Thursday 25th April,200210801العددالخميس 12 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

السعداوي.. مأخوذاً بحلم الفرجة المسرحية السعداوي.. مأخوذاً بحلم الفرجة المسرحية
عندما يتجسّد الإنسان من خلال الجسد تكون البداية «حدث»!!
لا يمكن أن تخلو التجربة المسرحية من النص!

* البحرين أثير السادة:
كانت قاعة المسرح تحفل ببعض الحركة الصامتة قبل ان يرفع الستار عن عرض «المهرجون» في مهرجان الصواري الثامن للهواة الذي انعقد الشهر المنصرم في البحرين.. ووسط هذا الجو بدا لنا ملائما ان نتناول اطراف الحديث مع المسرحي عبدالله السعداوي، احد مؤسسي مسرح الصواري، على مايبدو لمزاولي هذا النشاط من خلال الفرقة.
سألناه بداية عن عرض القاضي الذي عمل على كتابة نصه فيما تكفل ياسر القرمزي باخراجه إلى حيز الرؤية البصرية في أول عروض المهرجان.. المح السعداوي إلى ان العرض ينطلق من تساؤل حول الواقع، واستلاب الصورة التلفزيونية للحدث، للحظات الحياة واعادتها انتاج المشهد اليومي وفق ضوابطها ويقول:
أين انتهى هذا الواقع.. هل ثمة واقع خارج التلفزيون، ام ان التلفزيون يسعى إلى ان يجعل العالم كله بداخله، ومن ثم يجعلنا نلتف حوله بحيث يصبح ما يحدث في الخارج هو من تأثيرات التلفزيون؟!
انه يحدد عواطف الناس، فأنت ترى الحدث، ثم ترى الإعلان ليسلب الحدث من عندك ويتركك دون عاطفة.. فتشعر بعد وقت انك ما عدت تتعاطف مع هذا الحدث/ الشيء أو ذاك.. مع انها لم تزل موجودة، لكن التلفزيون يعمل على تخريبها.
كان السؤال عما اذا كان للتلفزيون أثر خطير في هذه اللعبة؟.. الآن ترك للناس الحرية والديموقراطية، لكن أليس الاعلان الآن هو الذي يشكل آراء الناس بشكل خطر جدا؟!
* اتجهتم الى التأليف في هذا العرض بعيدا عن الاخراج والتمثيل كما هي العادة؟
ربما لا اجد نفسي في فعل الكتابة بالقدر الذي اراه في ممارسة القراءة.. قد تأتيني الكتابة ظرفيا.. قد اكتب نصا للشباب فقط ليس اكثر.. حتى الكتابة الآن اخذت مفاهيم اخرى.. لم يعد المؤلف هو المهم في هذه العملية بقدر ما صار الناسخ، باعتباره تأليفاً، وان هذه الحياة كلها تأليف.. والكتابة موجودة والمهم كيف نجمع منها الخيوط والزوايا.
بعد كتابة أي نص تنتهي علاقتي به.. اركنه جانبا.. انا الآن اكتب سيناريوهات اكثر من المسرحيات.. لست منشغلا بالكتابة، وكتاباتي دائما هي مقتضبة.. تأتي الفكرة، وبعد صفحتين اشعر بأن الفكرة قد اكتملت فلا اضيف لها شيئا.. احيانا عندما اشعر باكتمال النص اقوم باختراقه وتخريبه، بحيث يخرج الطفل العابث الذي في داخلي ويطيح بهذه الكتابة المؤسسة، وهي أيضاً ضد عملية الكتابة بحد ذاتها.
* كيف تجد المساحة المشتركة بين تجربتكم التي قطعت شوطا في اشتغالاتها المسرحية، وبين التجربة الشابة التي تتابعونها في المهرجان؟
في السابق كان هناك طريقتان: اما ان اقول لهم كل ما امتلكه او اقول لهم مايوازي عقولهم. في الفترة السابقة كان الاختيار الاول هو الاجدى بحيث يبدأون معه اكتشاف الاشياء.. الآن اكتشفت ان العملية اصبحت مختلفة، الشباب بدأوا الكتابة وصارت لهم رؤاهم الخاصة، تجد احيانا اخراجات توقفك اذا التفت اليها، رغم امكاناتها الضئيلة.
الآن صرت اقعد في المؤخرة وتحولت الى ما كنت انشده.. اي ان اكون متفرجا.. كل شغلي بالمسرح كان من اجل ان اكون متفرجا يشعر بأن هناك مسرحا يأتي اليه.. وربما تمكنت من صنع ذلك الآن.. فأنا أتفرج على تجارب شباب كثيرا ما تلفت انتباهي واعمل على تخزينها للكتابة عنها لاحقا.
لو تابعت التجربة ككل ستشعر ان هنالك تحولا في التجربة.
* هل فعلا عاد النص لينتقم في المسرح الحديث كما يصف المسرحي والناقد اللبناني عبيدو باشا؟..عرض الصواري الاخير الذي شاركتكم فيه«ايفا» كان النص ضمن ابطال العرض؟
لم نكن في يوم من الايام ضد النص بحيث نلغيه.. كنا ضد شيء واحد، كنا نرى ان المألوف هو نفسه سيكون امتدادا للامألوف او اللامألوف هو امتداد لهذا المألوف.. فالنص كان موجودا في عروضنا.. بالاضافة إلى النص كنا نرى زوايا ثانية ايضا.. السيوغراف مثلا كان موجودا بمعزل عن النص.. لكن التجربة المسرحية لايمكن ان تخلو من النص، فهو في النهاية النسيج الذي تبنى عليه الفكرة.
كل ما في الأمر ان الجسد كان غائبا، والإنسان يتجسد من خلال الجسد، فاردنا ان نلفت الانتباه الى هذا الجسد، وامكاناته في التعبير.. في سبيل خلخلة تلك القناعة القائلة بأن في البدء كانت الكلمة.. نحن نؤمن بأنه في البدء كان الحدث، ولولا الحدث لما وجدت هذه الكلمة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved