* الجزيرة الترجمة :
توجهت في بداية الأسبوع عند الساعة 35. 9 صباحا إلى محطة أنفاق قطارات وقد ساءني منظر البؤس في وجهيْ زوجين شابين كانا يريدان ركوب القطار المتجه من الشمال إلى وسط مدينة لندن ولكن سرعان ما تلاشت آمالهما بالوصول إلى الجهة المنشودة في الوقت المحدد أي في تمام الساعة العاشرة وذلك عندما علما بأن القطار الذي سيستقلانه لن يتحرك الآن أو حتى في المستقبل القريب، لذلك فقد استعد الزوجان لركوب سيارة أجرة «تاكسي» ولدفع المزيد من المال إلا أنهما لم يستطيعا العثور على أي تاكسي ولهذا اضطرا أن يتابعا طريقهما سيرا على الأقدام.
وهذا أمر عادي لدى الناس الذين يضطرون لاستخدام قطارات الأنفاق في لندن. و لم يكن الزوجان هما الوحيدين اللذين يمران بهذه المحنة، فأنا عادة ما أسافر إلى ويستمنستر من بايزووتر على الدراجة الهوائية، وتستغرق الرحلة حوالي 20 دقيقة على الأغلب، ولسوء حظي فقد كنت يومها بدون دراجتي لذا فقد اضطررت لاستخدام النفق بدلا من المشي حيث استغرقت الرحلة ساعة ونصف تقريبا .
وكانت أولى مؤشرات المشاكل هي الرحلة القصيرة في (الباص) إلى محطة قطار الأنفاق حين تبين لنا أن السائق لا يمكنه قبول تذاكر الركاب المتجهين من الشمال إلى منطقة كينزنجتون ومنها إلى مدينة كامدن . وقد أوضحت مصلحة أنفاق القطارات أن ذلك كان بسبب عطل في التيار الكهربائي ويعود الفضل لخط اليوبيل JubileeLine الذي يكون خط سيره من كوينزواي أو نوتنجهيل جات ويتجه إلى ويستمنستر وهو طريق سريع وبسيط ولكن منذ افتتاحه تقريبا كان من المستحيل تغيير خط سيره المركزي إلى خط اليوبيل وذلك لكثرة الناس، ولهذا فإن المشكلة تزداد ويصعب حلها خاصة في أوقات الذروة ما بين الساعة الثامنة والعاشرة صباحا مما يجعل الحركة بطيئة جدا وفي أصعب الأوقات.
أما يوم أمس فقد توقفت الحركة تماما بسبب إنذار أمني، لذا وجب علي تغييرالخط واتخاذ الخط المتجه إلى ايرلز كورت، ولكن أعلن السائق أن القطارات المتجهة شرقا متوقفة حاليا بسبب التدريبات بجانب القصر، وكانت نصيحته هي التوقف وأخذ قسط من الراحة أو تغيير الخط واتخاذ خط بيكاديللي ولكن هذا الخط لا يمر في محطة ايرلز كورت في الوقت الحالي بسبب أعمال الصيانة في المصاعد ولذا فقد كان الحل الوحيد هو السير إلى جنوب كينزنجتون واستخدام خط بيكاديللي إلى الساحة الخضراء ومن ثم الانتظار لمدة 10 دقائق في ساحة اليوبيل وبعدها ركوب القطار المتجه إلى ويستمنستر .
وفي حقيقة الأمر أن ما يقلقنا هو الانهيار البطيء للبنية التحتية لشبكة المواصلات في مدينة ما تزال آمنة ومسالمة وغنية مثل لندن .
إن المشكلة الحقيقة التي تواجه الوزراء البريطانيين هي ازدياد الشكوى من قبل ناخبيهم على شبكة المواصلات وخصوصا القطارات في لندن، حيث نفذت الأعذار المقدمة من هؤلاء الوزراء إلى الناس وأصبحوا في وضع محرج للغاية.
وعلى الرغم من عدم ارتفاع سعر التذاكر إلا أن الخدمة المقدمة سيئة للغاية والناخبون لا يزالون ينتظرون الإصلاحات التي وعدوا بها لتحديث شبكة المواصلات، وعلينا أن نعترف بأن القطارات في لندن كانت في السابق مصدرا للفخر والاعتزاز بالنسبة إلى سكان مدينة لندن ولكنها أصبحت الآن رمزا للخزي والتخلف في المدينة.
ولهذه المشكلة أيضا تأثيرات سلبية على الاستثمار والسياحة داخل لندن التي تعتبر من أفضل عواصم أوروبا، لذا فانه يتوجب على الحكومة أن تعتمد على القطاع الخاص من أجل الإسراع في حل هذه المعضلة التي سئم الناس من طول أمدها.
و لا شك أن الركاب مستاؤون جدا من الوعود الكثيرة بالتحديث والإصلاحات والتي تضيع عادة بين المقاولين ورجال السياسة ويكون عامة الناس هم الضحية.
ونستطيع أن نقول بكل صراحة ووضوح بأنه يوجد للحكومة لمسات مضيئة وناصعة في جميع المجالات مثل الصحة والتعليم والسياسة ولكن فيما يتعلق بشبكة المواصلات فإنها تبقى الأكثر تعقيدا وإيلاما ولكن الوقت ينفد والوضع يسير من سيء إلى أسوأ وستجد الحكومة أن الناس يأملون منها أن تسير قطاراتها في الوقت المحدد.
|