Thursday 25th April,200210801العددالخميس 12 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الحاكم المؤرخ (2 - 3) الحاكم المؤرخ (2 - 3)
د. دلال بنت مخلد الحربي

تحدثت في الأسبوع الماضي عن مؤلفات سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة، وذكرت أنني سوف افصل حديثي عن كتابه «بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد» الذي صحح الموقف التاريخي من أحمد بن ماجد الذي اتهم انه الذي دل فاسكو داغاما إلى الهند وبالتالي كان وراء تحطيم الاقتصاد الإسلامي في تلك الفترة وفقاً لرأي المؤرخين المسلمين ومن تبعهم من الباحثين العرب.
ومن المفيد التوضيح ان من اوائل المؤرخين الذين اتهموا ابن ماجد هو قطب الدين الفهروالي الذي سجل في كتابه «البرق اليماني في الفتح العثماني» ما نصه: «فلا زالوا يتوصلون إلى معرفة هذا البحر إلى ان دلهم شخص ماهر يقال له أحمد بن ماجد صاحبه كبير الفرنج وكان يقال له الاملندي، وعاشره في السكر، فعلمه الطريق في حال سكره، وقال لهم لاتقربوا الساحل من ذلك المكان وتوغلوا في البحر ثم عودوا فلاتنالكم الأمواج، فلما فعلوا ذلك صار يسلم من الكسر كثير من مراكبهم فكثروا في بحر الهند».
هذا هو ما اتهم به ابن ماجد، وهو اتهام يشك في صحته اي باحث مدقق لأنه لايتفق مع شخصية ابن ماجد الذي عرف بتدينه، ومن جانب آخر لايمكن القبول بان فاسكو داغاما وثق به وهو في حال سكر خاصة وأن مسألة معرفة طريق الهند عبر المحيط الهندي كان لها أهمية كبيرة عند البرتغاليين.
والرأي السابق وان كان معتمداً على الترجيح، جاء كتاب الدكتور القاسمي ليؤكده بالحجة الدامغة، حيث ذكر ان جميع المؤرخين البرتغاليين في القرن السادس عشر ومنهم كاستانهيدا، وباروس، وسوزا، ودي عويس اجمعوا بأن داغاما قد استفاد من مساعدة مرشد غجراتي عندما أبحر من شرق افريقيا الى الهند عام 1498م، وهي المرحلة الأخيرة من رحلته من البرتغال إلى الهند.
ومن جانب آخر اطلع الباحث على يوميات رحلة فاسكو داغاما لتكون هي الفيصل في دفع اتهام ابن ماجد إذ جاء فيها مانصه: «في يوم الأحد التالي، والذي صادف 22 أبريل، صعد أمين سر الملك من السفينة ظافرة إلى ظهر السفينة، ولأنه لم يكن أحد قد اقترب من سفننا خلال اليومين السابقين، فقد قام القائد باعتقاله، وأرسل إلى الملك طالباً منه ارسال المرشدين الذين وعد بارسالهم إليه، وفور تسلم الملك للرسالة أرسل له مرشداً مسيحياً، فأطلق القائد بعدئذ سراح الرجل النبيل الذي كان قد احتجزه من سفينة، ولقد سررنا كثيراً بالمرشد المسيحي الذي أرسله الملك لنا».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved