سعادة رئيس التحرير
سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما لاشك فيه ان الحديث عن موضوع (التوطين)، وخصوصا فيما يسمى (بالسعودة) اخذ الجانب الأكبر من الاحاديث الأكثر شيوعا بجميع المجالات ومنذ سنوات قليلة.
والسؤال الذي يطرح نفسه، مع احترامي وتقديري لكل من تطرق لذلك الموضوع بشتى المجالات وبمختلف القنوات هو: ما هي إيجابيات وسلبيات ما صدر وما اتخذ من قرارات تنظيمية لتفعيلها وما مدى استيعاب وتفهم المواطن والمقيم والسؤال الاهم الذي يطرح ما مدى جدية بعض الجهات بتطبيق تلك القرارات.
وإنني هنا ومن واقع ملموس ونظرة عملية من خلال تجارب عملية عدة واهتمامات شخصية بحتة، فرضت نفسي بأن أشارك بالرأي حتى ولو لم يطلب مني مكتفيا بأن وطنيتي قد فرضت علي ذلك ولأدلو بدلوي وأقول:
بأوائل صدور القرارات والتعليمات المنظمة كان هناك ما يسمى (مشروع السعودة) ثم أتت فترة وبعد دراسات وبحوث ولقاءات وندوات.. إلخ قد أطلق وبصورة واضحة الكثيرون اسم (السعودة) فقط وكأن الموضوع لم يكن في يوم من الأيام مشروعا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قناعة الكثير من مسؤولي بعض الجهات وكأنه مشروع مفتوح المدة، ومع ذلك كله وبالأخص في الآونة الاخيرة يلاحظ من البعض الاستعانة بكلمة (إحلال).
فمع احترامي للجميع، فإنني أعلم ان ما ذكر بعاليه لا يخفى على الكثيرين وليس بجديد، ولكن القصد من ذكره هو أن الغالبية وللأسف هم من ذوي المسؤولية لم يذكروا بسياغ أحاديثهم وبجميع المناسبات، أن تلك القرارات والتعليمات المنظمة هي من أجل (التوطين).
وما يحز بالنفس، هو أننا من أوائل البلدان التي عبر ولاة أمرها حفظهم الله ورعاهم على وجوب رفع كل ما من شأنه أن يوفر للمواطن الحياة والاستقرار، ولكن قد يكون هناك سوء فهم أو تعمد من بعض الجهات والمسؤولين أدى إلى (فوضوية) تطبيقها على الوجه المأمول والمطلوب، فجزى الله خيرا الحكومة على سعة صدرها.
فكما أعلم ويعلم الكثيرون أن (مشروع السعودة) أتى وفق دراسة جدوى تجارية بحتة، وبنظرة رجال أعمال وبمباركة الغرفة التجارية، أعلم أيضا أن (إحلال) قد أتت بنظرة فلسفية علمية وتجنٍ عليها وعلى معناها ومفرداتها، فالاستعانة الكبيرة والمبالغ فيها من ذوي الاختصاصات النظرية، لا يمكن الأخذ بها إن لم تكن وفق دراسة مستفيضة من واقع ذوي الاختصاصات العملية، وحتى لا تتهم القرارات بأنها قد اتخذت من دون دراية وخبرة.
أما ما نحن بصدده والحديث عنه هو ما ذا وصلنا إليه من أجل (التوطين).
فعلى سبيل المثال لا الحصر ومن الأولى ممن طالبوا (بسعودة) مكاتب العقار وبسطات سوق الخضار، أن يطالبوا بتوطين الفكرة أولا ليسهل على الجميع التعامل معها ومن خلال القناعة التامة، لا أن تكون كما عليه الآن، وكأن القرار ينتهي متى ما صدر، فهل يوجد من يقنعني بسعودة (المكاتب العقارية) فأرجو من أصحاب النظرة التجارية ومن الغرفة التجارية أن تمدنا بما لديها من جديد.
أما ما يجب ممن يطالبون ب (إحلال) الوظائف ومن واقع (الحيث ولعل، وعسى ولكن) أن يتقدموا بما استنتج وخلال تلك السنوات من صدور القرارات والتعليمات، التي يجب على الجميع دون استثناء احترامها وتقديرها، وأن يتقدموا بنظرة صادقة وبشفافية مطلقة، بعيدة كل البعد عن تزييف الحقائق الواقعية.
ومن هنا أقول ومن قناعة تامة، إنه يجب أولا أن نكون أكثر واقعية بالتجاوب مع مرئيات ولاة الأمر حفظهم الله ورعاهم، وأن نكون أكثر تفهما بما يعنيه (التوطين) فالتوطين ليس مجرد فتح مجال عمل للشباب ببسطة خضار أو بمكتب عقار ومن دون قناعة بالعمل وكأنه فرض، ومن ثم نتهم الشباب بالتقصير وعدم الجدية. فأعتقد أن السلبيات والإيجابيات هي من صنع أيدينا، فبإمكان أي شخص ومقدار قناعته وبمدى تفهمه لواجباته وحقوق الوطن عليه تقاس الأمور وتتضح الرؤية، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
والله من وراء القصد.. ودمتم.
جمال بن يوسف الشرهان |