* في آخر لقاء بالقاص الراحل عبدالله بامحرز ألححتُ عليه كثيرا ان يتواصل مع الملحق الثقافي الذي كنتُ اتشرف بالكتابة فيه «ملحق روافد بجريدة البلاد» فاستجاب ومنحنى الزاوية الأولى تحت العنوان المثبت هُنا، ولعل أقل تحية توجه لهذا المبدع العظيم هي اهداؤه بعض دم القلب ونبضه الذي أرجو ان استهل به المساحة التي دُعيت لاشغالها هنا في الجزيرة. لذا لزم التنويه.
* قبل بضعة أعوام لفت نظري الزميل «صافي عبدالرحيم» الذي كان يعمل معي في احدى الصحف الناطقة بالانجليزية هنا الى بضعة سطور اقتبسها كاتب انجليزي ليُصدِّر بها مقالاً عن أفغانستان وكانت تلك السطور أبياتا للشاعر الباكستاني الكبير محمد إقبال «18751938» وأحاول الآن ان استدني معانيها من الذاكرة والتعبير هنا من الراحل عبدالله بامحرز:
إن ساد السلام في أفغانستان فسينعم العالم بسلام عميم، وإذا حدثت قلاقل فيها فإن العالم بأسره سيسوده الاضطراب والفوضى..
ومن المؤكد ان هذه الأبيات ليست في عداد قراءة الطوالع ولا التنجيم بل هي رؤية نافذة لهذا الفيلسوف الشاعر الذي تتنازعه الهند والباكستان خاصة انه توفي قبل قيام هذا الكيان بكثير! على أية حال فقد تأخر موعد تحقق هذه الرؤية/ النبوءة بضعة عقود وهانحن نعيش أوارها في مطالع القرن الحادي والعشرين وفي لحظة شديدة الخصوصية سقطت فيها الأقنعة وتبدّى الغرب سافراً يعلن عداءه غير المشروط لكامل أمة محمد!!.
صحيح أيضا ان العقلاء هناك في الغرب حاولوا اقالة العثار فاسقطوا كلمة الصليبيين من خطاب بوش وأعادوا بيرلسكوني الى رشده مؤقتا واقنعوه بالتراجع عن تخريفاته ومقارناته.
وصحيح أيضا ان الخطاب السياسي قد حرص بعد ذلك على التفريق بين الارهاب الدولي أو ما يسمّى بذلك حالياً بعد ان كان يوصف بكونه معارضة مسلّحة في كل بقاع العالم..
على أية حال ليس هذا موضوعنا هنا ولا ينبغي له أن يكون لأننا لن نتعامل مع اليومي والعابر بل سنحرص ما استطعنا على النفاذ الى ما وراء السطوح دون أية ادعاءات عريضة. انها محاولة مجرد محاولة أولية لتوصيف طبيعة اللحظة التي نحاول فيها هذا الاجتهاد الكتابة.. ببساطة شديدة ولا طبول ولا مزامير.
|