عزيزتي الجزيرة:
تطرق الكاتب الاستاذ راشد الحمدان في زاويته (وسميات) في عدد الجزيرة الصادر يوم الاثنين 2 من صفر 1423ه الى بعض تلاعبات عمال محطات البنزين واستغلال العميل عن طريق الهلل وكان موضوع حديثه: (الهندي الذي انبهر) لقد أصاب الكاتب في ذلك الطرح واخذ ينبه غيره لعدم الاستسلام امام هذه التجاوزات من العمالة.
وبهذه المناسبة أود أن أضيف بعض الشيء حول هذا الموضوع.. فالحقيقة ان «الهلل» أصبح علة من العلل!! فهو بالاضافة لما يتسبب به من رنين داخل «الجيوب» أصبح يجر الى من يقتنيه الكثير من «الملل».
تلك العملة المعدنية المتزينة بشعارنا الوطني الرسمي والتي كان أجدادنا يقدمونها (مهراً) لزيجتهم ويقضون بها سبل الحياة والمعيشة.
وهي تلك العملة التي درت أرباحاً وافرة على من استغلها بتجاوز حين كانت تباع التسعة بعشرة!! قبل قدوم الجوال وشرائحه ونغماته!
وهي تلك العملة التي أجبرت اليابانيين والامريكان والدول مصنعة السيارات على أن يخصصوا أماكن خاصة بالهلل في مواصفات سياراتنا!؟
ولكن مع الاسف أصبحت هذه العملة مجرد «علكة» وربما تكون علكة سهلة المضع أو عكس ذلك وأحيانا تكون قطعة شيكولاته أو حلقة حلوى؟؟
ان هذه العملة (الهلل) تعثرت بواسطة تلك العمالة وتساهل الكفيل فأصبحت مصدراً للدخل لا يعرف الكلل.. ولا.. الملل!!
معظم.. بل كل المحلات التجارية وضعت الى جانب أجهزة المحاسبة والبيع كراتين متعدة من العلوك.. والحلوى.. لتسد مكان الهلل من (الربع ريال النصف الريال وما فوق)!!
لذا أصبح الطبيعي جداً ان ترى كبار السن يخرجون من تلك المحلات والبقالات وبأيديهم قطع من الحلوى اللذيذة!!
انني حين أتكلم عن ذلك فهو من واقع تجربة ومعاصرة لمستها هنا في (حائل) ووافقني الكثير بذلك ومن لم يكن على علم بما يحدث فليتوجه بأقرب فرصة لأي محل تجاري وحين قيامك بمحاسبة البائع الاجنبي أخرج له الهلل فان كان ريالا فسيرفضه ويقول (ما يبغى هذا.. جيب ريال فلوس!؟) طبقوا ذلك وسترون مدى صحة ما يحدث!؟ وغرابته في نفس الوقت!
وعندما يتبقى لك نصف ريال أو خمس وسبعون هللة. فاختر ما لذ وطاب من الحلوى الطبيعية!!
وليس لك خيار سوى (العلكة.. ولا.. القطيعة)!
ولنفترض انك توجهت إلى البقالة مساء وحين تبقى نصف ريال في ذمتك «أنت» وأعطيتهم علكة أو حلوى كنت قد أخذتها منهم في الصباح فلن يقبلوا بها بل سيزداد غضبهم وربما تعرض نفسك للاهانة والخطأ؟؟
وفي الجانب الآخر.. فالصيدليات «تثمن» النصف ريال بعلبة صغيرة والبنوك ومؤسسات وشركات الصرافة المنتشرة هنا في (حائل) لا تقبل «الهلل» حين تريد الاستبدال فخزائنها ممتلئة بالهلل وطاقاتها لا تسمح بذلك لعدم وجود مؤسسة للنقد العربي السعودي هنا.. أسوة ببعض المناطق..السؤال الذي امامي الآن هل ما يحدث هنا في حائل يحدث في باقي المناطق؟
وهل مؤسسة النقد العربي السعودي والجهات ذات العلاقة على علم به؟! اذا كانت الاجابة «نعم» فالأمل أن تكون لهم جهود واضحة وسريعة لمعالجة الأمر مع أطيب وأرق تحياتي للمسؤولين وللقراء الكرام.
حمود مطلق اللحيدان - حائل |