Sunday 21st April,200210797العددالأحد 8 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

شاهد عيان يتحدث لـ « الجزيرة » عن مجازر إسرائيل شاهد عيان يتحدث لـ « الجزيرة » عن مجازر إسرائيل
الفلسطينيون يتعرضون لحصار غذائي واستقصائي وللتصفيات الجسدية

  * حائل عبدالعزيز العيادة:
أوضح الفلسطيني عبدالرؤوف عليان العصار أحد شهود العيان للمجازر الاسرائيلية بالأراضي الفلسطينية والذي فر من الظلم في فلسطين الذي يمارسه جنود الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني بعد ان وصل للسعودية عن طريق مصر ان عائلته المكونة من سبعين فردا بما فيهم والداه وأبناؤه واخوانه وعوائلهم يواجهون حصارا غذائيا واستقصاداً تدميرياً نفسيا وتصفية جسدية من الجنود الاسرائيليين والذين وصفهم بأنهم أصبحوا لا يفرقون بين شيخ كبير أو طفل صغير. وأشار في تصريح خاص بالجزيرة ان ما يحصل من الجنود الاسرائيليين أمر لا يطاق ويؤكد وحشية هؤلاء الغزاة وانهم بعيدون عن الانسانية مبينا ان عائلته رغم انها لم تقترف أي ذنب إلا أنها تقابل بوحشية شرسة من الجنود الاسرائيليين الذين أكد أنهم يقولون له ولأفراد عائلته ان الاستشهادي المهندس عبدالمعطي عليان العصار ابن شقيق المتحدث والذي فجر نفسه في ثكنة عسكرية طالبا للشهادة انه قد قتل سبعة جنود اسرائيليين و13 جريحاً واننا نحن الجنود الاسرائيليين نقتلكم واحدا واحدا وسوف نتلذذ بعذابكم. مستغربا العصار هذه اللهجة الظالمة الهمجية وقال رغم اننا جميعا كعائلة العصار لم يعرف أي واحد منا بنية المهندس عبدالمعطي تقبله الله برحمته ورغم انه استهدف عسكريين ومع هذا نالوا منا وعذبونا نحن الأبرياء العزل حتى انهم قتلوا زوجتي المريضة بالقلب واسمها «زكية حسين أبوخضير» والتي كانت قد تعالجت على حساب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله في مستشفى القوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية وأجريت لها ثلاث عمليات بالقلب وبعد ان شفيت طلبت العودة لأبنائها في فلسطين لاشتياقها لرؤيتهم ولكن الجنود الاسرائيليين لم يمهلوها كي تفرح فأجهزوا عليها وقتلوها المجرمون بعد ان اطلقوا قنبلة غازية وبعد ان استنشقت الغاز انتكست حالتها واستشهدت على الفور وسط تجاهل لنداءاتنا واستغاثاتنا من قبل الجنود الاسرائيليين لتمكننا من نقلها بالاسعاف حتى فارقت الحياة!!.
وقال بحرقة أين منظمات حقوق الانسان؟ أين منظمات الصحة العالمية؟
ثم أضاف ولكني لن أسكت وسوف أقيم الدعاوى ضدهم سوف أقاضي كل من أفسد فرحة زوجتي بشفائها وعودتها لصغارها وسأفضح ادعاءات الاسرائيليين وتزويرهم للحقائق وتضليلهم للرأي العالمي الأمريكي خاصة وسألاحقهم قضائيا في كل محكمة في العالم حتى يأخذ القتلة جزاءهم.
  وبين الوضع القائم حاليا موضحا بأنه مجزرة وقال لقد شاهدت بعيني كيف ان الجنود الاسرائيليين يمارسون أشد أنواع القسوة والشراسة غير الانسانية مع كل ما هو فلسطيني!!.
وأضاف بمرارة لقد احترقت أعصابنا وعانينا من الذل والظلم قبل اثني عشر يوما تقريبا ونحن نحاول العبور من أحد الحواجز ومعنا زوجة أخي الحامل التي كانت على وشك الولادة ولكن جنود الاحتلال كانوا لنا بالمرصاد وحجزونا ومنعونا من الذهاب للمستشفى قهراً حتى ولدت زوجة أخي عند الحاجز فتوفي الطفل وعدنا بها الى البيت ونحن وهي بحالة صحية ونفسية سيئة جدا.
وتطرق الى كيفية عيش الشباب الفلسطيني مؤكدا انهم في الشوارع ولا يستطيعون البقاء في المنازل خوفا من مداهمة جنود الاحتلال لمنازلهم وقتلهم غدراً.
وقال لك ان تعرف ان الشباب الفلسطيني معظمه لا ينزع حذاءه من رجله طوال الشهر وليس طوال اليوم لأنه في حالة استنفار دائم كما قال ان الجنود الاسرائيليين ليسوا بحاجة للرصاص والمدافع للقضاء علينا ولكن اجرامهم يأمرهم بذلك حيث ان الجنود الاسرائيليين منعوا عنا كل وسائل الكسب الحلال وجوعونا ولو بقي الحال هكذا دون مساعدات غذائية لمتنا جوعا.
وفي هذا المقام أرفع الشكر كل الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني على ما قدموه من مساعدات عاجلة للشعب الفلسطيني وقال «العصار» لقد استلمت بيدي المساعدات السعودية وكانت كالغيث العذب في أعز أوقات الحر والظمأ وأنت في وسط صحراء قاحلة ولك ان تتخيل سبعين فرداً ينتظرون منك ان تأتي لهم بلقمة عيش تبقيهم على الحياة ان كيس الطحين عندها يصبح ثمنه مجازا بالملايين وان غذاء الأطفال عندك في لحظتها ايضا يصبح مجازا بالملايين!!.
لهذا أشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين على اغاثتهم العاجلة لنا ولا أخفيك انني كنت فخورا بعروبتي وأنا أجد اخواني في السعودية يمدون يد المساعدة بهذا الكرم وهذه الشهامة العربية غير المستغربة.
واختتم تصريحه للجزيرة مشيرا الى ان البطش الاسرائيلي هذا لن يأتي بالأمن لاسرائيل وان أحد أبنائه بعدما واجه جنود الاسرائيليين واقتحامهم للبيت عدة مرات وهو طفل صغير أصر على ان ابيع ذهب لزوجتي رحمها الله واشتري له فيها بسلاح وعندما حاولت ان أرفض أصر عليًّ وقال لن أهاجم به أحد ولكن أريد ان أدافع به عن نفسي وأهلي وإلا دمي برقبتك أنت يا أبي وليس الجنود الاسرائيليين عندها قمت ببيع الذهب وشراء السلاح وسلمته له رافضاً ابني وجميع أشقائه وأفراد عائلتنا الخروج والابتعاد عن فلسطين أرضنا كحال كل الشعب الفلسطيني مفضلين الاستشهاد في سبيل الله على الخروج والهرب من بطش الاسرائيليين الوحشي.،
وقال ما زالت وصية ابن اخي الاستشهادي المهندس عبدالمعطي تتردد في مخيلتي وهو يقول في وصيته التي وجدناها في إحدى زوايا البيت يقول فيها:
أوصي جميع عائلتي وأبي عند سماع استشهادي ألا يبكوا وأوصيهم بأن يوزعوا الحلويات الكنافة والبقلاوة على كل من يأتي للعزاء.
لأن هذه العملية التي قمت بها هي مفتاح الدخول للجنة عند الخالق ومفتاح عودة الحرية للشعب الفلسطيني بإذن الله.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved