أعين لا ترى..
ومصير غير معروف.. جثة هامدة.. لا تحرك ساكناً..
آلام وآمال تحيط ببناته الثلاث.. حسرة تحرق أعين المحيطين به من محبيه.
كثيرا ما صفقت له الأيدي بحرارة، ولكنها هي التي قلبت صفحات الجزيرة للصفحة الأخرى لكي تنتقل من خبر مرضه ومعاناته إلى خبر آخر، وكأن شيئاً لم يكن..
غريب عالمنا فسرعان ما نسيناه.. فكثير من المحبين لذاك النادي المنشغلين عن أخباره أصيبوا بالمفاجأة عندما وقعت أعينهم على خبر مرضه.. في حين أن أناسا كأن لم يكن يعني الخبر لهم شيئا.
قصة معاناة، ومعاناة لقصة..
إنها معاناة رمضان الجميل الحاضر الغائب..
يحضر بجسده بيننا، وروح لا يعلم مصيرها إلا الله.. ترى ماذا كانت ردة فعل القائمين على نادي الطائي؟
هل ما زالوا يتذكرون رمضان هل ما زالوا يتذكرون تفانيه، وتضحيته لناديه، هل ما زالوا يتذكرون عينه التي تنزف دماً، ويأبى إلا أن يكمل المباراة؟!
لاعب كان يحترق لخدمة ناديه، ولاعب كان مثالا للرياضي المتفاني، هذا هو رضمان، وتلك هي أفعاله.. مهما قيل، إلا أنه يعتبر رمزاً من رموز الطائي الذين عاصروه، وعاشوا معه في كل ظروفه وأقساها..
رمضان لن تنساك الذاكرة مهما طالت الأيام، وتأكد بأنه كلما وقعت أعيننا على اللون الرمادي تذكرناك، وتذكرنا مصيرك الذي أحب أن يكون رمادياً كشعار ناديك..
لكن.. لن نقطع أملنا في الله تعالى في أن يشفيك، وأن تعود بين أحضان بناتك، ولتقر بك عين زوجتك.
أنت حاضر في قلوبنا.. ولو كان بأيدينا شيء نفعله لما تأخرنا، ولكن إرادة الله عز وجل فوق كل شيء، وليس بأيدينا إلا الدعاء، لعل الله أن يتقبل دعواتنا بأن يشفيك..
تقتل..
تحرق..
تلك الكلمات التي نطق بها أخوه يوسف، عندما قال إنه لا أمل في شفائه، وإن المستشفى يريد إخراجه لعدم الفائدة من وجوده.. لكن غريب ذلك التجاهل لأرواح البشر، وغريب أن تنتهي من قلوب الناس الرحمة، فكيف تصدأ في قلوب من هم قريبون من المعاناة، ومن الذين يعتبرون مسؤولين بشكل مباشر أمام الله تعالى عن رعاية المحتاجين لهم؟
لكن يبقى السؤال ما هو السر وراء معاناة رمضان، فإن كان خطأ طبياً كما توحي مكالمتي لأخيه يوسف، فأين الرقيب على ذلك؟؟!
دعواتكم له بالشفاء
ولكم خالص تحياتي..
طلال بن خالد الطريفي المحرر في الجريدة سابقا - حائل |