وقع في يدي العدد الأول من جريدة «الجزيرة» فكانت مفاجأة لم أكن أتوقعها.. جريدة جديدة تصدر بمدينة الرياض وفي هذا العدد الكبير من الصفحات العريضة والمقالات الطويلة والعناوين الضخمة والصور الجيدة والطباعة الفخمة..!
وكلمة «الجزيرة» اسم جميل شامل شمول ما تنطوي فيه من معنى واسع عن مدن المملكة، وقراها وسهولها وجبالها وبحارها وسواحلها الممتدة العريضة..
وهذا الاسم بل هذه الفكرة العبقرية النيرة تقضي أن يعكس القائمون على صفحاتها هذا الشمول.. أعني أن تكون مسرح أقلام أدباء وشعراء كل قطر من أقطار الجزيرة الشاسعة لتمثل بحق منطق هذا الاسم الكبير..
وأقول الحق انني إذا ما رأيت من موادها ومواضيعها المقصورة أو التي تكاد أن تكون كذلك على كتاب الرياض وما جاورها من المدن والقرى حتى داخلني الشك في أن لكتاب الحجاز وأدبائه، حق الكتابة فيها.. إلا أن ما أعتقد من أن كل صحيفة جديدة تتطلع في مستهل ظهورها بل على الدوام لآراء القراء ونقدات الجمهور ومقترحات الكتاب لترى صدى ما تركه ظهورها في النفوس من تأثير في عصر يموج بالكفاءات والأقلام القوية والأفكار الناضجة والمشاريع والأعمال الكبيرة، فدفعني هذا الاعتقاد إلى أن أقدم على إرسال هذه الكلمة تنطق عنا بالاعجاب والتقدير وتحث القائمين على جريدة «الجزيرة» على مواصلة السير والتشمير في أداء هذه الرسالة الصحفية المقدسة. وقد أدهشني أكثر أن تكون مع ذلك يومية، وانها تصدر اسبوعية بصفة مؤقتة، ونحن أحوج ما نكون إلى هذا اللون من الصحف اليومية في هذا العالم المتطور الحديث الذي يموج بالأحداث والمظاهر الفكرية والثقافية المختلفة.
وفي البلاد الأخرى تصدر بكل مدينة أكثر من صحيفة يومية واحدة وعدد من الصحف الصباحية والمسائية، لكل منها أسلوبها ومادتها الخاصة بها جامعة لكل ما يهم التاجر والصانع والمعلم والطالب الخ.. لتنال الصحيفة أوسع ما يمكن من الانتشار والرواج..
ولكن صدور «الجزيرة» عن مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر مما يؤكد لنا مدى إمكانية الجريدة وقدرتها على المضي والسير في أداء واجبها بإخلاص والقيام على خدمة هذه البلاد ورفع مستواها الأدبي والثقافي والاجتماعي، وبث الدعاية الحسنة عنها.
محمد علي قطب |