Sunday 21st April,200210797العددالأحد 8 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لعبة أمريكية روسية في جورجيا لعبة أمريكية روسية في جورجيا
المخابرات الغربية: لا يوجد مقاتلون للقاعدة في بانكيسي

وفق تقديرات المخابرات الغربية فإن ادعاء الولايات المتحدة وروسيا وجود مقاتلين للقاعدة على الحدود الجورجية مع الشيشان غير صحيح. وقال مصدر مسئول في المخابرات الغربية «هذا الادعاء مجرد هراء».
ويبدو للمتابع للأحداث في المنطقة أن الولايات المتحدة تريد من وراء هذا الادعاء أن تكسب ود الروس فيما يتعلق بالمسألة الشيشانية خاصة بعد ما عبرت موسكو عن خيبة أملها فيما يخص التعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب في أفغانستان. ولهذا السبب أرادت الولايات المتحدة أن تدخل في هذه اللعبة مع موسكو وتدعي أنه يوجد مقاتلون للقاعدة في وادي بانكيسي على الحدود الجورجية.
وكانت روسيا قد عبرت عن استيائها بعد أن استجابت الولايات المتحدة لضغوط الرئيس الباكستاني برفيز مشرف بعد معركة قندوز في شمال أفغانستان وتركت من200 إلى 300 مقاتل كان سبق وأرسلتهم المخابرات الباكستانية إلى أفغانستان يعودون إلى بلادهم دون التنسيق مع روسيا.
وحسب تقديرات المخابرات الغربية فهذه الخطوة ساهمت بشكل كبير في خفض مستوى التعاون الفعلي بين الحلفاء في الحرب ضد الإرهاب. وبينما تؤكد القيادات السياسية أن التعاون بينها يسير على ما يرام فإن الواقع يقول إن هناك جواً من عدم الثقة بدأ يسود خاصة بين أجهزة مخابرات الحلفاء. بالإضافة إلى ذلك ترى روسيا أن اتهام الولايات المتحدة لإيران بإيواء بعض أعضاء تنظيم القاعدة ليس له مايبرره خاصة وأن إيران ظلت تقدم مساعدات لتحالف الشمال المناوئ لطالبان طوال فترة حكمهم.
روسيا ترى في الاتهامات الأمريكية محاولة لتصفية الحسابات مع إيران وللترويج لنظرية محور الشر التي يطيب للولايات المتحدة استخدامها دون مراعاة لمصالح روسيا. وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة بادعائها أن مقاتلي القاعدة موجودون في وادي بانكيسي على الحدود الجورجية الشيشانية تحاول ضرب عصفورين بحجر واحد حيث تحاول أن تتقرب إلى روسيا حتى لو لم يكن ذلك بخطوات عملية خاصة وأن روسيا كانت تتوقع من الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أن تتعاون معها بشكل أكثر فاعلية في حسم القضية الشيشانية.
وفي نفس الوقت ترى الولايات المتحدة هذا سببا جيدا لتوسيع التعاون العسكري مع جورجيا.
بدأ الأمر بتصريحات القائم بأعمال السفارة الأمريكية في جورجيا السيد ريملرالذي صرح في حديث لإحدى الصحف أن الولايات المتحدة تعتقد أن هناك مجموعة من مقاتلي تنظيم القاعدة استطاعت الفرار إلى وادي بانكيسي على الحدود الجورجية الشيشانية والتقطت روسيا هذه التصريحات وراحت تبني عليها النظريات حتى وصلت إلى ادعاء أن أسامة بن لادن قد يكون مختبئا هناك وأن هذا الوادي سيتحول إلى نموذج مصغر لأفغانستان.
والحقيقة أن هذا الوادي تسكنه إحدى الأقليات الجورجية من اصل شيشاني بالإضافة لذلك يوجد بضعة آلاف من اللاجئين الشيشان الذين فروا إلى هذه المنطقة مع اندلاع الحرب الشيشانية وتشير التقديرات الروسية إلى أن عددهم يقرب من ثمانية آلاف لاجئ يوجد من بينهم مقاتلون شيشانيون وبعض العرب الذين لا توجد أية أدلة على وجود علاقة تربطهم مع تنظيم القاعدة.
ولم تشر أي تقارير للصحفيين الروس والغربيين الذين ذهبوا إلى هناك في الأسابيع الماضية إلى وجود علاقة ما بين هؤلاء العرب وتنظيم القاعدة.
المشكلة الحقيقية في هذا الوادي أنه تحول إلى مأوى للجريمة حيث تنتشر هناك تجارة السلاح والمخدرات والتي يتورط فيها موظفون ورجال شرطة جورجيون يكسبون مبالغ جيدة من ورائها. والطريق بين هذا الوادي والشيشان طريق وعر جدا ولا يمكن اجتيازه في الشتاء. ولهذا يعد الوادي ملجأ غير مناسب لمقاتلي القاعدة حيث يمكن ضرب هذا الوادي وقطع الطريق إلى الشيشان عن طريق عمل عسكري بكل سهولة. هذا وقد استغلت حكومة تبليسي الجدل الدائر حول إمكانية وجود مقاتلي القاعدة في وادي بانكيسي في طلب زيادة التعاون العسكري مع الولايات المتحدة القائم منذ فترة ليست قصيرة. وأصر شيفرنادذه في تصريحاته على أن الوضع في وادي بانكيسي يحتاج فقط إلى مجهودات شرطية لوضع حد للجريمة هناك.
وبينما موسكو تروج لنظرية النموذج المصغر لأفغانستان في وادي بانكيسي اقترحت جورجيا أن ترسل الولايات المتحدة حملة استطلاعية إلى هناك لترى الأمر عن قرب مما حدا بروسيا للتحرك على الفور وإيفاد رئيس جهاز المخابرات الداخلية الروسية FSB السيد باتروشيف إلى جورجيا في 21 فبراير الماضي لكي يوقف تطور موضوع وادي بانكيسي.
وتتبنى موسكو منذ وقت طويل نظرية مفادها أن القتال في الشيشان هو قتال ضد صورة من صور التطرف والإرهاب الدولي. ومما يؤيد نظريتها إلى حد ما أن بعض المقاتلين الشيشان تلقوا تدريبهم بالفعل في أفغانستان كما أن هناك المئات من الشيشانيين كما تشير الأدلة قاتلوا في صفوف تنظيم القاعدة في أفغانستان.إلا أنه من المعروف أن المقاتلين الشيشان ليست لديهم القدرات العسكرية الكافية لكي يبعثوا مقاتلين إلى أفغانستان وهم ليسوا في وضع عسكري يسمح بذلك كما أن المقاتلين الشيشان الذين قاتلوا في صفوف القاعدة لا يعرف بالضبط حتى الآن إن كانوا أتوا من روسيا كما تدعي موسكو أم أنهم من تركيا وسوريا و الأردن وبعض البلاد العربية. الجدير بالذكر أن الأمريكيين قدموا للروس ثلاثة فقط من المعتقلين في جوانتانامو على أنهم قادمون من روسيا.وكنتيجة لمسألة وادي بانكيسي فإن الأمريكيين بدؤوا في زيادة حجم التعاون العسكري مع جورجيا لمواجهة الإرهاب. لكن الغرض الحقيقي للأمريكيين والذي يشير إليه المراقبون هو تأمين خطوط إمداد البترول في المنطقة. وعلى صعيدالتعاون العسكري سيتلقى 1500 من مختلف وحدات الجيش الجورجي و500 من قوات حرس الحدود تدريباتهم على أيدي خبراء أمريكيين في الشهور المقبلة وسيحصل الجيش الجورجي على أسلحة خفيفة ومركبات وأجهزة لاسلكية من الولايات المتحدةبمبلغ 64 مليون دولار.
إلا أن المراقبين يستبعدون مشاركة قوات أمريكية بشكل مباشر في العمليات العسكرية في وادي بانكيسي.
وكانت الأوضاع هناك قد تدهورت بعد تقدم 80 مظلياً روسياً إلى وادي قودوري الذي سبق وأن اتفقت كل أطراف النزاع هناك على عدم التقدم في هذا الوادي.
وقد أكد الرئيس إدوارد شيفرنادزة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوضع يمكن أن يعود للهدوء إذا انسحب المظليون الروس من مواقعهم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved