Thursday 2nd May,200210808العددالخميس 19 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

شركات السيارات الآسيوية تستوطن أمريكا بحثاً عن الدولار شركات السيارات الآسيوية تستوطن أمريكا بحثاً عن الدولار

* كولورادو عبدالله بن ربيعان:
«اذا لم يأتك الدولار فارحل اليه» يبدو ان هذا هو الشعار الذي تسعى اليه شركات السيارات اليابانية وتبعتها اليه شركة هيونداي Hyundai الكورية التي اعلنت في بداية هذا الشهر البدء بانشاء مصنعها الجديد في ولاية الاباما Alabama في جنوب شرق الولايات المتحدة الامريكية لتكون الشركة الثالثة في هذه الولاية والسادسة في امريكا عموما حيث سبقها الى الولاية شركة السيارات اليابانية الشهيرة هوندا وشركة مرسيدس الالمانية التي تملك حصة كبيرة من رأس مال شركة السيارات الامريكية كرايسلر اشترتها منذ اكثر من عام مضى اضافة الى شركة نيسان في تينيسي وشركة تويوتا التي تنتج الكامري وافالون والحافلات الصغيرة في جورج تاون Georgetown،
فعلى خلاف المعتاد حيث تهاجر الشركات الكبيرة للدول التي يتوافر فيها العمل الرخيص وتنعدم فيها ضرائب تلويث الهواء وتحصل فيها على اعفاءات ضريبية كبيرة واراض بالمجان، جاء اعلان شركة هيونداي الكورية في نهاية الاسبوع الماضي بالبدء في انشاء مصنعها في الاباما الذي من المقرر ان ينتج سنويا اكثر من 000، 300 سيارة بحلول عام 2005م،
الشركة الكورية التي بلغ صافي ارباحها في العام الماضي 900 مليون دولار «75% زيادة عن السنة السابقة» وهو اعلى مستوى من الارباح تحققه الشركة منذ انشائها قبل 35 عاما، قدرت تكلفة مصنعها الجديد بما يقارب البليون دولار حيث سيعمل فيه ما يزيد عن ألفي عامل حسب ما أعلنه رئيس الشركة Kim Dongjin،
الشركة الكورية التي تمتلك شركة مرسيدس بنز 10% من أسهمها اتخذت قرار الاستثمار في امريكا بعد ان عانت طويلا من تذبذب اسعار الصرف الاجنبي حيث هبطت قيمة اليوان الكوري من 900 ايوان مقابل الدولار في بداية عام 1997 الى اكثر من 1400 ايوان مقابل الدولار بعد ازمة النمور الآسيوية الشهيرة قبل سنوات معدودة، وتم اختيار ولاية الاباما لما تملكه من صناعات مساندة لصناعة السيارات وعمالة مدربة خبيرة نتيجة وجود شركتي مرسيدس كرايسلر وهوندا في الولاية حيث تبلغ اجرة الساعة للعامل في مصانع السيارات ما بين 15 الى 20 دولارا،
هيونداي التي ارتفعت مبيعاتها في السوق الامريكية من اقل من 000، 100 سيارة في عام 1998م الى ما وصل الى 000، 346 في العام الماضي قررت ايضا تصدير سيارات النقل التي تصنعها محليا الى امريكا بدءاً من العام القادم، وكانت الشركة قد بدت مترددة في الاختيار ما بين الاباما وكنتاكي الى ان وقع اختيارها على الاولى لانشاء مصنعها الجديد الذي من المقرر ان يركز على انتاج السوناتا والسيدان وسيارات الكيا،
من جهتها اعلنت شركة هوندا التي من المقرر ان ينتج مصنعها في امريكا هذا العام ما يزيد عن المليون سيارة انها ستستثمر ما يزيد عن 60 مليون دولار لتطوير مصنع قطع الغيار في ولاية اوهايو،
من جهة اخرى حققت شركة السيارات اليابانية الشهيرة تويوتا Toyota ارباحا في العام المنصرم 2001م فاقت ما حققته في العام السابق له بما يصل الى 41% زيادة في المبيعات وبلغ عدد سياراتها المباعة في شهر مارس الماضي ما يجاوز 028، 157 سيارة خلال معارض السيارات المقامة في معظم المدن الامريكية الكبيرة وعواصم الولايات،
ولعلنا بعد هذا العرض المختصر نصل الى السؤال الذي اثرناه في البداية وهو لماذا اختارت شركات السيارات الآسيوية الكبيرة الانتقال للانتاج داخل الولايات المتحدة مع ما كلفها انشاء مصانع جديدة وارتفاع تكلفة الايدي العاملة في امريكا؟
ولماذا لم تنتقل الى الدول التي تتميز بانخفاض تكلفة العمل وهو المفترض نظريا على الاقل ان يحدث؟ لقد جاء انتقال الشركات المذكورة الى امريكا لعدة اسباب منها الاستفادة من كبر حجم السوق الامريكي وقدرة المواطن الامريكي على الشراء نظرا لارتفاع الدخل الفردي، ثم ان السيارات الآسيوية تحظى باقبال كبير هناك لما تتميز به من انخفاض تكلفتها واقتصاديتها الكبيرة في استهلاك الوقود، اضافة الى ان هذه الشركات اصبحت تنتج السيارات الفخمة luxury القادرة على اجتذاب المستهلك ايما كانت تفضيلاته اضافة الى توفيرها الكبير للطاقة كما ذكرنا آنفا،
سبب مهم آخر للانتقال داخل امريكا وهو التغلب على التذبذب في اسعار الصرف الاجنبي فان كان الين الياباني او الايوان الكوري او غيرهما يشهد انخفاضا متواليا مقابل الدولار فهذا يعني ان الشركات المذكورة ستكون سلعها ارخص فيما لو صدرتها من بلدانها الاصلية الا انها من سيتحمل عبء فارق الصرف في كل مرة لانها في سوق منافسة كبيرة لا تستطيع معها ان ترفع اسعارها والا قلب لها المستهلك ظهر المجن،
سبب اضافي آخر وهو ان امريكا لن تسمح لهذه الشركات بالاستفادة من اسواقها المفتوحة بما يؤثر على شركاتها الوطنية مما يجعلها تعيد النظر في سياسة ضريبية او تحديد للحصص quota المصدرة عددا وكمية ومنع ما زاد عنها ولعلنا نتذكر ما اتخذته الحكومة الامريكية منذ ايام بفرض ضريبة على واردات الصلب حماية لشركاتها المحلية مع ما يسببه هذا الاجراء من غضب الشركاء الآخرين ويجعل كل بلد يفرض ضرائبه على صادرات الآخر معاملة بالمثل فجاء انتقال الشركات الآسيوية الى قلب الولايات المتحدة لتعامل معاملة الشركات الوطنية تلافيا لمثل هذه العراقيل،
ولعل ما عرضناه في السطور السابقة يتفق مع ما عنونا به هذا التحليل الذي بدأ كتحليل وانتهى بمحاضرة في الاقتصاد الدولي فعذرا على الاطالة،

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved