* بيت لحم من مايكل جورجي رويترز:
أعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز كما نقلت عنه أوساطه أمس السبت في جنين ان الدمار في مخيم جنين يشكل «مأساة انسانية لآلاف الفلسطينيين الأبرياء».
وقال أحد مساعدي بيرنز رافضا الكشف عن اسمه ان مساعد وزير الخارجية الأمريكي الذي أمضى ثلاث ساعات في المخيم تحدث مع السكان في المخيم وفي المدرسة وكذلك مع فرق الانقاذ الموجودة في المكان.
وزيارة بيرنز هي الاولى لمسؤول أمريكي كبير إلى المخيم منذ تدخل الجيش الاسرائيلي في 3 نيسان/ ابريل.
من جهة أخرى أفاد مصدر أمني إسرائيلي أمس السبت ان اسرائيليا قتل برصاص فلسطيني عند مدخل مستوطنة ايريز في شمال قطاع غزة.
ولم يجبر الحصار الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي على كنيسة المهد ببيت لحم فلسطينيين بينهم نساء واطفال محاصرون داخلها على الاستسلام لكنَّ للحصار تأثيرا كبيرا على نزلاء مصحة للأمراض العقلية قريبة من الكنيسة.
وقال أطباء ان تفجير قنابل صوت واطلاق النار ليلاً يروع مرضى المستشفى الذي يتسع لنحو 280 سريرا.
واضافوا انهم قلصوا بشدة جرعات المهدئات لأن هناك نقصاً في الدواء بسبب حظر التجول لا يرفعه الجيش الإسرائيلي إلا لفترات قصيرة منذ أن احتل بيت لحم في الثاني من إبريل نيسان.
ويعاني عدد متزايد من المرضى من الاكتئاب واصبح بعضهم عنيفا او لديه ميول انتحارية.
وقال الدكتور عصام بنورة الطبيب نائب مدير المستشفى لرويترز «هذه اسوأ ازمة نتعرض لها خلال العشرين عاماً الاخيرة».
وتابع قائلا «بعض المرضى يهاجمون بعضهم ويهاجمون الممرضات... عندي مريض قال انه يريد ان يخرج ليقتله الجنود».
«وقال آخر انه يريد ان يصبح مهاجما يفجر نفسه كآخرين في الخارج» في اشارة إلى مهاجمين فلسطينيين قتلوا عشرات الاسرائيليين في الاشهر الاخيرة.
وحاصر الجنود الإسرائيليون كنيسة المهد في محاولة لاجتثاث نحو 20 ناشطا فلسطينيا محاصرين داخل الكنيسة مع 200 آخرين من بينهم مدنيون ورجال شرطة فلسطينيون ورهبان وراهبات.
وتشن القوات حرباً نفسية شديدة اثناء الحصار لكن لم تظهر على من في داخل الكنيسة التي يعتقد المسيحيون أنها بنيت على الموقع الذي شهد ميلاد السيد المسيح اي علامة على الانهيار.
وقد اثارت اعصاب المرضى العقليين والاطباء الانفجارات واطلاق النار والحرائق واذاعة اصوات صراخ وكلاب تنبح وضجيج طائرات هليكوبتر عبر مكبرات الصوت التي ينشرها رجال الحرب النفسية الإسرائيليون حول مجمع الكنيسة.
وقال بنورة ان رصاصات اصابت واجهات المبنى عدة مرات لكن اساليب الحرب النفسية الاسرائيلية ضارة بالمثل.
وتابع كلامه قائلا «نخشى جميعا ان يهرب مرضى ويتعرضون لنيران الجنود الاسرائيليين».
وقال ان مريضا «غادر المستشفى لأنه لم يصدق ان هناك حظرا للتجول».
وأضاف ان توتر المرض العقلي تضاعف لأنه ثبت ان التوترات المصاحبة للاجتياح الإسرائيلي كانت كبيرة جدا بالنسبة لمريضين حاولا الانتحار، احدهما ذبح نفسه والآخر احتاج إلى علاج بالصدمة بعد ان حاول شنق نفسه مرتين.
وقال رجل يعاني من الفصام «لا استطيع ان انام، اطلاق النار في كل مكان» ثم وقف على طاولة يبكي والمرضى الآخرون يشخصون إليه.
وقال رجل يعاني من اكتئاب مرضي ان الاجتياح الإسرائيلي والقيود التي فرضها الجيش حرمته من زيارات زوجته وابنائه الاربعة الذين كانوا يزورونه عادة مرتين في الاسبوع.
وقال بينما دمعت عيناه «لم ارهم منذ 50 يوما... عندي ولدان وبنتان».
وقال بلال وهو مهندس سابق ان التوتر بسبب وجود القوات الاسرائيلية اكبر من توتره بسبب الفصام.
وقال بصوت مرتفع «كل فلسطيني يريد ان يكون استشهاديا، يقولون اننا ارهابيون لكنهم هم الارهابيون، انهم يقتلون اهلي ويحتلون بلدي».
|