الخطر النائم.. يمشي على قدمين
د. الصالح: تعقيدات الحياة وراء المشي أثناءالنوم

تحقيق إبراهيم المعطش:
المشي أثناء النوم سلوك غامض ومحير لدى الكثيرين.. وقد تكون عواقبه وخيمة على صاحبه إن لم يبادر بالسعي للعلاج.. إذ قد يتعرض لمخاطر جسيمة وهو يسير نائماً.
«الجزيرة» تناولت الحالة وكانت المحصلة كما يلي:
ظاهرة تتزايد
يؤكد الدكتور ياسين الصالح على أن المشي أثناء النوم أصبح يتزايد في الآونة الأخيرة خصوصاً في الفئات العمرية الواقعة بين «2035» سنة مع اختلاف درجات الحالة، فهناك من تكون حالته واضحة بدرجة عالية ويمشي مسافات طويلة دون أن يشعر، ومنهم من يستيقظ بمجرد أن يمشي لمسافة قصيرة، ومنهم من يستيقظ فور قيامه من النوم، وهذه الحالات تقل عند الأطفال كما تقل عند كبار السن.
ويواصل الصالح حديثه قائلاً: تعود أسباب المشي أثناء النوم إلى الأحداث التي تقابل الشخص أثناء مسار يومه وتترك أثراً في نفسه، خصوصاً في ظل التعقيدات التي تزخر بها الحياة الحديثة. كما أن تزايد الاضطرابات النفسية لدى البعض يولد لديهم هذه التفاعلات مما يؤدي لظاهرة المشي أثناء النوم.
ليست ظاهرة
أما الدكتور محمد المهيني والذي يحمل الدكتوراه في أمراض الأعصاب فيقول: المشي أثناء النوم ليس ظاهرة بل هو حالات محدودة ونسبتها قليلة بين أفراد المجتمع والحمد لله، لكن الدراسات تشير إلى ارتفاع أعداد الحالات.
وعزا المهيني هذه الحالة إلى الضغوط النفسية والأمور الطارئة وقال: إن السبب يزول بزوال المسبب، وأشار إلى أن هذه الحالات تقل بدرجة كبيرة في المجتمعات المتمسكة بالتعاليم الدينية، نافياً أن يكون للوراثة أثر في انتقال المرض.
آثار خطيرة
أما الدكتور جلال الزندي فيؤكد أن المشي أثناء النوم له آثار سلبية كبيرة، فهو بالاضافة إلى أنه يعرض صاحب الحالة للاصابات من خلال المشي وعدم معرفته ماذا يحصل أساساً فقد يعرض حياته للخطر وهناك حالات خطيرة وصلت إلى الموت في بعض البلدان الغربية حيث أقدم أحد الذين يمشون أثناء النوم على رمي نفسه من خلال الشرفة من الطابق الثالث ولم يعش غير أيام قليلة في المستشفى.
وإلى الآن لم يتوصل العلم إلى علاج شاف لهذه الظاهرة والعلاج الآن يتوقف عند أقراص مهدئة لا تفي بالحاجة.
حالات من الواقع
والتقينا ببعض الحالات التي تعاني من المشي أثناء النوم فكان محدثنا الأول هو «و.ل» طالب جامعي والذي قال: أعاني من حالات المشي أثناء النوم، وقد مر بي موقف كان يمكن أن أدفع ثمنه غالياً، فقد غادرت فراشي وأنا نائم ونزلت للجراج وظللت أحاول فتح باب السيارة بمفتاح الدولاب وأنا نائم، وقد لطف الله بي حيث استيقظ سائقنا الذي لولاه لفتحت السيارة وقدتها وأنا نائم. وقد بدأت منذ ذلك اليوم بإحكام اغلاق أبواب منزلي، حتى لا أقدر على فتح الباب وأنا نائم، كما أنني أبعد عني المفاتيح والأدوات الخطرة. ولقد سعيت للعلاج عند عدد من الأطباء ولكن دون فائدة.. لكن الحالة تتحسن وحدها تدريجياً والحمد لله.
الجار.. والدار!!
ويحكي لنا صالح الحماد قصة جاره الذي أزعج سكان العمارة فيقول: كان لنا جار يمشي أثناء النوم، ورغم أننا كنا نطلب منه إحكام اغلاق داره ولكن ذلك كان دون جدوى، فقد استمر يمشي في نومه ويفتح باب شقته ويضغط على جرس شقتي بشكل مزعج، وحينما استيقظ أجده نائماً وأعود به إلى شقته، ولقد قمت بفصل جرس شقتي حتى أنعم بالنوم، ورغم مرور سنتين منذ رحيل هذا الرجل عن العمارة التي نسكن فيها ما زلت أجهل سبب مجيء ذلك الرجل إلى شقتي بالتحديد.
تعلق بسامي الجابر
ويحكي يحيى علي.. طالب جامعي قصة طريفة حدثت لأحد زملائه في السكن الجامعي حيث يقول «كنت أسكن مع صديق لي في الجامعة في غرفة واحدة وكان هو مصاب بهذا المرض إلا أنه بالاضافة إلى المشي ليلاً يتحدث كثيراً أثناء النوم. وهو مولع بالكرة ويشجع الهلال بدرجة كبيرة وأثناء مشيه لا يذكر غير اسم سامي الجابر سامي الجابر هو حارس الهلال سامي الجابر هو الحكم سامي الجابر هو محرز الأهداف وفي كل مباراة لا بد أن تكون هناك ضربة جزاء يسددها سامي الجابر وقد اقترحنا عليه أن يذهب إلى التلفزيون لينضم إلى قائمة المذيعين والمعلقين الرياضيين هناك.