* المجمعة فهد الفهد :
شيعت المجمعة الاسبوع الماضي شهيد الواجب الرائد فهد بن محمد بن عبدالعزيز الثميري مساعد قائد قوة امن المنشآت بمنطقة الرياض الذي تعرض لعدة طلقات نارية من الجندي «أ.ع.ع» الذي يعمل تحت ادارته اردته قتيلاً.. وقد شيع جثمان فقيد الواجب يوم الثلاثاء قبل الماضي في مقبرة مدينة المجمعة..
وقد قامت «الجزيرة» بزيارة اهل الفقيد وقدمت لهم التعازي.. والتقينا بوالده محمد بن عبدالعزيز الثميري وسألناه عن قصة قتل ابنه.. فقال: قصة قتل ابني.. هي انه عندما كان رحمه الله يستقل سيارته الخاصة بعد ظهر ذلك اليوم وهو مازال داخل مكان عمله تعرض له الجندي «أ.ع.ع» عند البوابة واطلق عدة طلقات ادت الى اشتعال النار في سيارته التي احترقت بالكامل اثر اصابة احدى الطلقات خزان وقود السيارة فهرب ابني الرائد فهد من السيارة واستنجد بإحدى السيارات المارة التابعة لأرامكو وركب فيها واستمر الجاني يطارده مصراً على قتله.. ثم ركب في احدى سيارات شرطة المنشأة.. وواصل الجاني مطاردته له وهو يطلق النار من الرشاش الذي كان معه واصاب سيارة الشرطة ببعض الطلقات.. فتوجهت به سيارة الشرطة التي عادت به مع البوابة للاختفاء عن الجاني الى غرفة جاهزة وغير محكمة موجودة وسط المبنى بالقرب من الورش.. ونزل ابني الرائد فهد والذي معه في السيارة الى هذه الغرفة للاحتماء من طلقات الجاني.. حيث كانت الغرفة يوجد بها فتحات يرمي الجاني من خلالها من بداخلها.. فأطلق النار على ابني فهد واصابة بطلقتين في قلبه فتوفي على الفور.. واضاف: انني ذهبت يوم اول امس الى مقر عمله بالرياض والتقيت برئيسه المباشر العقيد يحيى بن محمد الشهراني الذي روى لي القصة، وتساءل والد القتيل: انني استغرب اشد الاستغراب كيف تمت عملية القتل التي سبقها مطاردة من الجاني بسيارته دون اي مقاومة تذكر من حراس المنشأة الذين لم يحاولوا التصدي للجاني وامساكه ولاسيما انه في منشأة امنية يفترض ان تحمي منسوبيها.
واستمر والد القتيل وابنه عبدالعزيز: اننا لانعرف حتى الآن اسباب القتل ولا نعلم شيئاً عن دوافعه.. الا اننا سمعنا ان الجاني كان مصابا بمرض نفسي وانه كان مجردا من السلاح.. وكان متخوفا من نقله او فصله من العمل.. وكان يعزو السبب في ذلك الى ابني الرائد فهد بصفته رئيسه المباشر.. رغم ان ابني له مواقف جيدة معه حيث سبق ان نقله بناءً على رغبته من المنطقة الشرقية الى الادارة العامة ثم الى القيادة.. كما اعفاه تقديراً لظروفه النفسية من العمل في الحراسة ليلاً.. وقد اطلعت على اوراق في مكتب ابني فهد بعد وفاته أي تقارير اعدها عن الجاني كانت جيدة وتوصي بعدم نقله.
وعند سؤال والده عن ما يتردد بأن هناك قرابة تربطهما قال ابداً.. لايربطهما اي قرابة او حتى صداقة بل ان هناك معرفة قديمة بيني وبين والده الذي كان يطلب مني ان اكلم ابني الرائد فهد عنه وبالفعل اوصيت ابني عليه تقديراً لوالده المسن.. واشار شقيقه عبدالعزيز ان اخي لم يسبق له ان اشتكى من القاتل لكنه كان يعرف ظروفه ويحاول مساعدته بقدر ما يستطيع.. ويقدم له كل خير وهذا شهادة اهله.
وقال محمد بن عبدالعزيز الثميري والد القتيل انني وافراد اسرتي نفتخر ان ابننا قتل وهو يؤدي واجبه نحو دينه ثم مليكه ووطنه.. وهذا ما يهون علينا هول الفاجعة التي اصابتنا.. فكلنا جنود مجندة لخدمة وطننا الغالي وكل شيء يرخص فداءً للوطن.
وعند سؤالنا عن اولاد الفقيد.. قال شقيق القتيل عبدالعزيز بن محمد الثميري.. ان اخي له طفلان «ساره عمرها 7 سنوات وثامر عمره 4 سنوات» واضاف ان ثامر يسأل دائما عن ابيه حيث يقول.. أين بابا.. متى يجيء يلعب معي ويذهب بي الى المطعم.. حيث كان والدهما رجلا عاطفيا وابا حنونا على اولاده، واشار عبدالعزيز الى ان الرائد فهد يحظى بحب كبير عند زملائه لدرجة ان الافراد يطلقون عليه نصير الافراد وذلك لما يقدمه لهم من مساعدة في عملهم.
الرائد فهد بن محمد الثميري رحمه الله قبل وفاته ينتظر صدور ترقيته الى رتبة مقدم.. ولكن ارادة الله سبحانه وتعالى حالت دون ان يعلقها على كتفه.
وفي نهاية اللقاء طلب منا والد القتيل ان نرفع مناشدته الى صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والى سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن عبدالعزيز بالنظر الى ترقية ابنه الرائد فهد الى رتبة مقدم والاستمرار في صرف راتبه لأولاده الذين لايملكون حتى المنزل.. حيث ان ابنه قتل وهو في مقر عمله ويرتدي لباسه الرسمي.. وقال انني على ثقة تامة ان سموهما الكريمين سينظران بعين العطف لأولاد ابنه.
|