* رفح القدس المحتلة العواصم الوكالات:
أعادت العملية التي قامت بها اسرائيل أمس قرب رفح إلى الأذهان عدوانها السافر على مخيم جنين، فقد توغلت أكثر من عشرين دبابة في مخيم رفح وعاثت فيه فسادا وقصفت بيوت السكان وكانت الحصيلة الأولية استشهاد خمس أشخاص بينهم طفلة فيما أصيب العديدون بجراح بعضهم في حال الخطر.
وفي غضون ذلك ارتفعت الآمال بقرب رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني على الرغم من العوائق التي تضعها اسرائيل . وتحدث مسؤولون فلسطينيون عن أن المسألة قد تتم قريبا، وفي ذات الوقت تراجع أمين عام الأمم المتحدة عن تصريحات سابقة قال فيها انه قد يعلق عمل لجنة تقصي الحقائق بسبب المماطلات الاسرائيلية لكنه قال إن جهودا تبذل لإبقاء اللجنة على قيد الحياة.
خمسة شهداء
وقد توغلت 25 دبابة إسرائيلية على الأقل وقوات من المشاة في ساعة مبكرة من صباح أمس الأربعاء في مخيم رفح للاجئين مما أدى إلى نشوب اشتباكات عنيفة استشهد فيها خمسة فلسطينيين بينهم طفلة، وتوغلت الدبابات تحت ستار كثيف من النيران لمسافة 300 متر على الأقل داخل المخيم الذي يقيم فيه 000. 80 لاجئ والذي تدعي إسرائيل أنه مركز لتهريب الأسلحة إلى الأراضي الفلسطينية عبر الحدود المصرية عن طريق أنفاق تحت الأرض.
وبالفعل قامت الآليات الاسرائيلية بعمليات تجريف في منطقة الحدود. وأثار ذلك مخاوف من أن القوات الاسرائيلية قد تكون بصدد القيام بهجوم واسع النطاق مثل ذلك الذي شنته في مخيم جنين للاجئين في الشهر الماضي والذي أسفر عن مذبحة سقط فيها المئات من الفلسطينيين.
وأفادت مصادر طبية أن خمسة فلسطينيين بينهم طفلة استشهدوا برصاص الجنودالاسرائيليين بعدما فتح جيش الاحتلال نيران دباباته بشكل مكثف على منازل المواطنين الفلسطيينيين، كما جرح في الاعتداء 14 آخرين إصابة اثنين منهم خطرة.
وقد تم التعرف على هويات أربعة شهداء وهم: بلال الدربي «22 عاما» وقد قتل برصاصة أصابته في الرأس، وأحمد ابو ختلة «21 عاما» وقد استشهد بعدما أصيب في رأسه برصاصة من النوع الثقيل أطلقتها دبابات اسرائيلية، وعبدالله شلوف «23 عاما» وقد تم العثور في جثمان هذا الشهيد على آثار دهس بالدبابة.
كما استشهدت الطفلة هدى شلوف البالغة من العمر عامين وأصيب شقيقيها كمال «6 سنوات» ومحمد «4 سنوات» ووالدهم محمد بجراح من جراء سقوط قذيفة دبابة على منزلهم.
وكانت الاشتباكات قد بدأت في رفح عندما توغلت الدبابات الاسرائيلية في منطقة سكانية شرق معبر رفح بعد أن انفجر في إحداها لغم أرضي دوى صوته في أرجاء المدينة وأدى إلى إعطاب الدبابة. وردت الدبابات الإسرائيلية بإطلاق نيران قذائفها ورشاشاتها الثقيلة باتجاه المنازل الفلسطينية.
الانسحاب من قلقيلية
وفي نفس الوقت قال شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية إن دبابات ومجنزرات إسرائيلية عادت وتوغلت في مدينة قلقيلية في ساعة مبكرة من صباح أمس الاربعاء.
وقال شهود عيان إن ارتالا من الدبابات والمجنزرات المدرعة وآليات عسكرية مصفحة شوهدت تزحف تحت جنح الظلام من الجهتين الشمالية والغربية، باتجاه وسط المدينة تحت وابل من إطلاق نيران الرشاشات الثقيلة. ولم تلق القوات الإسرائيلية أي مقاومة تذكر خلال عملية توغلها، التي لم تعرف أسبابها.
وكانت الدبابات قد انسحبت من المدينة بداية الأسبوع وتمركزت على مداخلها الرئيسية. وقال الشهود إن أربع دبابات تمركزت في ميدان الشهيد أبو علي أياد وسط المدينة في ظل إطلاق نار كثيف على منازل المواطنين «ودون أي مبرر».
وفي وقت لاحق أعلنت مصادر أمنية فلسطينية ان الدبابات الاسرائيلية انسحبت من قلقيلية بعد ساعات من دخولها .
قنصلا أمريكا وبريطانيا
يزوران عرفات
ومن جانب آخر أفاد مصدر رسمي ان قنصلي الولايات المتحدة وبريطانيا المكلفين بالاراضي الفلسطينية سيلتقيان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله لبحث ترتيبات نقل ستة سجناء فلسطينيين إلى اريحا.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس ان «الرئيس عرفات وافق على الخطة نقل السجناء الفلسطينيين ووضعهم تحت اشراف حراس أجانب وقد حضر المسؤولون البريطانيون الثلاثاء إلى أريحا» لتفقد السجن حيث سيحتجز الفلسطينيون الستة تحت حراسة بريطانية واميركية.
ووافق الاسرائيليون والفلسطينيون على اقتراح اميركي ينص على رفع الجيش الاسرائيلي الحصار عن عرفات شرط سجن الرجال الستة الذين تطلبهم اسرائيل والموجودين في مقره تحت حراسة اميركيين وبريطانيين في أريحا.
ولم يتسن لعريقات القول ما اذا كان الرئيس الفلسطيني المحاصر منذ أكثر من شهر سيتمكن من مغادرة مقره بحرية في وقت قريب، واكتفى بالقول «ليس بوسعي أن أقول لكم ذلك».
عوائق إسرائيلية
وأعلن وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه من جانب آخر ان الاسرائيليين رفضوا فجر أمس الأربعاء السماح للمفاوضين الفلسطينيين دخول مقر الرئيس ياسر عرفات جاعلين هكذا اتفاقا تم التوصل إليه مع الخبراء الاميركيين والبريطانيين حول رفع الحصار عن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية «لاغيا».
وقال بعد محادثات استمرت 15 دقيقة مع الخبراء الاميركيين والبريطانيين «لم يحصل شيء، لم يحصل شيء»
وكان مسؤول فلسطيني كبير قد أعلن في وقت سابق ان رفع الحصار عن المقر العام للرئيس ياسر عرفات من قبل الجيش الاسرائيلي في رام الله سيتم خلال ال 12 ساعة المقبلة في حال قبول عرفات بنود الاتفاق الذي توصل إليه المفاوضون الفلسطينيون مع الخبراء البريطانيين والاميركيين.
وقد حاول عبد ربه والوفد الفلسطيني الذي ضم أيضا رئيس جهاز الأمن في قطاع غزة محمد دحلان ومحمد رشيد المستشار الاقتصادي للرئيس عرفات الوصول إلى مقر الرئيس الفلسطيني للحصول على موافقته على الاتفاق.
وأوضح عبد ربه بعد عودته إلى وزارة الاعلام «لم نتمكن من الدخول، لقد طوق الجنود الاسرائيليون المدينة بأسرها» مشيرا إلى أي اجتماع مع الخبراء البريطانيين والاميركيين ليس مقررا حتى الآن.
ولكنه كان متفائلا قبل منع الوفد الفلسطيني من الوصول إلى مقر عرفات. وقال بعد ثلاث ساعات من المحادثات مع الخبراء الأجانب «نأمل التمكن من التوقيع خلال ساعات بالرغم من أني لست متأكدا». وأضاف «في حال تم التوصل إلى اتفاق هذا الليل فان تطبيقه سيتم خلال ال 12 ساعة المقبلة».
لجنة تقصي الحقائق
وفيما يتصل بلجنة تقصي الحقائق قال كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة في ساعة متأخرة من مساء «الثلاثاء» للصحفيين في مقر الأمم المتحدة إنه لم يتخل تماما عن الأمل في إمكانية قيام لجنة تقصي الحقائق التي شكلها للتحقيق في أحداث مخيم جنين بالقيام بمهمتها.
وقال عنان إن اللجنة التي يرأسها الرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتيساري، والتي تنتظر في جنيف منذ أسبوع لكي تسمح لها إسرائيل ببدء التحقيق، قد بدأت في تلقي معلومات من المصادر.
وأشار إلى أن هناك تفكيراً في واشنطن وعدة عواصم عالمية أخرى في القيام بجهود لابقاء اللجنة على قيد الحياة.
وكان عنان أعلن في وقت سابق ان التعنت الاسرائيلي تجاه اللجنة قد يدفعه إلى تعليق مهمتها. وقال في تصريحاته اللاحقة إن مجلس الامن الدولي سيناقش الموضوع «الاربعاء».
وجاء ذلك بعد أن تقدمت سوريا وتونس بمشروع قرار باللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لارغام إسرائيل على السماح للجنة بأداء عملها، إلا أن المصادر الدبلوماسية تقول إنه ليس هناك الكثير من الأمل في تمرير مثل هذا المشروع في المجلس.
وقال دبلوماسيون في تصريحات سابقة إن مصير البعثة قد حسم على ما يبدو مقابل جهود الوساطة الناجحة التي قامت بها الأمم المتحدة لانهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وقال دبلوماسيون آخرون ومنهم السفير الامريكي إلى الأمم المتحدة جون نجروبونت إن القرار بتفكيك البعثة يعود إلى عنان وإلى مجلس الامن.
وحذر نجروبونت من أنه لا يجب تركيز الاهتمام على البعثة ولكن على «التقدم المهم» الذي حدث على الجبهة الدبلوماسية في الاسابيع الماضية، بما في ذلك تخفيف الحصار المفروض على رام الله والمشاورات المستمرة حول إنهاء الوضع القائم في كنيسة المهد ببيت لحم التي يقبع فيها200 فلسطيني تحت حصار القوات الاسرائيلية.
وقال نجروبونت «الشيء المهم أنك لا تريد أن تنظر إلى جانب واحد من بعثة تقصي الحقائق بمعزل عن تطورات أخرى بالمنطقة».
|