أنت! اقتربت الساعة!
هيا! استيقظ!
بسرعة!
لا تتأخر!
لقد تأخرنا كثيرا بسببك! هيا! قلت لك استيقظ
ياالله! كل صباح تتكرر هذه الاسطوانة المملة. لقد تعبت كثيرا. أمي هداها الله تستخدم أسلوبا صعبا في إيقاظي كل يوم. ألا يكفي أنني سأذهب إلى المدرسة؟ هذا المكان الذي أكرهه كما لم أكره شيئا من قبل. أريد أن أسمع كلاما طيبا يخفف عني وطأة هذا الجحيم الذي أساق إليه يوميا!
ألم تتحرك من فراشك بعد؟
ستذهب إلى المدرسة، يعني ستذهب إلى المدرسة!
لا أدري من هو هذا المجنون الذي اخترع شيئا اسمه مدرسة! أحدكم يدلني عليه! آه، لو كان شخصا أعرفه! هل من الضروري ان اذهب إلى ذلك المكان يوميا وأسجن نفسي فيه من الصباح الباكر قبل أن تشرق الشمس لأخرج منه ويكاد اليوم يقترب من نهايته. ضياع وأي ضياع! تعاسة وأي تعاسة! لماذا لا أنتشر في الأرض وأبحث عن رزقي مثل مخلوقات الله؟
أوه! لقد أتعبتنا كثيرا! هيا تحرك!
لا تحاول! ستذهب يعني ستذهب! ليس لديك أي خيار!
ليس هناك أصعب من أن يقوم والدك بأخذك الى مكان حتفك. لماذا ليس لدي أي خيار؟
دعوني أذهب الى الصحراء لأرعى الغنم قبل أن تشرق الشمس حتى غروبها لكن لا تدعوني اذهب الى ذلك المكان. اذا كنتم مصرين على هذا الشيء فلماذا لا نكتفي بساعة بعد صلاة العصر في المسجد وكفى؟ ألا يوجد كتاتيب؟ أريد أن أعيش في عصر الكتاتيب! أريد أن اصرخ بكم: أنا لا أحب ذلك المكان! أنا لا أحبه! هل تفهمون ذلك؟
هيا خذ ثيابك! بسرعة!
ليس لديك وقت لتناول فطورك!
اقتربت الساعة! هيا!
ليتها تأتي هذه الساعة فعلا وتخلصنا من هذا العذاب. كل صباح، هكذا. لقد تعبت. أسعد أوقاتي كلها هي الست السنوات التي عشتها قبل أن ينطبق علي شرط الذهاب الى ذلك المكان.
عمري الحقيقي هو ست سنوات فقط. حتى الاجازات لا استمتع بها، لأني أعرف أنه ستنتهي ثم أعود بعد ذلك إلى هذا المكان. أفضل وقت عندي هو مساء الأربعاء وأصعب وقت عندي هو ليلة السبت، حتى في أيام الاجازات، لا يتغير عندي هذا الشعور.
كم أنت متعب! ألم تنهض بعد؟
لا بد أن نستخدم معك أسلوبا آخر! أنت تريد ذلك!
هيا! قم! هات يدك!
حسنا! حسنا! سأذهب! وهل لدي حل آخر! أعانني الله على تحمل تلك الساعات الطويلة خلف تلك الجدران. انها سجن حقيقي تقضي كل حياتك فيه. ألا يوجد أسلوب آخر؟
لماذا لا نتعلم بطريقة أخرى أكثر تحضرا دون أن نضطر إلى أن نتكوّم بتلك الطريقة؟ هل من أحد ينجدنا؟ لا أريد ان اذهب! صدقوني، حتى لو ذهبت، لا طائل من ذلك! كلكم تنفخون في قرب مثقوبة!
|