هاآرتس
تحت عنوان: «اليمين يسعى إلى ربط جميع المستعمرات التي حول مدينة القدس بعضها ببعض ربطا جغرافيا»، نقل الكاتب «نداف شرجائي» بجريدة «هاآرتس» عن عضو الكنيست «بني ايلون»، من حزب «الاتحاد القومي»، اليميني المتطرف والذي يقف وراء الجمعية التي تساعد اليهود على السكنى في حي «شمعون هتساديق» بالقدس. وذلك في أعقاب إخلاء (طرد) عشرات العرب من المكان حسب قرار المحكمة، نقل عنه قوله: «إن العملية التي تجري في «حي شمعون هتساديق»، بالقرب من حي «الشيخ جراح»، هي جزء من تخطيط وبناء 17 بؤرة استيطانية يهودية حول البلدة القديمة بالقدس، وذلك بهدف تطويقها ومنع إمكانية تقسيم القدس حسب قوله. وحسب قول ايلون أيضا، فإن الأمر يتعلق بعملية ربط من نوعين: مساحات خضراء، ومناطق مفتوحة وحدائق عامة تكون مملوكة للدولة، ومؤسساتها، وإلى جانب ذلك أحياء يهودية صغيرة».
كما نقل الكاتب عن «ايلون» قوله أيضا: «إنه لم يكشف حتى الآن عن جميع البؤر الاستيطانية المخطط إقامتها في إطار خطة تطويق البلدة القديمة عبر ربط (جغرافي) يهودي».
كما ذكر «ايلون»، في الجولة التي قام بها في حي «شمعون هتساديق»، أن الجمعيات اليهودية العاملة في شرق القدس تدفع «مبالغ جيدة» للأسر العربية، التي على استعداد لإخلاء بيوتها من مناطق كان يقيم فيها يهود قبل قيام الدولة (1948)، زاعما أن اليهود «يتصرفون مع العرب بعين الرحمة ومستعدون لتعويضهم بسخاء».
واستطرد الكاتب يقول: إن «مسؤولي الجمعية وزعوا خطابا أمس باللغة العربية على السكان (العرب) في حي «شمعون هتساديق»، يتضمن توصية بالتعاون مع لجنة الطائفة السفارادية واللجنة العامة للكنيست (الوقفان المسجلان كأصحاب الأراضي في المكان)، وبالتفاوض على التعويضات بهدف إخلاء المكان، وقد أوضح «ايلون» أن من سيصر على رفض الإخلاء سيتم إحالته إلى الإجراءات القضائية».
قاتل الأمل
من ناحية أخرى شنت افتتاحية هاآرتس هجوما حادا على المناورات السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي «آرئيل شارون»، ومراوغاته المستمرة. فتحت عنوان: «قاتل الأمل» كتبت الصحيفة تقول: «في خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكية كولن باول للمنطقة، اقترح شارون عقد مؤتمر للسلام في شهر يونيو القادم بمشاركة ممثلي السلطة الفلسطينية، ومصر، والأردن، والسعودية، والمغرب، وحرص رئيس الحكومة حتى على ترك نافذة للتفاوض حول المبادرة السعودية، التي عمادها انسحاب إسرائيلي إلى حدود الرابع من يونيو 1967 كأساس لتسوية دائمة في المناطق (الفلسطينية) ولعلاقات طبيعية بين إسرائيل وجاراتها، إلا أن رئيس الحكومة قد أفرغ أول أمس (الاثنين) خلال جلسة الحكومة الأسبوعية تصريحاته حول السلام من كل معنى، ففي رده على ملاحظة لوزير من وزراء حزب العمل، اقترح شارون ترجمة «النجاح» العسكري (ضد الفلسطينيين) إلى لغة سياسية عن طريق الإعراب عن الاستعداد لتفكيك بعض المستوطنات المنعزلة، أجاب رئيس الحكومة بحزم بأنه لا يعتزم ذلك ولا يعتزم حتى إجراء نقاش حول هذه المسألة قبل موعد الانتخابات القادمة في نوفمبر 2003».
وأضافت «هاآرتس» قائلة: «وأمس عاد شارون وكرر خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن، (التابعة للكنيست) أنه لا يرى فارقا بين مستوطنة منعزلة مثل نتساريم (في قطاع غزة) وبين تل أبيب، وبهذه الأقوال يكون شارون قد شطب الأمل، بأنه بعد الضربة التي تم إنزالها بعناصر «الإرهاب» الفلسطينية حسب قوله فإن في نيته الآن عرض أمل على الجيران الراغبين في السلام، إن أقوال شارون تلقى بظل ثقيل على التشخيص الأخير لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جورج بوش، بأن شارون هو «رجل سلام».
واختتمت «هاآرتس» بقولها: «إن إخراج النقاش حول تفكيك بعض المستوطنات ولو كانت حتى مستوطنات تشكل عبئا أمنيا ثقيلا، مثل «نتساريم» و«كفارداروم» اللتين تقعان في قلب قطاع غزة، من جدول الأعمال السياسي، يباعد، في واقع الأمر، الأفق السياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، والرسالة الوحيدة التي يستطيع الفلسطينيون اكتشافها في أقوال شارون هي، أنه حتى لو وضعوا سلاحهم، فليس في نية الحكومة العمل على إنهاء الاحتلال (الإسرائيلى) في المستقبل المنظور.
وهذه الأقوال، التي تتسق مع ضم حزب «المفدال» إلى الحكومة، تلغي جوهر البرنامج السياسي للحكومة، وعلى حزب العمل أن يطلب من رئيس الحكومة إجراء نقاش حول إخلاء المستوطنات، فإذا رفض طلبه فإن عليه أن ينسحب من الحكومة وأن يعمل بكل قوته من أجل تقديم موعد الانتخابات، وعلى آرئيل شارون أن يدرك أنه لن يستطيع الاستخفاف أكثر من ذلك بمؤيدي التسوية السياسية».
تدمير متعمد
وفيما يتعلق بالدمار الذي ألحقته القوات الإسرائيلية بأجهزة الحاسوب الفلسطينية كتبت «عميراه هيس» في صحيفة «هاآرتس» أمس تقول: «ثمة مشهد يتكرر في مئات المكاتب الفلسطينية التي سيطر عليها جنود جيش «الدفاع» الإسرائيلي طوال ساعات وأيام في مدن الضفة الغربية، ألا وهو: أجهزة الحاسوب محطمة، ومحروقة، ومهشمة، ومكدسة في أكوام، وملقاة في الأروقة والردهات، والتوصيلات الرئيسية لأجهزة الحاسوب مقطعة، والأقراص الصلبة (الهارد ديسك) اختفت، والمكاتب والديسكات مبعثرة ومحطمة، والطابعات مكسرة، وأجهزة حاسوب متنقلة اختفت، وهواتف اختفت أو قطعت أسلاكها، وسجلات وثائق اختفت، وأحرقت، ومزقت أو بعثرت في كل صوب واتسخت ببقايا طعام، وكل هذا وسط ركام من الأثاث المقلوب، والزجاج المهشم، والستائر الممزقة، والأبواب المستباحة، والجدران المثقوبة (بالرصاص والقذائف)، والأرضيات المتسخة، وهنا وهناك ترك الجنود أيضا كتابات تعبر عن الكراهية (للفلسطينيين) أو خطابات مليئة بالكتابات الفظيعة».
وأضافت الكاتبة أن الأمر «لا يتعلق فقط بالدمار المادي ذي التكلفة الباهظة، وإنما بمعلومات وبخبرة، وبوقت وبعمل فكرى بذله آلاف الفلسطينيين على امتداد سنوات من أجل مجتمعهم المدني ومستقبله».
وأردفت الكاتبة تقول «إن هذه المناظر من التدمير المتعمد محجوبة عن الإسرائيليين، وفي جيش «الدفاع» الإسرائيلي لا ينفون أن جنودا (إسرائيليين) سرقوا ونهبوا أموالا ومجوهرات، وكاميرات فيديو، من منازل الفلسطينيين الخاصة، ولا يتعلق الأمر بشهوة، أو بجنون انتقامي لوحدة عسكرية ما أو أخرى أو برغبة فوضوية لجندي ما لم يجرؤ رفاقه على وقفه، لكنه يتعلق بقرار لاتلاف البنية المدنية، والإدارية، والثقافية التي بناها المجتمع الفلسطيني بقدر المستطاع، فهل هذا أمر عسكري صريح أم أنه أمر عسكري غير مباشر؟
معاريف
وفيما يتعلق بالأزمة التي يعيشها حزب العمل الإسرائيلي جراء استمرار بقائه في حكومة شارون كتب «أفراهام تيروش» في جريدة «معاريف» أمس يقول: «إن أكبر نكتة تتردد في إسرائيل اليوم هي استمرار بقاء حزب العمل في الحكومة، فقد ألغى شارون الحكومة الأمنية المصغرة التي كان لحزب العمل فيها أغلبية، وضم إلى حكومته كلا من حزب «المفدال» بزعامة «ايفي ايتام» وحزب «جيشر» بزعامة «دافيد ليفي» الذي عاد ليكون يمينيا، كما أن أفيجدور ليبرمان في طريق عودته إلى الحكومة، كما أعلن أنه لن يخلي مستوطنات منعزلة وأن حكومته لن تجري أي نقاش حول هذا الأمر، كما وعد وزراء «المفدال» بأن تعود إسرائيل إلى قبر يوسف في نابلس، ولا تبدو في الأفق أية نية لبدء مفاوضات سياسية، فما الذي ينبغي أن يفعله شارون أكثر من ذلك حتى يفهم وزراء حزب العمل أنه ليس لديهم ما يبحثون عنه لدى هذه الحكومة؟.
|