلال ولكن قرار الحكم لم يعجب الاتحاديين فاندفعوا نحو الحكم بمساندة من جهازهم الإداري والفني الذين اقتحموا حدود الملعب وتواجدوا جميعا داخل منطقة الجزاء الهلالية في منظر احتجاجي مؤسف وكان من نتيجته تعرض قائد الاتحاد ومدافعه باسم اليامي للطرد في قرار صحيح وحكيم من ظافر ابوزندة الذي وضع بهذا القرار الشجاع حدا للفوضي التي أحدثها الاتحاديون.
ليكمل الاتحاد الدقائق الثماني المتبقية من المباراة بعشرة لاعبين مكنت الهلال من احكام قبضته على اللعب كاملا وزيادة رصيده من الأهداف عندما سجل الجمعان في الدقيقة 42 الهدف الثاني لفريقه بعد سلسلة تمريرات متقنة بين سامي ونواف انتهت إلى الجمعان المنتظر على خط 18 دون رقابة فسدد بكل سهولة داخل شباك مبروك زايد فاحتفل الهلاليون مبكرا بالكأس بعد هذا الهدف وكاد هذا الاحتفال المبكر يدخلهم متاهة الاسترخاء عندما احتسب الحكم خمس دقائق كوقت بدل ضائع استطاع المهاجم الاتحادي النشط والذكي الحسن اليامي في الدقيقة الثانية من تسجيل هدف فريقه الأول مقربا النتيجة ومحرجاً الهلال في ذلك الوقت الصعب حيث استلم اليامي كرة طويلة ساقطة خلف المدافعين فدخل منطقة الجزاء الزرقاء فلحق به سليمان ولكن اليامي راوغه ثم سدد ببراعة في الزاوية العليا البعيدة لمرمى الدعيع. ولتشهد الدقائق الثلاث المتبقية حصاراً اتحادياً للهلال ذا صبغة اجتهادية نظرا للنقص العددي فأدخل ماتورانا خالد عزيز بدلا من الشلهوب وقابله اوسكار بادخال علي المطرود بدلا من محمد أمين ولكن صافرة الحكم سبقت الجميع وانهت المباراة بفوز هلالي كبير توجه بطلا لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين ومنصفا لبطل الدور التمهيدي الذي تقدم وتمسك بصدارته طيلة 22 مباراة لتنتهي المباراة الختامية وتتوج هذه الجهود بالفوز بالكأس الغالية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved