عطر..
للعطر رائحة فكيف بوسعها.. أن لا تفوحَ روائح الشعراء
قطرةٌ مُقْبلة..
ضمَّختْها الحروفُ بماء الحنين الذي لا يموتْ!..
تمْتماتُ الولهْ
شهقة في مدائن لا تحتفي بالبيوتْ..
أنتَ يا قلبكَ الطفلُ كيف انتهزتَ الطفولة
كيف مررتَ بقلبكَ بين انتظار العيون وحتمية الهرولة؟!
كيف تنفخ في الناي بوحَ السكوتْ
وصوتكَ بحَّتُهُ المستتابة من أوَّل العمر
كانت لها قطرة العطر كالمقصلة!!..
.. شعر...
للشعر رائحة فكيف بوسعها.. أن لا تفوحَ روائح الأشعار
حين تطفو ابتسامة عينيكَ فوق ظلال الظهيرةِ
قف عندَ بابكَ
نادِ براحلةٍ لا تجيء ولا تنتظرْ!..
دعْ دمعكَ الآن فوق ثيابكَ..
سافرْ بقلبكَ المستباح الخيالَ
زمانكَ هذا.. فأين المفر؟!!
فالعيون التي سكبتْ عطرها كي تضيء المصابيح
للروح.. قدْ لا تطيل السهر!!..
تلك التي تنكحُ الأمس واليومَ
تلك التي لقَّحَ العطرُ أبكارها واحتضرْ!!!...
... عمر....
للعمر رائحة فكيف بوسعها.... أن لا تفوح روائح الأعمار
عمركَ الآنَ.. بين الدقيقةِ والثانية
شهقة ثانية
قطرةُ تتفلَّتُ من آنيةْ
فاتنٌ كانت الأمس
واليوم ليلى
ميلاد.. فجر مضى ورؤىً فانيةْ
أيها المتعبُ القلبِ
والمرهفُ الحسِّ
والمترفُ الجرح
ذلك حين تندَّى بأنف القصيدة عطراً
كان طريقا من الضوء نامت بحرْمته غانيةْ!!!..
.. صوت ..
للصوتِ رائحة فكيف بوسعها.. أن لا تفوح روائح الأصواتِ
حين جاء الهزيع الأخيرُ من الدمع
كانت على شرفات السحرْ
صوتها هسهساتُ النسيم يداعب أجفانه بالوترْ
شهقةُ الشعر تلكَ..
وإلا فكيف استتابتْ على بابها مدنٌ تنتحرْ!!..
اعصر الجمرَ للشعر
فالطيرُ ينقرُ رأس الخطيئةِ
والصوتُ يمتدُّ بين شفاهكَ والأمس
مقبرةً من ضجرْ!!..
افتح الآنَ قلبكَ
قل ما تشاءُ
ودع ما تشاء إلى ما تشاءُ
وغن لدمعكَ نبكي معاًَ
ومن بعد ذلك....
نرقصُ فوقَ حطام المرايا
ونضحكُ من هذيان الصور!!!...
|