هناك أشياء كثيرة تحدث أمامك ولا تجد لها نهاية أو حلاً أو.. وقفاً لتجاوزها.. لأن كل جهة تقول.. لست مسؤولة.. وترمي على الجهة الأخرى.
* * ولأن كل جهة أيضاً «غرقانة» في مشاكلها الواضحة الصريحة.. ومن باب «عساها بحملها تقوم».
* * تشاهد أمامك سيارة طويلة عريضة.. إما شاحنة ضخمة أو نصف شاحنة.. وقد امتلأ «صندوقها» بخردوات وحدائد ما شاكلها.. وهي تعبر شوارعنا و«تبطبط» من الحديد.. وفي كل شارع تسقط كمية من هذه الخردات.. لتصنع مشاكل وحوادث وأضراراً بالسيارات وبكل المارة.. حتى إذا اقتربت من أحد الكباري أو الجسور أو الأنفاق.. «التحمت» بأعلى الجسر أو أو النفق أو اللوحة الإرشادية.. وسببت مشكلة كبيرة.. بل مشاكل.. وتوقفت الحركة وأصيب الجسر بأضرار «وارتجّ» وتخلخل..
* * وهكذا سيارة أخرى.. تحمل مخلفات ونفايات ومواد أخرى.. تمشي وسط الشوارع والمخلفات تتطاير منها.. حتى إذا وصل السائق.. فإذا كل ما معه.. هو ربع الشحنة.. والباقي موزع على الشوارع والأحياء والميادين.
* * وسيارة أخرى.. تحمل فوقها.. قوالب إسفنج.. حتى إذا أمعنت النظر فيها.. وجدت أنها مرصوصة فوق حجمها ثلاث أو خمس مرات.. وتشاهدها.. وهي تتمايل مع الرياح.. فساعة تأخذ المسار الأيمن.. وساعة تأخذ المسار الأيسر.. وساعة تتأرجح هنا وهناك إلى أن تصل.. أو ربما «انسدحت» وراح السائق ومن معه.. وراح آخرون في سيارات أخرى.. والسبب.. أنه لا أحد يوقفه ويقول.. هذا تصرف ممنوع.. ترفضه اللوائح والنظم.
* * وهكذا.. ذلك الذي يملأ شاحنته «تِبِنْ» أو أعلافاً.. أو ذلك الذي يملأ حوض «الدِّتْسِنْ» بعشرين «بزر» ويسير بسرعة «140 كم» في الساعة فتشاهده وأنت تمسك رأسك وتقول.. ربما طار واحد من هؤلاء البزارين في الشارع.. وهذا.. ليس ببعيد.
* * وهكذا أيضاً.. تلك القلابات.. التي تحمل «الحصى» أو الرمل.. أو عموم الأحجار..
* * وسيارة أخرى.. بل سيارات «قلاب» تتجه إلى أي أرض بيضاء في الحارة.. فتفرغ حمولاتها من المخلفات والنفايات هناك.. حتى تتحول الأراضي البيضاء.. إلى «مِكَبّّْ» نفايات وزبائل.. وهكذا ممارسات أخرى مشابهة.. كالذي يحمل معه في صندوق ونيت صغير «خمسين خروفاً» أو خمسة «حَواشي» وهكذا.
* * من المسؤول؟
* * هل هو المرور.. أم البلدية.. أم المواصلات.. أم الدوريات أم أمن الطرق.. أم جهات أخرى.. أم كل تلك الجهات مجتمعة؟!
إن غياب الدور الرقابي وتطبيق العقوبات على هؤلاء المتجاوزين للوائح والنظم.. شيء لا يمكن إنكاره وإلا.. كيف بسيارة صغيرة مجهزة لخمسة أشخاص فقط.. «تِرِصْ» بداخلها «15» شخصاً ويسيرون بسرعة «140 كم» وبمسافة ألف كيلو و«الشنطة» مليئة بالعفش والشنط.. وفوق «الغمارة» شبك مليء هو الآخر بالعفش.. و«الدِّواشق والمطارح.. والسياكل.. والمراوح» فكيف تتحمل السيارة.. وكيف تتحمل الإطارات؟
* * هي بالفعل.. مشاهد مزعجة.. تحتاج من الجهات المسؤولة.. إلى وقفة سريعة.. ومعاقبة هؤلاء المتجاوزين.. حتى يشعر كل الآخرين.. أن المسألة.. ليست فوضى.. وأن هناك لوائح وأنظمة تطبق.
|