Sunday 21st April,200210797العددالأحد 8 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

موسم الحب موسم الحب
بقلم: عبير عبدالرحمن البكر

نوف..!!!
هنا كراستها.. هنا أقلامها
هنا كتب لم تمر يدها لتأخذها..
هنا مقعد خالٍ .. الا من نظرات تدور بين الطاولة والكرسي..
وتعود بدون أن تترك للكلام بقية..
ينسل.. صمت من ضجيج
وتساؤل.. من اجابات..
أين نوف؟
لا أراها!!
تغيب نوف بالأمس، والذي قبله
وما كان لها بالغياب مواعيد..
واليوم ما حضرت؟
سؤال.. يلوذ بالصمت
وسؤال .. لا يقوى مواجهة اجابة باردة أو ربما ساخنة..
أما كانت نوف هنا؟!
لمحتها.. تمر بابتسامة عذبة..
تنشر هدوءاً يخصها وحدها
يشعل وجوداً لا يعرف إلا نوف
أمر بعيني.. نوره .. فاطمه
ابتهال
أين هي نوف؟!
تمتمت تماضر:
نوف يا استاذة قبل يومين.. مات والدها..
تماضر.. تقولين مات مات والدها؟!!
يعني.. انتهى وطن القوة..
زالت ديار العزة والكرامة..
إذاً تساقطت مدن من حب ولازم الإعياء شوارع القلب
إذاً للعزاء رايات مشرعة..
تقولين مات والدها.!!
يعني من كان لها سماء صافية..
وأرضاً خضراء..
وثمار حب.. وغابات حنان..
انكفأ.. انكسر..
ألم بعضي.. واترك بعضا اخرى
تحضر.. نوف..
لا الزمن هو الزمن
ولا الوقت قادر أن يشعلني..
ألمح رايات سوداء
تقابلني عند دخولي الصف الدراسي
لا ارى سبورتي..
لا أحس أني أحمل كتبي..
شيعت فكري في موكب حزني.. ودخلت..
جالت عيوني..
حتى السؤال يخذلني..
التقت عيني بعينيها..
نوف.. هذه أنتِ؟
وبلعت غصة وخرجت أخرى..
حمداً لله على سلامتك
انثر درسي أشتاتاً.. أشتات
أتهاوى على الكرسي
خمس دقائق مريرة .. بقي من زمن الحصة
ألتقي بها من جديد
أنادي.. بصوت مهزوم وملامح قوية
نوف.. ممكن دقيقة؟
تقاسيم موجعة
أرى للموت وقفات بيني وبينها
أراه يختال في وجهها
ويتحدى صمتي وصبري
وجهاً لوجه مع الموت
عفواً وجهاً لوجه مع نوف
أتمتم: سلامتك يا نوف..
غياب لثلاثة أيام..
ما السبب؟
تدور عيناها بكل دموع انحبست وانبجست.. مات والدي
لحظات متشاهقة متلاحقة
اسأل وأجيب..
في داخل كئيب
وماذا أن يموت؟
أمي أيضاً قد ماتت منذ سنتين..
ولم أمت..
اجمع صوتاً مكسوراً وأقول:
قيل لي ذلك:
رحمه الله وعظم الله أجرك
وأغيب مع نوف في سرد موجع
لآخر أيامه معها.. أو لآخر ايامها معه
المعلمة ذات القدرة العظيمة.. تسقط دموعها تترا
تهبط من كل مشاعرها الى شعور أوحد
أحبك يا أبي .. رحمك الله يا أمي

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved