Sunday 21st April,200210797العددالأحد 8 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

دفق قلم دفق قلم
وهم البطولة
د. عبدالرحمن صالح العشماوي

نشاط متوقِّد، وروح متوثبة، وحيويّة متدفِّقة، وعشق للبطولة ورغبة جامحة لإثبات الوجود، ولفت الأنظار، وتحقيق المكانة وإحساس جارف بقيمة النفس ومكانتها، ورفضٌ قويٌّ بكلِّ ما يحول دون هذه الصفات المذكورة آنفاً.
إنها صورة «الشباب» بكل ما تعنيه من القوة والحيوية والبطولة والنشاط، مرحلةٌ مهمة جداً من عمر الإنسان.، تكون الدماء فيها حارَّة، والعزائم متوثبة، والرغبة في الإقدام والبطولة جامحة، صورة «الشباب» الذي يعد من أهم مراحل عمر الإنسان وأخطرها وأجدرها بالتوجيه والعناية الفائقة، والتربية الجادَّة السليمة.
وبالتأمُّل لحالة الشباب في بلادنا يمكن أن نصل إلى تحديد عدد من النقاط المهمة الجديرة بالدراسة الجادة النافعة ومنها:
1 تحظى بلادنا بنسبة عالية من الشباب تتجاوز 60% من السكان وهي نسبة كبيرة إنْ صحَّ تقديرها، وتظل نسبتهم كبيرة وإنْ كانت أقل من ذلك، وهذا فضل كبير من الله نحمد الله تعالى عليه، وهو نتيجة طبيعية لحياة مجتمعنا الاجتماعيّة المستقرة القائمة على المفهوم الإسلامي الصحيح للحياة.
2 المجتمع السعودي المسلم يقوم على قواعد ثابتةٍ من شريعة الإسلام الخالدة، ومن مجموعة العادات والتقاليد المنبثقة منها، أو المنسجمة معها، أو المخالفة لها أحياناً، ولكنّها في مجملها تشكل مجتمعاً قويَّ الدعائم ثابت الأركان، متماسك البناء.
3 الأسرة السعودية المسلمة تقوم على القواعد الشرعية ذاتها، وعلى تلك المجموعة المشار إليها من العادات والتقاليد بما فيها من الإيجابيات الكثيرة والسلبيات القليلة.
4 نتج عن ذلك المجتمع وهذه الأسرة مجموعة من القيم، والشِّيم والضوابط الاجتماعية والأسرية لا تكاد تتوافر في المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى.
5 يكتنف ذلك استقرار ملموس، وأمنٌ مشهود وللّه الحمد سببه عناية الدّولة بتطبيق حدود الشرع الإسلامي التي لا نظير لها في رعاية أمن الإنسان وتحقيق استقراره، كيف لا وهي حدود مقرَّرة ممن يعلم السرَّ وأخفى.
في هذه البنية الاجتماعية يعيش الشباب بطموحاتهم وآمالهم وأحلامهم العريضة، وحيويتهم ونشاطهم، وميلهم الشديد إلى البطولة والانطلاق.
والسؤال المهم هنا: ماذا عملنا لتحقيق أحلام وطموحات هؤلاء الشباب في هذه المرحلة المهمة من حياتهم، في ضوء القواعد الشرعية التي يقوم عليها المجتمع، وتؤمن بها الأسرة، وتعتمدها الدّولة؟
لا أدري كيف ستكون الإجابة ...
إنَّ مظاهر «طَيْش» كثير من الشباب وتهوُّرهم، وتعبيرهم عن أحلام البطولة عندهم بالتفحيط، والموسيقى الغربية الصاخبة التي تنبعث من سيّاراتهم «المظلَّلة» ، والصراخ، والرَّقص الذي يمارسه كثير منهم أمام الناس إما في الشوارع، أو من خلال «فتحات أسقف سياراتهم»، أو في الأسواق أحياناً، والعبث أحياناً ببعض المرافق العامة والخاصة، إلى غير ذلك من ممارسات «وهم البطولة»، أقول: إن مظاهر هذا الطَّيْش الشبابي تحتاج منا إلى إعادة النظر بشكل صحيح جادٍ عاجل، وإلا أصبح وهم البطولة عندهم طريقاً إلى الانحراف.
إشارة:
الشباب أهم ثروة في المجتمع، فكيف ننمِّيها ونحافظ عليها؟.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved