Sunday 21st April,200210797العددالأحد 8 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الأمير سلمان: جامعة لأعمال البر والإحسان الأمير سلمان: جامعة لأعمال البر والإحسان
سعود بن عبدالله بن طالب

ان براعة الامام المجاهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لم تكن تقتصر على المجال العسكري والسياسي، بل ان براعته وعلمه يبرزان أيضا في مجال التربية، فقد كان رحمه الله عظيم العناية، والاهتمام بتربية أبنائه النجباء التربية الاسلامية الصحيحة حتى يكونوا قادة عظماء مصلحين، يقودون الأمة الى مراقي المجد، وأعالي العزة، وكان من أسلوبه البارع في ذلك أنه كان يكشف المواهب المكنونة في نفوس أبنائه الكرام، ثم ينمي هذه المواهب، ويصقلها فيهم بالعلم الصحيح، والممارسة العملية، وهو يراقبها، ويوجهها؛ ولذلك نرى أبناءه النجباء قد نبغوا في مجالات متعددة، وتخصصات كثيرة.
ومن هؤلاء الأبناء العظام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله ورعاه فلاشك ان والده الامام قد لاحظ ان هذا الأمير قد فطره الله على حب فعل الخير، وجبله على ادخال الفرح والسرور على قلوب الناس، ومساعدتهم، فلما لاحظ الوالد الامام هذا الاستعداد الفطري، والموهبة الالهية في طبع ابنه الأمير سلمان نمى هذه الموهبة وصقلها، ووجهها التوجيه العلمي المضبوط بالضوابط العلمية والشرعية، وأكسبها الخبرة والتجربة حتى صار هذا الأمير الجليل أنموذجا يحتذى، ومثلا يضرب في حب الخير، والسعي الى أعمال البر، والحرص الشديد على العمل الاجتماعي، وبذل كل ما يملك في سبيل ذلك ابتغاء مرضاة الله، والفوز بما عند الله تعالى عملا بقول الله تعالى:{فّمّن يّعًمّلً مٌثًقّالّ ذّرَّةُ خّيًرْا يّرّهٍ} وقوله تعالى : {مّثّلٍ پَّذٌينّ يٍنفٌقٍونّ أّمًوّالّهٍمً فٌي سّبٌيلٌ پلَّهٌ كّمّثّلٌ حّبَّةُ أّنًبّتّتً سّبًعّ سّنّابٌلّ فٌي كٍلٌَ سٍنًبٍلّةُ مٌَائّةٍ حّبَّةُ وّاللَّهٍ يٍضّاعٌفٍ لٌمّن يّشّاءٍ وّاللَّهٍ وّاسٌعِ عّلٌيمِ}.
وقوله صلى الله عليه وسلم :«من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة،ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» الى غير ذلك من الآيات والأحاديث.
ومن عرف سموه الكريم حق المعرفة علم أنه لا يجد الراحة التامة، إلا إذا تعب في عمل الخير، ولا يجد المتعة إلا إذا أدخل الفرحة الى قلب الحزين، ورسم البسمة على شفة المحتاج، وأزال الكربة عن كاهل المعسر، وأزاح الهم عن نفس المكروب، وأوجد الدواء والعلاج والمأوى للمريض والمعاق، حتى صار اسمه مقارنا للأعمال الخيرية، وأوجه البر والاحسان، بل ان جميع مناطق المملكة تتيمن بزيارة سموه الكريم، وتتمناها؛ لأنه حفظه الله لا يحل مكانا، ولا يزور موطنا إلا وترك فيه من آثار الخير، وأعمال البر والاحسان، والمنجزات الاجتماعية مالا يخفى على أحد.
وإذا ما حاول الانسان الحديث عن أعمال الخير، ومنجزاته الاجتماعية فسيجد نفسه عاجزاً عن الإلمام بها، واستقصائها، ناهيك عن أن يصفها، أو يذكر آثارها، ونتائجها، فبالاضافة الى ترؤس سموه الكريم كثيرا من المؤسسات الحكومية، والثقافية، والعلمية، والخيرية، والانسانية، والاجتماعية، فقد قام سموه الكريم حفظه الله ورعاه بالتأسيس، والاشراف على العديد من الجمعيات التي تتولى العناية بالمسنين، والأطفال المعاقين، والأيتام، والأرامل، والمرضى، وتساعد الشباب على الزواج، وتقوم بمواساة المرضى، وتؤمن السكن المناسب لمن هم بحاجة الى ذلك، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر : مركز الأمير سلمان الاجتماعي، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الاعاقة، وجمعية البر بالرياض، ومشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، ومشروع الأمير سلمان للاسكان الخيري، والجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض، وكذلك دعم ورعاية سموه الكريم لمركز الدعوة الاسلامية، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وعمارة المساجد.
أما دعمه، وتبرعاته المتواصلة للجمعيات الخيرية، وفي أوجه البر فإن الحديث عنها غير ممكن؛ لأن سموه الكريم شديد الحرص على ان تبقى أعماله الخيرية طي الكتمان، لا يعلمها إلا الله تعالى، ومن ذلك حفظه الله وقف عمارة تؤمن أكثر من مليوني ريال سنويا، لتكون رافداً دائما للعمل الخيري الذي يقوم به مركز الأمير سلمان الاجتماعي عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
ولم تكن أعمال سموه الكريم الخيرية، ومآثره في المجال الاجتماعي تعرف الحدود الجغرافية، فقد كانت كالسحاب المحمل بالخير، تمطر بالجود والعطاء، حيثما حل، أو دعت الحاجة.
وإذا تحدثنا عن أعمال الخير الخارجية نجدها موغلة في القدم ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، فقد ترأس سموه الكريم عام 1956م لجنة التبرع لمنكوبي السويس، ثم اللجنة الرئيسة لجمع التبرعات للجزائر في نفس العام، واللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1967م، واللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين منذ عام 1967م الى الآن. وفي عام 1973م ترأس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر، وسوريا في أعقاب اندلاع حرب أكتوبر 1973م مع العدو الصهيوني، ثم ترأس اللجنة المحلية لاغاثة متضرري السيول في السودان 1988م، وكذلك اللجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن الجنوبية في 1989م، وكذلك رئاسة اللجنة المحلية لتقديم العون والايواء والمساعدة للأشقاء الكويتيين إثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990م.
ثم ترأس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات التي تعرضت لها بنجلاديش عام 1991م.
ومنذ اندلاع شرارة الحرب على المسلمين في البوسنة والهرسك دأب سموه على مواساة أهلها، ومساعدتهم من خلال المساعدات السخية التي قدمتها المملكة، بل قام سموه الكريم بتفقد ما أنجز على أرض الواقع بنفسه، إذ قام سموه بزيارة البوسنة والهرسك، لتقويم سير العمل، وتحديد الاحتياجات. كما ترأس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمتضرري الزلزال الذي ضرب مصر عام 1992م.
وإضافة الى رئاسته اللجنة الخاصة بفلسطين التي أسلفنا ذكرها، فقد توج سموه مسيرته الطويلة برئاسة اللجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة الأقصى منذ اندلاعها قبل ما يربو على العام ونصف العام. كان ما سبق نزراً يسيراً مما يتصف به أمير الخير والعطاء، وفارس الأعمال الاجتماعية، وبعضا من الأعمال الجليلة، والمآثر الخالدة التي قام بها سموه الكريم، مما جعل ترشيح سموه الكريم رائدا للعمل الاجتماعي في المملكة، ترشيحاً في غاية التوفيق، وإصابة كبد الحقيقة؛ بل ان صفاته، ومواهبه، ومنجزاته في العمل الخيري والاجتماعي تجعله حقيقا بأن يكون رائد العمل الاجتماعي على صعيد العالم الاسلامي والعربي، والعالمي.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمد سموه الكريم بالعون والتوفيق والسداد، وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية، ويتقبل منه صالح الأعمال ويجزل له على كل ذلك الأجر والمثوبة. وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين.

(*)وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف
والدعوة والارشاد للشؤون الادارية والفنية

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved