Sunday 21st April,200210797العددالأحد 8 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كلمة المملكة أمام مجلس الأمن الدولي: كلمة المملكة أمام مجلس الأمن الدولي:
العدوان الإسرائيلي يستهدف دفع المنطقة إلى الفوضى الشاملة

  * نيويورك واس:
أكدت المملكة ان الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى زج المنطقة إلى فوضى دامية بعد الممارسات العدوانية البشعة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مخيم جنين وفي نابلس وغيرها. واكدت المملكة ان المقاومة الفلسطينية ليست إرهاباً وانما هي واجب وحق وطني مارسته جميع الشعوب التي تعرضت للاستعمار. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الامم المتحدة السفير فوزي عبد المجيد شبكشي الليلة قبل الماضية امام جلسة مجلس الأمن الدولي التي خصصها للوضع الحالي في الشرق الاوسط وبخاصة تطورات القضية الفلسطينية. وقال شبكشي في الكلمة: ان القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطرة يخشى ألا تقتصر آثارها السلبية على الاراضي الفلسطينية المحتلة وهو ما تهدف اليه حكومة إسرائيل التي تسعى إلى زج الشرق الأوسط في فوضى دامية بعد الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في مخيم جنين ونابلس وغيرهما من المناطق المحتلة من قتل جماعي بدم بارد واعدامات اجرامية ودك للبيوت بمن فيها من السكان واعتقالات واسعة وعمليات سرقة ونهب وتدمير منهجي للبنيتين التحتية والفوقية لأسس الدولة الفلسطينية ولسعي إسرائيل إلى تحويل المناطق الفلسطينية إلى مجرد تجمعات سكانية متخلفة مسلوبة التاريخ والتراث والحضارة.
وأضاف ان رئيس وزراء إسرائيل الذي اعلن عن ندمه على عدم قتل الرئيس ياسر عرفات عندما اجتاحت قوات لبنان عام 1982م والذي كرر الاعراب عن ندمه على تعهده للرئيس الامريكي بعدم قتل الرئيس عرفات عندما اجتاحت قواته المناطق الفلسطينية عام 2002م يزعم ان اقتحام القوات الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية المحتلة انما يهدف إلى محاربة المقاومة الفلسطينية التي يسميها إرهاباً والكفاح الوطني الشعبي ليس إرهاباً وانما هو حق وواجب مارسته جميع الدول التي كانت مستعمرة واستطاعت من خلال مقاومتها الوطنية التحرر من الاستعمار والفوز بالحرية والاستقلال. وتساءل: كيف يسعى رئيس وزراء إسرائيل إلى إنهاء المقاومة الشعبية الفلسطينية بعد ان فشل في تحقيق الامن الذي وعد به ونجح في نشر الموت واشاعة الدمار بارتكاب إرهاب الدولة كوسيلة لإرهاب الفلسطينيين والعرب تحت ذريعة انه إرهاب احترازي لمنع الفلسطينيين من ارتكاب عمليات فدائية وعنف ضد الإسرائيليين.. ولم يترك رئيس الوزراء الإسرائيلي اي اجراء استفزازي الا وارتكبه لسد آفاق السلام ابتداء من اقتحامه مع عدد كبير من حراسه لساحة المسجد الاقصى ومرورا بالاصرار على توسعة وزيادة المستوطنات الإسرائيلية على الاراضي الفلسطينية المغتصبة وتدمير المنازل وجرف الحقول ومنع الفلسطينيين من العمل وحصارهم وتجويعهم والقتل العشوائي والتصفيات الجسدية.
وأشار شبكشي إلى ان حكومة إسرائيل حرصت على تدمير اسس السلطة الفلسطينية فدمرت المطار والميناء البحري في قطاع غزة ومنعت الممر الآمن الذي يصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وقصفت محطة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينى وهاجمت الوزارات الفلسطينية والدوائر الحكومية وصادرت جميع المعلومات والاحصاءات وقصفت مولدات الكهرباء ودمرت شبكات المياه وامتنعت عن دفع المستحقات الفلسطينية التي تقدر بحوالى 2 مليون دولار.. وما ان تسلم رئيس الوزراء الإسرائيلي منصبه حتى بادر إلى تنفيذ اجندته الخاصة بقوات الامن الفلسطينية التي اعتبرها اذرع الإرهاب وبعد تدمير مقارها ألحقت قوات الاحتلال الإسرائيلية دمارا كبيرا بمقر جهاز الأمن الوقائي الفلسطينى وفتكت بعدد من افرادها وأبعدت الآخرين.
وأوضح ان التدمير الهائل في مخيم اللاجئين الفلسطينيين والذي شهدت ازقته مجازر بشعة هي محاولة لشطب قضية اللاجئين من قضايا الحل النهائي في اي مفاوضات نهائية.
وأضاف: كيف سيؤدي سفك الدماء الفلسطينية التي سالت بغزارة والقاء جثث الضحايا الفلسطينيين في الازقة والشوراع وسعى القوات الإسرائيلية إلى طمر الجثث في ما اسموه مقبرة الاعداء إلى وقف العنف وانهاء المقاومة الفلسطينية وهل يمكن للفلسطينيين ان ينسوا اقاربهم واهاليهم الذين نزفوا حتى الموت تحت الانقاض وغيرهم ممن دفنوا تحت ركام بيوتهم المدمرة على رؤوسهم وهم احياء، وهل ادت مجزرة دير ياسين وغيرها إلى تخلي الفلسطينيين عن حقوقهم الشرعية والاستسلام لطروحات بعض الإسرائيليين التي هي نتاج ثقافة قائمة على القتل والاستعمار والترحيل والاستيلاء على اراضي الغير، وهل ادت المجزرة التي قام بها رئيس وزراء إسرائيل في صبرا وشاتيلا إلى خضوع الفلسطينيين وقبولهم بالاحتلال وبالذل والمهانة.. ان الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية بتركها الجرحى الفلسطينيين ينزفون حتى الموت ليست فقط احدى ابشع الفظاعات السادية التي تطلقها الحرب من عقالها بل هي مخطط يهدف إلى إذلال العرب والفلسطينيين وتأجيج نار غضبهم لتعبئتهم بمطالب الاخذ بالثأر لاقتلاع فكرة السلام من رؤوسهم.
واوضح شبكشي ان ما تقوم به إسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة من ممارسات وافعال نكراء هو إرهاب حقيقي يستوجب الادانة وهو يؤكِّد للعالم اجمع مدى زيف وبطلان ادعاءات إسرائيل عن السلام وخبث نواياها واستمرارها في النكوص عن التزاماتها والاعتداءات الإسرائيلية لم يسلم منها حتى المحتمون بالمساجد والكنائس وعمليات القتل والتنكيل والإذلال والإهانة دفعت وتدفع بشباب وفتيات الشعب الفلسطيني إلى التضحية بحياتهم فداء لوطنهم ودفاعا عن مقدساتهم وحفظا لكرامتهم.
وقال: ان إسرائيل لا تعمل من اجل امن وسلامة مواطنيها بل من اجل تكريس احتلالها ودعم اغتصابها للاراضي الفلسطينية والعربية وهي ترتكب إرهابا رسميا علنيا وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي واذا لم تكن الاعمال العدوانية التي ترتكبها إسرائيل في لبنان وفي تونس وقيام عملاء الموساد بتعقب الناشطين الفلسطينيين في الداخل والخارج إرهابا فما هو الإرهاب، واذا لم تكن الممارسات الإسرائيلية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني والتى تعد خرقا واضحا لكل القوانين والمواثيق والاعراف الدولية إرهاباً فما هو الإرهاب، واذا لم يكن الحصار الجائر للمدن والقرى الفلسطينية واعتقال وأسر القيادات الفلسطينية واقتحام المخيمات وارتكاب المذابح ضد السكان الابرياء العزّل إرهاباً فما هو الإرهاب. ان هذه الممارسات الإسرائيلية تشكل جرائم حرب ضد الانسانية وتستوجب محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين الذين ارتكبوا المجازر في حق المواطنين العرب في المناطق المحتلة.
ومضى يقول ان عدم تنفيذ إسرائيل ما جاء في قرارات مجلس الأمن ومن بينها القرارات رقم 242 و338 و425 و1322 و1402 و1403 يعكس مدى ازدراء إسرائيل بالشرعية الدولية وعدم اكتراثها بما جاء في البيان المشترك الصادر في مدريد في ابريل عام 2002 وعدم احترامها لمطالب المجتمع الدولي الامر الذي يوجب اتخاذ كافة الوسائل الكفيلة لحمل إسرائيل على تنفيذ قرارات مجلس الامن بدءاً من الانسحاب الفوري من الاراضي الفلسطينية المحتلة وفك الحصار على الرئيس ياسر عرفات الرئيس الشرعي المنتخب للسلطة الفلسطينية.
وقال شبكشي: ان وفد بلادي يؤيد ما جاء في بيان معالي الامين العام للامم المتحدة من ضرورة تدخل المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والعمل على الحد من تفاقم الاوضاع في الشرق الاوسط وحماية الارواح التي تزهق يوميا ووقف التدمير الجنوني الذي لايؤدي الا إلى تعميق الكراهية.. كما نتفق مع معاليه في انه لا يمكن حصر المشكلة في نطاق الامن وحده وأنه لا بد من تحقيق تسوية سياسية تحقق التطلعات الشرعية للشعب الفلسطيني وتحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة.. كما اننا نرحب باقتراح معالي الأمين العام إرسال قوات دولية للمنطقة للعمل مع الاطراف المعنية لوضع حد لدائرة العنف وتأمين انسحاب إسرائيل من المناطق الفلسطينية وتهيئة الظروف الآمنة في الاراضي الفلسطينية وإعداد بيئة مستقرة تمكن من استئناف المفاوضات لتحقيق تسوية سياسية عادلة وشاملة. وأكد ان المملكة العربية السعودية انطلاقا من حرصها الدائم على السلام العادل والشامل واشاعة الامن والاستقرار في المنطقة قدَّم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني مبادرته للسلام والتي تبنتها القمة العربية وأصبحت مبادرة عربية. وأشار شبكشي إلى ان حكومات الدول المختلفة باستثناء الحكومة الحالية لإسرائيل قد رحبت مثلما رحب مجلس الأمن بالمبادرة السعودية لأنها صدرت وفقا للشرعية الدولية وقدمت طريقا عقلانيا لوقف المذابح اليومية على الاراضي الفلسطينية، ولأنها وسيلة لاخراج المنطقة من دوامة العنف وتسهم بقوة في نشر السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، واننا لنتطلع ان تتبنى كافة الاطراف المعنية هذه المبادرة الخيّرة والالتزام بما جاء فيها على تنفيذها لبدء عهد جديد يسوده الامن والاستقرار والتعاون والازدهار ويعم الخير والسلام.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved