* القاهرة مكتب الجزيرة محيي الدين سعيد:
جاءت زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتمثل واحدة من أهم الزيارات لزعيم عربي وإسلامي إلى أمريكا في وقت تمر فيه منطقة الشرق الأوسط والسلام العالمي كله بمنعطف خطير في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد الشعب الفلسطيني.
وقد مثلت الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة تلقاها ولي العهد من الرئيس الأمريكي جورج بوش أهمية خاصة دفعت بالبعض لأن يؤكد أنها تأتي لنقل مشاعر الغضب التي تسود الرأي العام العربي تجاه الأحداث في الأراضي العربية المحتلة وتجاه الولايات المتحدة الأمريكية بسبب انحيازها لإسرائيل.
وكان الهدف من الزيارة التي تم تأجيلها في السابق شرح الرؤية العربية تجاه الأحداث في المنطقة وتوضيح مدى الأضرار بالمصالح الأمريكية في حال استمرار العدوان الإسرائيلي وعدم تحقيق الاستقرار لتصب هذه الأهداف في النهاية في طريق دعم القضية الفلسطينية.
وتركزت أهداف الزيارة في مطالبة الإدارة الأمريكية بالضغط من أجل تحقيق الانسحاب الفوري من كامل الأراضي الفلسطينية وفك الحصار المفروض على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات باعتباره المفوض الوحيد للتحدث باسم الشعب الفلسطيني إلى جانب العمل على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني والسعي نحو تنفيذ بنود خطة تينت وتقرير ميتشيل خاصة فيما يتعلق بالمستوطنات.
زيارة ولي العهد الأمير عبدالله حققت نتائج فورية حتى قبل أن تنتهي المدة المقررة لها ذلك أنه وحسب المراقبين فإن الرئيس الأمريكي بوش استجاب لنصائح ومطالب ولي العهد وقام بممارسة ضغوط غير مسبوقة حسب وصف المراقبين على رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أدت إلى موافقة الحكومة الإسرائيلية على اقتراح أمريكي يقضي بتوفير حراسة أمريكية وبريطانية لستة من المطلوبين الفلسطينيين حاكمتهم السلطة الفلسطينية وذلك مقابل فك الحصار عن الرئيس الفلسطيني عرفات.
آثار زيارة ولي العهد التي تم تمديدها يوماً آخر.. بدت واضحة في تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية والذي أعلن أن عرفات حر في أن يتنقل حيث شاء وذلك بعد موافقة عرفات على الاقتراح الأمريكي إلى جانب ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية من أن بوش أبلغ شارون رسمياً أنه لن يقبل أي رفض لاقتراحه بأي شكل من الأشكال وأن شارون توسل لدى الوزراء لقبول الاقتراح لتجنب صدام غير مسبوق مع الإدارة الأمريكية.
وذكر المراقبون أن من أهم نتائج زيارة الأمير عبدالله ومحادثاته مع المسؤولين بالإدارة الأمريكية التوصل لاتفاق بأن تستمر الولايات المتحدة في العمل مع الأصدقاء في المنطقة خصوصاً المملكة العربية السعودية على وضع جدول زمني لمفاوضات بين أطراف النزاع العربي الإسرائيلي من أجل الوصول إلى اتفاق دائم مبني على القرارات الدولية وبينها تلك التي تقدمت بها الولايات المتحدة في مجلس الأمن وعلى المبادرة السعودية التي تبناها القادة العرب في قمة بيروت.
الشيء الهام الذي يراه المراقبون أيضاً هو أن محادثات ولي العهد كشفت عن أن أمريكا لها طرقها الخاصة في الضغط على إسرائيل إذا ما رغبت أمريكا في ذلك حيث أدت هذه المحادثات إلى تبني الإدارة الأمريكية خطوات عملية بدلاً من الاستمرار في سياسة التصريحات وقد كان موقف المملكة واضحاً في تشديد ولي العهد على عدم الاكتفاء بفك الحصار عن عرفات والخروج من الأماكن التي أعادت إسرائيل احتلالها وإنما الإصرار على الإسراع في عملية ضم القرارات الدولية والمبادرة السعودية في جهد مشترك نحو تسوية وتحقيق السلام الدائم بموجب القرارات الدولية ومبادرة المملكة.
مواقف المملكة بدت واضحة في مطالبة الأمير عبدالله للرئيس الأمريكي بوش في لقائهما الخميس الماضي بإعادة النظر في السياسة الأمريكية في المنطقة خشية تعرض المصالح الأمريكية للخطر.
العلاقات بين البلدين والتي مرت بسحابة صيف في الفترة الماضية كانت أيضاً محوراً لتصريحات المسؤولين في الجانبين حيث قال بوش في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع ولي العهد إنهما قاما بالتأسيس لعلاقة صداقة قوية في القمة التي استغرقت خمس ساعات بمزرعة بوش في تكساس.
وقال مسؤول سعودي في تصريحات صحفية إن الغيوم قد انقشعت عن العلاقات الثنائية بين الدولتين.
ولم يكن العراق بعيداً بأي حال من الأحوال عن المحادثات السعودية الأمريكية حيث دعا وزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل إلى منح العراق فرصة لإظهار التزامه قبول عودة المفتشين.
وذكر الفيصل في حديث لشبكة اي بي سي التلفزيونية الأمريكية أن العراق أعلن أنه سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة للبحث عن عودة المفتشين إلى الأراضي العراقية وهذا ما ترغب الولايات المتحدة في تطبيقه.
وأضاف: واعتقد أن هذا ما عرضه العراقيون وسنرى هل يطبق هذا القرار، ولكن فلنعطهم فرصة على الأقل لإثبات أنهم سيفون بوعدهم.
|