Thursday 2nd May,200210808العددالخميس 19 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

من غير المعقول أن تحدث مثل هذه الأشياء في المدارس من غير المعقول أن تحدث مثل هذه الأشياء في المدارس

عزيزتي الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قبل أن أسطر أحرفي هذه والتي أذكر من خلالها بعض الممارسات أو التصرفات الخاطئة التي تحدث في بعض المدارس يجدر بي ان أذكر بأنه ليس هناك انسان معصوم من الخطأ أو النسيان، كما أنه قد يجتهد المرء فيخطئ ولا يصيب لهذا فإنني حين أسوق ملاحظاتي عما يحدث في بعض المدارس وما قد يصدر من بعض منسوبيها من أمور غير مستحبة فإنني بطبيعة الحال لا أقصد الكل بل البعض، ولعل من أهم الأسباب التي دعتني لأن أسوق مثل هذه الملاحظات هو استمرارها وعدم اندثارها على الرغم مما تنعم به بلادنا أعزها الله من ازدهار وتقدم حضاري ملموس على مختلف الأصعدة ومنها التربية والتعليم، تحت مظلة رائد العلم والتعليم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، ولذا:
* فمن غير المعقول ان تتساهل بعض المدارس إن لم يكن معظمها في انعقاد مجالس الآباء بحيث تمر السنة والسنتان والثلاث إن لم تكن أكثر دون أن يعقد مثل هذا المجلس مع ان الجميع يدرك مدى أهمية انعقاد مثل هذه المجالس فيكفي أنها تعتبر أحد أبرز وأهم أسباب التواصل فيما بين المدرسة والمنزل متى ما تم التحضير لها وتفعيلها بشكل جيد وألا تقتصر على تبادل التحايا ومن ثم ترشيح أعضائها من أولياء الأمور بشكل صوري!.
* من غير المعقول أن يتواجد الى الآن من بين المعلمين من لم يدرك بعد مفهوم الاجازة الاضطرارية وهي التي لا تحتاج الى أي تفسير وهي التي فسرت نفسها من خلال مسماها حيث لا يزال البعض منهم هداه الله يتقدم بطلبها بصفة دورية لأجل التمتع بها بالطريقة التي يراها مناسبة له وكأنها حق مشروع له أن يتمتع بها متى شاء كأن يكون مثلا من هواة السفر والسياحة أو من هواة الصيد وملاحقة الطيور في شتى أصقاع الأرض غير آبه بما قد يترتب على غيابه عن المدرسة من نتائج لعل منها على سبيل المثال الضغط النفسي على زملائه من خلال حصص الانتظار وهي التي عادة أثقل ما تكون على المعلم ناهيك عن تأخر تلاميذه في مناهجهم الدراسية من جراء ذلك!.
* من غير المعقول ان يتساهل بعض مديري المدارس فوق المرحلة الابتدائية في مسألة حمل منسوبي المدرسة من معلمين وتلاميذ لأجهزة الاتصال المحمولة «الجوال» الى داخل الصفوف الدراسية مما يجعلها أشبه ما تكون بصفوف داخل معهد لتعليم الموسيقى وليست داخل مدارس للتربية والتعليم وذلك من خلال تلك النغمات والألحان الموسيقية المتنوعة والتي مصدرها الجوالات الخاصة بالتلاميذ أو حتى المعلمين والذين مع الأسف الشديد لا يتورعون عن القيام بالرد على المكالمات على مرأى ومسمع من التلاميذ داخل الصف، وقد روى لي من أثق به هذه القصة التي أقل ما يقال عنها أنها «سخيفة» حيث يقول صاحبي هذا بأنه شاهد بأم عينيه مسرحية هزلية جرت أحداثها داخل أحد الصفوف في احدى المدارس، كان محور قصتها الجوال أما أبطالها فهم بعض التلاميذ المشاغبين ومعلمهم المغلوب على أمره، وقد كان من أبرز أحداثها قيام التلاميذ باستعراض لمختلف النغمات والألحان من جوالاتهم ومن ثم قيام أحدهم بخطف جوال المعلم على حين غفلة منه ومن ثم تبادله بين التلاميذ حتى وقع أخيرا في يد أحدهم والذي بدوره أغلقه ووضعه على «الهزاز» حتى لا يكشف أمره معلمهم الذي أضناه البحث عنه وسط التلاميذ حيث قام بتفتيشهم الواحد تلو الآخر وسط جو من السخرية والاستهزاء من قبل التلاميذ، وأكتفى بهذا القدر من القصة التي رويت لي كاملة لكي أطرح سؤالا يفرض نفسه. هل الوزارة الموقرة لا تعلم أو لم تتوقع حدوث مثل هذه التصرفات داخل المدارس وبالتالي لم تصدر ما يمنع من دخول مثل هذه الأجهزة الى الصفوف الدراسية، أم أنها تعلم ولكنها لا ترى في دخولها ما يعرقل سير العملية التعليمية والتربوية، فإن كانت الأولى فتلك مصيبة وإن كانت الثانية فالمصيبة أعظم!!.
* من غير المعقول أن يكون من بين المرشدين من لم يدرك أبعاد مهمته الرئيسية داخل جدران المدرسة فلكأني بالبعض منهم لم يستفد مما تعلمه نظريا وتطبيقيا خلال سنوات دراسته التي لا تقل عن 4 سنوات ناهيك عن سنوات الخبرة التي يفترض ان يكون قد اكتسبها ميدانيا خلال عمله داخل المدرسة وسط التلاميذ، فهو لم يدرك أن دوره مكمل لدور المعلم إن لم يزد حيث أنه أي المرشد يفترض أن يغوص داخل أعماق كل من يحتاج اليه من التلاميذ ومحاولة مساعدته على تجاوز ما يعترض أو يعرقل مسيرته التعليمية من صعاب وتذليلها قدر الامكان لا أن يكتفي بكيل عبارات التهديد والوعيد له إن لم يؤد ما يطلبه منه معلمه من واجبات، وتسجيل عبارة ضعيف في مادة كذا في كراسة الواجبات، مما يستطيع فعله المعلم نفسه مع التلميذ دون الحاجة الى تحويله الى المرشد الطلابي، بل أن البعض منهم اشغل نفسه بمهام وأعمال ليست من صميم عمله الأساسي، فتجده يجلس الساعات أمام الحاسب الخاص بالمدرسة إما لرصد درجات أو لطباعة بعض المطبوعات الخاصة ببعض الأنشطة والتي غالبا ما تكون حبراً على ورق بسبب عدم تفعيلها مع التلاميذ وإنما هي فقط لأجل الترزز بها أمام المشرف، وعلى ذكر الترزز هناك من المرشدين من ابتلي بحب الظهور بمظهر المدير لشؤون هذه المدرسة من جميع النواحي أمام أولياء الأمور فما أن يأتي ولي الأمر الى المدرسة ويطلب مقابلة أحد المعلمين لمناقشته وابداء وجهة نظره حيال بعض الأمور المتعلقة بابنه حتى تجده يقابله بعبارات على نحو: سم وأبشر وما يصير خاطرك إلا طيب، ولعل المعلم لا يدري أو لا يقصد وسوف أفعل و... وغيرها من العبارات المنمقة التي توحي لولي الأمر أنه على صواب والمعلم على خطأ بينما لو واجه ولي الأمر المعلم مباشرة لربما غير كثيرا من قناعاته التي يحملها تجاه هذا أو ذاك من المعلمين والتي من أجلها حضر الى المدرسة إلا ان تصرف هذا المرشد ومن هم على شاكلته حرم المعلم من أبسط حقوقه ألا وهو ابداء الرأي فيما يخصه على الأقل.
* من غير اللائق ما تفعله بعض المدارس مع اطلالة صباح كل يوم دراسي وذلك حين تقوم المدرسة بوضع شريط لأحد القراء وتبثه عبر اذاعتها بصوت مرتفع حتى يحين موعد بداية الاصطفاف ومن ثم البدء في بث اذاعتها الخاصة لتلاميذها حيث تجد أنه تم تركيب السماعات الخاصة بالميكرفون في أماكن مرتفعة من المبنى المدرسي مما ينتج عنه بعض الازعاج لأهالي الحي وكذلك للمدارس القريبة منها من جراء ارتفاع الصوت، فماذا لو تم وضع هذه السماعات على عمود قصير في نفس مكان الاصطفاف أو علي أقرب حائط للمكان نفسه!.
* من غير اللائق ما تقوم به بعض المدارس من ارسال خطابات الى أولياء أمور التلاميذ مع أبنائهم يطلبون من خلالها التبرع ماديا من أجل القيام بعمل بعض الأعمال والمشاريع داخل المدرسة كبناء صالة أو اصلاح ملعب أو شراء برادة كبيرة الى غير ذلك من الأعمال، مما قد يسبب الحرج للبعض منهم فليس كلهم قادرا من الناحية المادية، كما أنها قد تثير شيئاً من الغيرة بين التلاميذ أنفسهم وذلك عند قيام بعضهم باحضار الدعم دون البعض الآخر ممن ليس لديهم القدرة على ذلك!.
* ختاما من غير المعقول أن تبقى مدرسة عمر بن عبدالعزيز بمحافظة البكيرية الى الآن دون مبنى حكومي وهي التي تعتبر واحدة من أقدم المدارس تأسيساً في منطقة القصيم حيث تأسست قبل 34 سنة من الآن ويدرس بها 300 طالب موزعين على خمسة عشر صفاً دراسياً داخل مبنى مستأجر! فمتى تنال حظها من المباني الحكومية أسوة بغيرها من المدارس المنتشرة في أرجاء مملكتنا الغالية.
والله من وراء القصد

عبدالله بن حمد الدريبي - القصيم

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved