Thursday 2nd May,200210808العددالخميس 19 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خدعوها بقولهم..؟ خدعوها بقولهم..؟
محمد الخربوش

صبت إحدى الفنانات التشكيليات «الواعدات» جام عضبها وانزعاجها على إحدى الجهات المسؤولة عن تنظيم المعارض التشكيلية لأنها «أي الجهة» لم تعرض أعمال هذه الفنانة ضمن الأعمال المعروضة في قاعة العرض وكذلك لأن عملها أيضاً لم يكن من الأعمال التي فازت بجوائز المعرض وقد اتهمت هذه الفنانة الواعدة المختصين بهذه الجهة وكذلك حكام هذه المسابقة بعدم الفهم وعدم الإلمام بالفن التشكيلي وكذلك محاباة الأسماء التشكيلية المعروفة على الساحة إلى آخره من الاتهامات..
وأردفت قائلة: إنها فنانة معروفة وحيدة ومتميزة وان الصحافة الفنية أشادت بها وبفنها وأن الصحفي الفلاني قال.. إلى آخره من المديح الحقيقة وبكل أسف أن مثل هذه العينات بدأت تظهر وبكثرة على الساحة التشكيلية وأعتقد ومن جهة نظر شخصية أن الصحافة بالذات هي المسؤولة عن هذا لأنه في الواقع ومن خلال المتابعة لما نطرح من خلال الصحافة بشكل عام يلاحظ وبكل أسف أنه لا يوجد لدينا في صحافتنا تخصص، فالصحفي هنا يكتب في السياسة والرياضة والفن التشكيلي وفي الشعر وفي المسرح وفي الغناء وما هب ودب.
التخصص يا سادة مطلوب خاصة ونحن نعيش عصر التخصص بل التخصص «الدقيق جداً» وما نقرأه عبر وسائل الإعلام ونشاهده أعطى الحرية لمن يشاء أن يكتب فيما يشاء دون حسيب أو رقيب «فهو في هذه الحالة يكتب عن أشياء قد يكون إلمامه بها بسيطاً جداً ومع ذلك تجده ينتقد وينظّر ويمدح ويقدح وبالتالي فهو يكتب في مجالات بعيد عنها جداً مما ينعكس بدوره بالسلب على العطاءات.
فالعطاء والابداع لا ينمو ولا يترعرع إلا بالنقد والتقويم والدراسة الفاحصة التي لا تصدر إلا من مختص وملم بما يقول أمَّا كيل المديح والثناء على كافة العطاءات ومنحها درجة التفوق والابداع فهذا أوجد لنا بلا شك هذه النوعية من الفنانين الذين بمجرد أن يعرض أحدهم لوحة أو لوحتين وفي أي معرض حتى رأى نفسه فنان ومبدع زمانه..
النقد أيها الأحبة مطلوب والنقد المطلوب هو النقد الواعي المبني على الخبرة والدراسة والتخصص والثقافة والمبدع مهما كان بحاجة أيضاً إلى النقد الواعي الهادف البعيد عن التجريح والمجاملة والأهواء الشخصية.
أما أن يصب الفنان أو الفنانة الواعدة جام غضبه على جهة ما أو ناقد ما أو مختص ما لمجرد أن قال له الحقيقة أو رأيه الشخصي المبني على الخبرة والثقافة الفنية في أعماله فهذا في نظري بداية النهاية لهذا الفنان لأننا جميعاً بحاجة إلى من ينظر ما نقدمه من عطاء سواء كان نثراً أو شعراً أو لوحة أو قصة أو خلافه من مجالات العطاء والابداع.
وأقول لهذه الفنانة الواعدة التي لازالت في بداية الطريق أن تهتم أولاً بهوايتها وأن تحاول أن تنمي هذه الموهبة بالاطلاع والبحث والتجريب والمحاولات الجادةوالمستمرة وبالثقافة الفنية وزيارة المعارض الفنية والاستماع إلى وجهات نظر المختصين لأن الشخص المختص هو القادر على أن يدرك بواطن الخلل والابداع في تخصصه وقد قالوا قديماً «أعط القوس باريها» وقالوا «أعط الخبز خبازة ولو أكل نصفه»، أما الاندفاع خلف المديح البعيد كل البعد عن الحقائق لأنه يصور من غير مختص فهو في رأيي الشخصي سيعود بالمردود السلبي على كافة الواعدين والواعدات والذين هم فعلاً بحاجة إلى التوجيه نحو الطريق السليم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved