كيف تصبح ممثلاً؟..
الحلقة الأولى

قد يشعر البعض لأول وهلة بأن التمثيل هو معادلة كيميائية صعبة التطبيق، أو أنه ضرب من ضروب السحر المستحيل، لذلك تجد الكثيرين ممن يحبون خوض هذا المجال يعتريهم شيء من الرهبة والخوف من الفشل، وقد يصل بهم الأمر إلى التخلي عن هذه الفكرة أصلاً.
إلا أن الواقع يقول بأن التمثيل بشكل عام هو أمر بغاية البساطة، وما علينا سوى فهم الخطوات الأولى واللبنات الأساسية التي تبنى عليها الموهبة، فالموهبة وحدها لا تكفي بل هناك ما يسمى بتنمية هذه الموهبة وتطويعها لخدمة الممثل، لذلك عمدنا من خلال هذه الزواية إلى تسهيل الأمر لكل مبتدئ وتوضيح السبل الصحيحة لإعداد ممثل ناجح ووضع أسس منهجية يرتكز عليها كل من أراد الخوض في هذا المجال وسيكون جل الاهتمام منصباً على الأداء المسرحي أو التمثيل المسرحي والذي يعتبر الركيزة الأولى التي ينطلق منها كل ممثل فمعظم الممثلين المبدعين أو لنقل كلهم كانوا في البداية ممثلين مسرحيين.
وليكن أول درس لنا في هذا المجال هو التعريف بعناصر الممثل الناجح أو ما تسمى ب(أدوات الممثل).
فهناك خطأ شائع بين المبتدئين وحتى بين بعض الذين دخلوا هذا المجال أن التمثيل مجرد أداء للأدوار والشخصيات المكتوبة وأن التدريبات ليست سوى شخصيات ومشاهد يتمرن عليها المبتدئ إلى أن يصبح ممثلاً، وهذا خطأ كبير حتماً فعلى الممثل أن ينمي أدواته التي تخدمه في أدائه لتلك الأدوار ويمكن تلخيص تلك الأدوات بالآتي:
1 الجسد وهو المسؤول عن أداء الأفعال الخارجية من حركة وصوت والهدف من تمارين الجسد تطويعه ليقوم بهذه الفعال بكل سهولة.
2 الإحساس الداخلي وهو المسؤول عن أداء الأفعال الداخلية من تقمص للشخصية وإحساس بها وبانفعالاتها الداخلية وهناك تمارين تساعد الممثل على الدخول بالشخصية وعلى كيفية التحكم بانفعالاته.
3 الثقافة الفنية: وهي مهمة جداً للممثل والفنان لأنها مخزون مهم فعلى الممثل أن يكون ملماً بجوانب عدة من الحياة فنية كانت أو أدبية علمية أو اجتماعية أو سياسية وذلك كي يستطيع استيعاب وفهم كافة الشخصيات التي قد توكل إليه مهما اختلفت الوانها وأشكالها واهتماماتها وعادة ما تأتي تلك الثقافة عن طريق القراءة. ولكل أداة من هذه الأدوات تمارين وخطوات تنموية سنتناولها إن شاء الله في أيام قادمة بشيء من الترتيب والسهولة كي تستطيع إدراكها كافة المستويات الفكرية القارئة.