Thursday 25th April,200210801العددالخميس 12 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

علامة علامة
عُمان الامتداد
نورة الغامدي

هنا أمة.. ترتفع أعلامها من أعلى قمة في الجبل الأخضر وتنفض الأتربة عن ممالك مجهولة تنتصب مدهشات بزيها الشعبي الفريد.. وبسمرة الوجوه المشوبة بحمرة الحياء وإشراقات الأمل الذي ينتشر كالضوء من منبعه الحارق ليصبح علامة فارقة على جسد العالم الصعب وهاهو النشيد الناطق بغير لغة.. يتكون كخلية تنقسم عبر عشرات الآلات ومع كل دفقة ثقة الى آلاف الخلايا التي تكوِّن في النهاية حدثاً بل ربيعاً يدنو وينهض من مقبرة الفعل الأمنية إنها السميفونية العربية العمانية التي تلفت النظر بروح التضامن والتعاون والثقة والمشاركة المدعومة من الآخر الأجنبي ولابأس بهذا الآخر طالما ان الفكرة الجيدة تحققت على مستوى الواقع وكأنني حين أسمعها أحمل بندقية.. احمل سيفاً ذهبياً مطعماً بدم التحدي.. مشهراً في وجه هذا العدو الخفي والمعلن.. هذا العدو الذي دوّخ العالم قزم امام جبروت العرب حين ينوي ويريد ويتحدى هذا العدو الذي قدم ليلغي ملاحم العرب وأيامهم وحضاراتهم.
وهاهي عمان الخضراء.. تتخذ جانب هذا العدو بهذه الارهاصات القادمة بقوة بسمفونيات عربية عمانية جاءت كعمل فاعل موحٍ دالٍ على ان القدرة العربية قادرة على تحقيق اختراقات واندفاعات قوية للترقي لأن السيمفونية عمل راقٍ.. إذ كيف لمجموعة من البشر ان تنتظم في نسق موحٍ بزيها الشعبي لتنسج الى جانب اللوحة التراثية ايقاعاً اخاذاً؟.. علينا ان نعيد النظر في تسميته ونطلق عليه ملحمة بدلاً من التسمية المعهودة«سيمفونية» فهي ملحمة تماثل ملاحم التراث التي امتدت من امرئ القيس الى عباد الحيرة والى عكاظ الحجاز ونوادي بغداد وصولاً الى قرطبة هذا الامتداد الذي انتج هذه الحضارة قادراً على ان يعطي ويحاكي بل يتفوق على التراث البليد الذي تراكم عليه جليد اوروبا في المانيا وروسيا وغيرها.. فملحمة العرب خرجت من الشمس ومن وضوح وسطوع مفعم بالحياة باعتبار هذه الحضارة العربية حضارة شمس حضارة صحراء مشمسة لا حضارة تلك الجبال التي انهكها البرد القارص فالمشاعر تلهبها الشمس اكثر من تلك المشاعر الملفعة بالبرد والجليد..
اذاً.. لماذا لانعيد النظر ليطرح كعمل متميز يؤخذ في الاعتبار ليكون في صدارة قائمة المهرجانات العربية التي تكرر نفسها كل عام ولعلي اتساءل.. اين المنظمون القائمون على مهرجان الجنادرية من هذا التفوق العماني؟.. وهل لا يزال ينتظر من الآخر ان يثير حوله الاهتمام ويتحدث عنه في بحث او مقال اجنبي ليلفت العرب الى قدراتهم التي يقمعها جهلهم وعدم وعيهم بثقافتهم التاريخية التي يجسدها شعب يخترق بعروبته كعُمان.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved