Thursday 2nd May,200210808العددالخميس 19 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لقد فضلت المهم على الأهم لقد فضلت المهم على الأهم
«التقاعد» ليس لعب «طاولة» في المقاهي

عزيزتي الجزيرة
المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على ما نشرته جريدتكم يوم الأربعاء الموافق 11/2/1423ه بقلم الأستاذ عبد الرحمن أبو حيمد تحت عنوان بين الموظف والدولة فوجدت حديثه يدغدغ المشاعر ويتكلم عن فئة من المجتمع أفنت زهرة شبابها في خدمة الوطن حتى صارت لصيقة للعمل حباً وانتماء مما يجعلهم يتشبثون بالعمل حتى بعد بلوغهم سن التقاعد نظاماً وهذا شيء طبيعي وخاصة الفئة التي تحدث عنها الكاتب ضمناً ولو لم يتحدث صراحة وهذا ما استشففته من المقال وهم ذوو المناصب والرواتب المرتفعة الذين لا يشكلون نسبة كبيرة ضمن المتقاعدين وهذا أول مأخذ على الكاتب لأنه خص الفئة القليلة على الفئة الكثيرة وقدّم المهم على الأهم وبهذه الطريقة قلب الهرم وترك السواد الأعظم من المتقاعدين وهم صغار الموظفين الذين يعانون من ظروف قاسية بعد إحالتهم إلى التقاعد بسبب خفض الراتب بشكل كبير الذي يجعلهم غير قادرين على مواجهة الحياة ومتطلباتها وهنا تكمن مشكلة المتقاعدين وهي المادة التي تؤرقهم بشكل كبير وليس الفراغ الذي يخلفه التقاعد وليس مشاجرة الزوجة والأولاد ومداهمة الشيخوخة لهم مبكراً وكل هذه الأمور لا تنطبق على المجتمع السعودي وليس لها ما يبررها في مجتمعنا ولكن الملاحظ على معظم الكتّاب الذين يكتبون عن التقاعد ينصب غضبهم على الفراغ الذي يخلفه التقاعد وهذا ليس واقعاً حقيقياً في مجتمعنا إلا نادرا وربما تأثر هؤلاء الكتّاب بالأفلام المصرية التي تصوّر المتقاعد كأنه يقضي وقته في المقاهي ولعب الطاولة أو يكون حبيس البيت وعندما قلت هذا الواقع لا ينطبق على المجتمع السعودي توجد أسباب عدة منها أن المجتمع السعودي يمتاز بالترابط الأسري وكثرة أفراد العائلات الواحدة التي ينتمي لها هذا المتقاعد الذي يجد ضالته مع هذه العائلة الكبيرة من الزيارات والاجتماعات التي توثق عرى المحبة والصداقة والترابط فيما بينهم أما الذي يعيش بمفرده في قصر ولا تعرفه إلا زوجته ولا يساهم في أي نشاط اجتماعي حتى على مستوى أسرته الصغيرة قد يصاب بشيء مما ذكره الكاتب لا سمح الله.
أما قول الكاتب إن المتقاعدين ترتعد فرائصهم وتظلم الدنيا في عيونهم.
أقول له ما يبرره إذا وجدت الحاجة التي تجعلهم يتشبثون بالعمل وصاحب الحاجة الضرورية والأهم هو الذي يجب الاهتمام به ومناقشة ظروفه . وهم ثلاث فئات:
فئة أصحاب المناصب والرواتب المرتفعة هؤلاء يفقدون المناصب والجاه.
فئة صغار الموظفين وخططوا للمستقبل أثناء العمل ونجحوا ويعتبرون الراتب دخلاً إضافياً.
فئة كذلك صغار الموظفين الذين لم يخططوا لمستقبلهم وأعطوا كل جهدهم للعمل أو ضعف الراتب أو استبعدوا عن أي عمل تجاري أو إضافي وهذا ليس ذنبهم.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عريفج دبي الشيحي - رفحاء

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved