Thursday 25th April,200210801العددالخميس 12 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بعد زيارة باول الفاشلة للشرق الأوسط بعد زيارة باول الفاشلة للشرق الأوسط
هل فقدت أمريكا تأثيرها على إسرائيل والعالم العربي؟!

لقد كانت فترة طويلة وربما طويلة جدا تلك التي تجنب فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش أن يضع الصراع في الشرق الأوسط على رأس أجندته السياسية، فقد كان يأمل من خلال الدبلوماسية الهادئة أن يظل الصراع تحت السيطرة حتى يتفرغ لموضوعات أخرى، إلا أنه يبدو أن حساباته لم تكن سليمة، فبعد التطورات الأخيرة في المنطقة قرر الرئيس بوش أخيرا أن يرسل وزير خارجيته كولن باول إلى المنطقة.
من ناحية وجه شارون لبوش إهانة عندما لم يستجب لمطالبته بالانسحاب الفوري من الأراضي الفلسطينية وبدلا من ذلك بدأ يطبق جدوله الزمني الخاص، ومن ناحية أخرى بعد وقوع بعض العمليات «الاستشهادية» الفلسطينية قبل زيارة كولن باول وأثناء تلك الزيارة لم تفكر دولة عربية واحدة في أن تدين هذه العمليات كما طلبت واشنطن.
لقد وجدت حكومة الرئيس بوش نفسها في ظل التطورات الدرامية الأخيرة أمام سؤال هام وهو: هل فقدت الولايات المتحدة تأثيرها على إسرائيل و على العالم العربي؟! اللافت للنظر أن الرئيس الأمريكي التزم الصمت بخصوص الأحداث في المنطقة بينما كان كولن باول يلح على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لكي يضعا حدا للعنف في المنطقة، وظلت محاولات المتحدث باسم البيت الأبيض فلايشر لتبرير صمت الرئيس غير مقنعة وباعثة على التساؤل، فتقارير المراقبين في واشنطن تشير إلى أن إدعاء فلايشر أن بوش التزم الصمت ليعطي المرونة اللازمة لوزير خارجيته باول لكي يحقق أكبر تأثير ممكن غير صحيح وحقيقة الأمر أن بوش أراد أن ينأى بنفسه عن جهود باول لتحقيق السلام إذا لم تحقق المرجو منها وهذا ما حدث بالفعل، وإن كان البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية قد نفيا هذه التقارير بشدة إلا أن هذه التقارير اكتسبت مصداقية جديدة بالنظر للأحداث الأخيرة في هذاالأسبوع، فموقف الولايات المتحدة المتذبذب من محاولة الانقلاب في فنزويلا الذي تأخرت إدانة واشنطن له إلى حد كبير وتسرب أنباء تفيد بأن نائب وزيرالدفاع الأمريكي فولفوفيتس جمع معلومات من CIA عن السيد هانز بليكس رئيس فريق مفتشي الأمم المتحدة على العراق أضف إلى ذلك إرسال الرئيس الأمريكي بوش لفولفوفيتس نائب وزير الدفاع الأمريكي في مظاهرة تأييد وتضامن مع إسرائيل في واشنطن الأمر الذي أثار حفيظة الدول العربية وألقى شكوكا حول نوايا الولايات المتحدة خاصة وأن كولن باول كان في مهمة السلام في المنطقة في تلك الأثناء كل هذا وضع إدارة الرئيس بوش في موقف بالغ الحرج.
المصاعب التي يواجهها بوش في سياسته الخارجية فيما يتعلق بالأزمة في الشرق الأوسط صادفت اهتماما لدى الديموقراطيين الذين لم يفوتوا الفرصة وراحوا يكيلون الانتقادات للرئيس و لسياسة الرئيس الخارجية التي ظلت لفترة طويلة بفضل أحداث سبتمبر بمنأى عن أية انتقادات حتى أن السيناتور الديموقراطي جو ليبرمان وصف سياسة بوش تجاه الفلسطينيين بأنها فقدت «وضوحها الأخلاقي»اللازم في الحرب ضد الإرهاب، كما تعرض بوش لانتقادات مشابهة من يمين الحزب الجمهوري ومن الصحافة الأمريكية المحافظة، البعض ينصح بوش بأن يتقدم بخطة شاملة للسلام ويدعو لمؤتمر دولي لتحقيقه ويرسل قوات أمريكية للمنطقة و الآخرين يضغطون من أجل الإسراع من أجل التخلص من صدام حسين.
ولكن أي الطريقين سيسلك بوش؟ هذا ما يبدو أنه نفسه لم يعرفه بعد، فلهجته مع إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية والمجتمع الدولي مازالت لا تكشف بعد عما سيسفر عنه المستقبل.
إلا أن موقف الرئيس الأمريكي المتغير والمتذبذب من شارون كان أهم ما يلفت الانتباه في سياسته الخارجية فبعد اللهجة الحادة التي خاطبه بها منذ أسبوعين حين قال له «كفى تعني كفى» تغير الحال الآن و أصبحت هناك نبرة هادئة تعبر عن تفهمه للعملية العسكرية الإسرائيلية حين قال «انه يتفهم حق الجيش الإسرائيلي في أن يجهز على القتلة». كما أعطى الرئيس الأمريكي لشارون حيزا كبيرا من الحركة بخصوص الجدول الزمني للانسحاب من الأراضي الفلسطينية حيث قال مؤخرا «إن التاريخ وحده سيثبت كيف أن شارون استجاب للنداءات الأمريكية».
هذا ومن المنتظر أن يسافر رئيس جهاز المخابرات الأمريكي إلى المنطقة كما يتوقع أن يعود كولن باول إلى المنطقة مرة أخرى في القريب العاجل،.

«فرانكفورتر الجماينة » الالمانية

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved