الاتصالات المكثفة من قبل المشاهدين السعوديين للقنوات الفضائية تحولت إلى ظاهرة يصعب تفسيرها.. والموضوع لا يقتصر على جانب معين أو قناة معينة، فالتواصل شامل لكل القنوات والخوض يتم في كل المواضيع سواء رياضية أو دينية أو فنية أو علمية. وهذا مع الأسف لا يعكس لنا ثقافة متنوعة ومتشعبة بدليل سوء ما يطرح ورداءة ما يتناوله المشاهدون من مواضيع تافهة ومخجلة بعيدة عن أهداف معدي البرنامج وما يسعون إلى تحقيقه.. بل إن الاتصالات تصل دائماً إلى حشر الأنوف في أمور اجتماعية داخلية في بلدان أخرى نختلف عنها في العادات والتقاليد، مما يعني أن كثافة الاتصالات والحرص عليها إشارة إلى فراغ مهني وفكري ومرض نفسي يتجسد في حب الظهور والمشاركة فقط دون الاكتراث لنوعية الطرح. وقد شاهدنا وسمعنا أحاديث مخجلة عبر الفضاء موجهة للمذيعات الحسناوات مصدرها أناس غير أسوياء وفي أوضاع غير طبيعية..
ومثل هذا الوضع من الصعب معالجته وإيقافه دون أن يكون هناك توعية إعلامية وقناعة ذاتية بأن الاتصال لمجرد الاتصال أمر يسيء للبلاد وسمعتها قبل أن يسيء للأشخاص..على أن هذا لا يمنع من التأكيد على أن هناك أطروحات جيدة وآراء متزنة ولكنها من قلة مثقفة ومتزنة وعاقلة ويشوِّه سمعتها إسقاطات السواد الأعظم من المتصلين الذين نتمنى أن يقللوا من اتصالاتهم ويركزوا في اجتهاداتهم لننعم بفضاء نقي ونظيف من الترهات والسقطات!!
|