Wednesday 1st May,200210807العددالاربعاء 18 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الحجاب بين المنهزمين والمتآمرين الحجاب بين المنهزمين والمتآمرين
حفصة صالح الطاسان

ليس الحجاب الذي نعنيه مجرد ستر لبدن المرأة.. إن الحجاب عنوان تلك المجموعة من الأحكام الاجتماعية المتعلقة بوضع المرأة في النظام الإسلامي التي شرعها الله سبحانه وتعالى لتكون الحصن الحصين الذي يحمي المرأة.. والسياج الواقي الذي يعصم المجتمع من الافتتان بها.. والإطار المنضبط الذي تؤدي المرأة من خلاله وظيفة صناعة الأجيال وصياغة مستقبل الأمة.. وبالتالي المساهمة في نصر الإسلام والتمكين له.. ولا يخفى على أي مؤمن صادق ما آل إليه أمر الإسلام وحال المسلمين في زماننا هذا.. فدم الأمة يراق في كل مكان.. والمؤامرات على المرأة المسلمة تحاك في كل آن.. حتى مدت الفتن أعناقها.. واستطار شررها.. وعم ضررها.. والتبست الأمور على الجمهور..وأخذت الأرض زخرفها وازينت.. وظن أهلها أنهم قادرون عليها.. وافتتنوا بحضارة الغرب وزخارف الشرق..وصادف هذا كله غفلة المسلمين إلا من رحم الله..
لكن أعداء الإسلام لم يغفلوا عنا.. علموا أن المرأة من أعظم أسباب القوة في المجتمع الإسلامي وأنها سلاح ذو حدين وأنها قابلة لأن تكون أخطر أسلحة الفتنة والتدمير.. ومن هنا كان لها النصيب الأكبر من حجم المؤامرات التي رسمها الأعداء.. والتي ترمي إلى شل المرأة المسلمة عن وظيفتها البناءة سلباً ثم الزج بها إلى مواقع الفتنة وتدمير الأخلاق إيجاباً تحت ستار خداع من المصطلحات البراقة كالتحرير والتجديد والتقدم.. لقد ظلت المرأة المسلمة طيلة القرون الخالية مصونة متربعة على عرشها قارة داخل مصنع رهبان الليل وفرسان النهار.. فراح أعداؤها يحيكون لها المؤامرة تلو المؤامرة بعد أن جربوا فساد مجتمعاتهم بفساد نسائهم وأخلاقهم.. الأمر الذي ينذر بسوء العاقبة.. وإلا فما هذه الأمراض الفتاكة تجتاح الإنسان في كل مكان؟ وقد عجز العلم عن استئصالها.. وليس الغرب وحده هو المسؤول عن شيوع الفاحشة فهناك الكثير من تبعه في هذا الاتجاه الرهيب.. ولعل سرور الغرب بنجاحه في إفساد أخلاق المسلمين أعظم بكثير من سروره باستنزاف أموالهم.. ونحن المسلمون مع الأسف الشديد لم نقصر في الترويج لهذه المفاسد.. ونحن عندما نشير إلى الغرب في كلامنا عن أخطار التحلل الأخلاقي فلكي ندلل على المنفذ الكبير الذي يجب إغلاقه لنتمكن من حصر الخطر.. ولنا عبرة في ماضينا الوجيع يوم أهمل الناس أمثال هذه المفاسد فتركوها تستشري ثم تتجمع فتتحول إلى سيول ما لبثت أن نسفت سدودنا.. وليس من الإخلاص لديننا وأمتنا أن ندع العابثين يبثون ألغامهم في تحصيناتنا الأخلاقية ليحولوا الملايين من نساء المسلمين إلى عناصر هزيمة.. لقد علم هؤلاء المنهزمون أننا لم نخسر أمجادنا العظيمة إلا عندما فتحنا قلوبنا وعقولنا وبيوتنا لسموم الأمم الكافرة.
إن الدعوة إلى فريضة الحجاب لابد أن تواكبها دعوة إلى تحرير عقل المرأة المسلمة من حجب التضليل والجهل والتخلف التي يأباها ديننا الحنيف..
لقد خلفت لنا نساء المسلمين الأوائل تاريخاً مجيداً حافلاً بسيرهن العطرة كأم وزوجة وابنة.. وكمؤمنة مجاهدة صابرة.. وكعالمة فقيهة محدثة.. وكعابدة خاشعة قانتة.. حتى بان للجميع ما الذي كان يخفيه الحجاب.. وماذا كان يدور خلف الخدور؟ إنها الثمرات المباركة التي جنتها الأمة من وراء الحجاب.. انه الشرف العزيز الذي صانه الحجاب.. وان هؤلاء هن خريجات مدرسة الحجاب قبل أن تعرف الدنيا مدرسة.. وقبل أن يطرق سمعها حقوق المرأة وتكريمها..

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved