جيمي كارتر، الذي حرك عملية السلام بشكل مثير في الشرق الأوسط عبر اتفاقيات كامب ديفيد عندما كان رئيسا للولايات المتحدة، يحث اليوم الولايات المتحدة على «اتخاذ خطوات فعالة أكثر من أجل السلام» وذلك لجمع الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة المفاوضات، وبشكل أكثر تحديدا فإنه يتحدث عن عامل أساسي واحد في التعامل مع أرييل شارون ويتعلق بما يقارب «عشرة ملايين دولار من المساعدات الأمريكية اليومية لإسرائيل». هل بالإمكان استخدام ورقة قطع المساعدات كنوع من الضغط في التعامل مع إسرائيل؟من المستبعد ان تصبح هذه الفكرة ضمن الخطاب السياسي الأمريكي، وذلك مع وجود لوبي يهودي مؤثر، حتى أن كولن باول ظهر على التلفزيون بعد ساعات من نشر عبارات جيمي كارتر في مقالة لصحيفة نيويورك تايمز، ليوضح بأن الإدارة الحالية لن تتبع مثل هذه الإجراءات.
وهكذا ظهر جيمي كارتر مرة أخرى في نزاع الشرق الأوسط، ففي آب الماضي تحرك من خلال انتقاد الرئيس بوش لعدم تدخله في الشرق الأوسط وفق زمن مناسب، وخصوصا فشله في إيقاف بناء المستوطنات على أراضي الضفة الغربية.
يرى السيد كارتر في نفسه صاحب قدرة خاصة من خلال نظرته للطريقة التي يمكن بها التوصل إلى حل في الشرق الأوسط، حيث يقول إنه يدعم قرارات الأمم المتحدة في انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية مع قبول (الجانب العربي) بحق إسرائيل في العيش بسلام.
ويرى السيد كارتر نفسه أيضا كطرف محايد في الخلاف داخل الشرق الأوسط، والسلام الذي حققه في كامب ديفيد قبل 24 سنة أعطاه أوراق اعتماد كمفاوض فعال للسلام. لكن نداءاته المتكررة لإسرائيل كي تنهي عملية الاستيطان في الضفة الغربية (أو حتى تنسحب من بعض أو كل مستوطناتها) لم تمنحه الشعبية في إسرائيل أو داخل الجالية اليهودية في أمريكا. إن الآلية الديبلوماسية الرائعة لجيمي كارتر، والتي جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن والرئيس المصري أنور السادات على اتفاق تاريخي في كامب ديفيد، لم تجد أي موافقة من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لكنه وعبر جلساته مع الصحفيين قادر من خلال عباراته على إثارة غضب العديد من اليهود.
إنني أعرف جيمي كارتر كرجل عادل، وهو يكتب في آخر مقالاته لصحيفة التايمز «أن العمليات الاستشهادية لها مفعول عكسي على الذين ينكرون الموضوع الفلسطيني، ويساعدون الاحتلال والتدمير العسكري للقرى، وعرقلة الجهود نحو السلام العادل».
إنني اود ان أرى جيمي كارتر شريكا فاعلا في الجهود لتهدئة هذه الأزمة، وعلى أقل تقدير على الرئيس الاستماع إلى هذا الرجل الحكيم.
جيفري سبيرلنج كريستيان ساينس مونيتور خاص |