Sunday 21st April,200210797العددالأحد 8 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أرامل ومطلقات يبحثن عن الرزق الحلال في البسطات ولكن!! أرامل ومطلقات يبحثن عن الرزق الحلال في البسطات ولكن!!
البائعات بصوت واحد: دعونا نعيش يا هؤلاء!!
ننتظر توفر المكان المناسب بدلاً من قطع أرزاق صغارنا!

* الرياض فايزة الحربي:
يكابدن يومياً مشقة العمل المضني لساعات طويلة.. لم يجدن طريقاً حلالاً لتوفير لقمة العيش سوى البيع في «البسطات».. غاب العائل المسؤول الذي يقيهن صعوبات الحياة، ولم يبق من خيار سوى المكابدة جهداً وعرقاً.. تجدهن في الأسواق تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً.. وفي مواجهة تيارات الهواء الباردة شتاء، يصارعن من أجل حماية بضائعهن أثناء المطر.. ويسعين جاهدات لتسويق مابحوزتهن لسد حاجة أفواه بريئة تنتظر لقمة عيش أو رشفة حليب للتشبث بالحياة.
انهن بائعات البسطات.. اولئك النسوة اللاتي اضطرتهن الظروف ليعشن حياة صعبة لايريدها احد لمحارمه.
تجولت «الجزيرة» بينهن لمعرفة احوالهن، فجأرن جميعاً بالشكوى من قرار منع البيع في البسطات، وطالبن بصوت واحد ان تتاح لهن فرصة الرزق الحلال بتوفير اماكن مخصصة ومناسبة تكون مظللة وبأسعار رمزية او مجانية، بدلاً من قطع الطريق عليهن بحرمانهن من مصدر رزقهن ورزق اطفالهن.. الصورة كانت مؤثرة.. والحصيلة جاءت كما يلي:
سبع سنوات.. على الرصيف!
والتقينا بالبائعة نورة مبارك الدوسري والتي تعمل منذ سبع سنوات كبائعة على الأرصفة في اسواق العويس ومطالبة سنوياً بتسديد ايجار 600 ريال مقابل مكانها بدور ارضي صغير ولديها طفلان معوقان وزوجها رجل طاعن في السن كان يعمل مستخدماً «فراش» وهو الآن مريض متقاعد ولديها بنات يدرسن في المرحلة الابتدائية والمتوسطة وتقول: مالنا احد إلا رب العالمين ثم ولاة الأمر في هذه البلاد أطال الله اعمارهم ومتعهم بالصحة والعافية.
وعن بيعها في البسطات تقول: ما ابي إلا المال الحلال وما أبي غيرها البسطة التي اعتاش واترزق منها وابيع فيها الحنة والحب والبهارات وشراشف الصلاة «المصليات» وبعض الاحذية الرخيصة واغراض بسيطة وقالت ان دخلها اليومي مابين 40 100 ريال وتتكلف مصاريف مواصلات بسيارة الاجرة «الليموزين» 30 ريالاً نصفها للذهاب ونصفهاه الآخر للعودة لانها تسكن في حي الدار البيضاء.
يريدون قطع أرزاقنا!
ومن جانبها قالت البائعة سعيدة المزيد: زوجي متوفى وانا اترزق الله من هذا المكان لعيالي اليتمان، وانا والله ما اطلع منه بشيء إلا القليل واتدين من كل دكان «محل» وعليّ دين 200 الف ريال شريت قراقع سيارات لعيالي وزوجت الولد، ودخلي مابين 40 100 ريال، وولد رجلي مسكنّي في بيته الله يجزاه عنا كل خير وماعندنا بيت ملك ولا لي في بيته بلكة واحدة والله ماحدتنا إلا هالدنيا على القعود بهالمكان واصحاب المحلات هم اللي يشتكون علينا، وحنا مانبيع مثلهم ماغير نبيع الحنيني والحنة والدوير للعجز من الحريم وشراشف الصلاة والبهارات والجزم وسجاجيد الصلاة وليتهم يهيئون لنا مكانا مناسبا باسعار رمزية فالبيع طوال العام متعب وصعب في جو الرياض ان جانا مطر غرقنا وان جاتنا شمس احترقنا والبرد قارص والحر مهلك والله ماحدنا إلا هاليتمان وياليتها تكفي.
وعن مساعدات الجمعيات الخيرية قالت بيعطونا الله يجزاهم خير لكن والله ماتكفي ابداً كل ثلاث شهور 10 اكياس أرز رقم 10 والدجاج كل ثلاث اسابيع يصدقون ثلاث دجاجات يعني كل اسبوع دجاجة واحدة وكيسين سكر والله مانجي هنا ولانقف الا من صعوبة هالدنيا وطلباتها ومصاريف هالبنات اليتمان ومانبي إلا الحلال من دون الحرام.
وواصلت: اهل الدكاكين «المحلات» يبون يقطعون رزقنا وحنا ماقطعنا رزقهم ولابعنا بيعهم الله يرزق الجميع من عنده.
الظروف جبرتنا
أما البائعة رفعة مبارك الدوسري فقد ظلت تبيع في البسطات تسع سنوات منذ وفاة زوجها ولها خمس بنات يتيمات تصرف عليهن تقول: والله ماحنا ملحقين على الايجار ومصاريف البيت والمدرسة وانا ادفع ايجار تقسيط لبيتنا خمسة عشر الف ريال سنوياً كما اضع الضمان كله في الاقساط. وعن مساعدات الجمعيات تقول: جمعية الأميرة سارة بنت عبدالعزيز تعطينا كل 6 شهور اعاشة أرز وسكر وهي لاتكفي ابداً. وعن بيعها في السوق تقول: دخلي اليومي يتراوح بين 60 100 ريال وأنفق يومياً على مصاريف العيال 50 ريالاً وعدد العيال مع البنات 12 نفس صغار وكبار وعيال هالوقت الله يصلحهم ويهديهم مادرسوا بعضهم ماخذ ثالث ابتدائي وانا قاعد بهالرصيف عشان اكد عليهم، وما احد قعد مثلنا ودنا نجلس في بيوتنا لكن ظروفنا جبرتنا، وياليتهم يضعون للنساء الأرامل والمطلقات واللاتي ظروفهن صعبة فتحات صغيرة بسعر رمزي مظللة على الأقل مثل الكشك تبيع المرأة فيها وتترزق ربها بالحلال.
احتياج
ومن جانبها قالت ام عبدالله الدوسري انا مطلقة ولي ابنتان ولا وظيفة تترزق منها وطلبات الحياة ماتنتهي والله لو ماحنا محتاجين ماجينا من بعيد نطلب الرزق الحلال.
الرزق على الله
اما غالية فهد عجلان الدوسري فتقول عندي بنتان وولد وزوجي معاق عنده حرمتان مطلقان وعيالي اصرف عليهم من هالبسطة وكل شيء على ظهري وان ما حصل بيع نبيت القوى جوعانين والرزق على الله، وانا ابيع احذية وشرابات على قد حالتنا وان حصلت 30 50 اعطي السائق 15 ريالا للذهاب ومثلها للعودة كما اني مطالبة بدفع الايجار وحنا بديرة الله ودبرتهم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved