Sunday 21st April,200210797العددالأحد 8 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الدين يحرّم ظلمها ويحث على الزواج منها الدين يحرّم ظلمها ويحث على الزواج منها
الفتاة الصالحة ضحية لسلوك الأسرة المشين

تحقيق: إيمان التركي
سلوك الاسرة المشين وسمعتها السيئة هل من الممكن ان تؤثر على نصيب الفتاة وحظوظها في الزواج وبناء اسرة جديدة بعيدة كل البعد عن قرناء السوء ومجتمعات الرذيلة والانحطاط .. ام ان الوضع يأخذ من حقه التعميم وتؤخذ الفتاة بجريرة غيرها.. هذا ما تعرفه من خلال الآراء التالية:
الرأي الديني
وجهنا هذا السؤال في البداية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ مفتي عام المملكة والذي قال بأن هيئة كبار العلماء قد تلقت سؤالا من شخص يرغب في الزواج من فتاة متدينة طيبة ولكن سمعة اهلها سيئة.. فكان الرد كالاتي:
اذا كان الواقع كما ذكرت فلا حرج عليك في ان تتزوجها بل تكون قد احسنت في تزوجها وانقاذها مما يخشى عليها منه وينبغي ان تنصح اهلها وتتعاهدهم بالموعظة الحسنة واذا زرتهم فلتكن زيارتكم اياهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فان لم يستجيبوا لكم فاعتزلوهم خشية الفتنة وبعدا عن الشر.
الرأي الاجتماعي
وعن هذا الموضوع يقول الدكتور سليمان عبدالله العقيل بقسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود. حينما نزل آدم وحواء الى الارض بدأ الصراع بين الخير والشر ثم تكونت انواع الشر وصُنِّف الناس والمجتمعات على أساسها ثم نزلت المجتمعات الى الاسرة ومن الاسرة الى الافراد فالاتهام يلحق به جميعاً جراء سلوك يظلم الكثير والمجتمعات العربية التي تؤسس الفرقة فيها على الانتماء القبلي والشرف تكون سمعة الانسان فيها حساسة للغاية لدرجة انه يمكن ان ينهي حياته او ينتهي على يد الاخرين او تخسف بالاسرة ولا يعد لها ذكر الا السيء سواء كان رجلا او امرأة وهذا مخالف لسنة الحياة ويزداد الامر سوءاً اذا ارتبط الفرد السيء في الاسرة بمصير جميع افرادها ليشمل تأثيره على الجميع وتقيم أخلاقك من خلال هذا الفرد قد يكونون على مستوى من خلق أو على الاقل في مستوى معقول ولكن الاعمال السيئة تغطي على الاعمال الحسنة ويعد هذا من ظلم الانسان لاخيه ويذهب ضحيتها امرأة أو فتاة والسبب تلك المعايير غير العادلة التي يعيشها مجتمعنا فنجد بعض الاسر لديها الاستعداد ان تفعل أي شيء حتى لو كان خطأ في سبيل ان يكمن فضيحة بالرغم ان الكل يعرف الخطأ لا يتجاوز الى الغير سواء كان ذلك قريبا او بعيدا فكل فرد مسؤول عن تصرفاته وافعاله ومستقبله ولكن للاسف الواقع يخالف هذا كما قلت سابقاِ المعايير الاجتماعية التي هي اشد قوة وتأكيدا على ضبط المجتمع وافراده.
الرأي النفسي
وعلق الدكتور عبدالله سلطان السبيعي استشاري واستاذ الطب النفس بعيادات ميري كير التخصصي على الموضوع قائلا:
لو أخذت بقول القائل: (اعط القوس باريها» فانني سوف لن اتطرق للجانب الشرعي أو الاخلاقي في هذا الموضوع بل انني سأقتصر على الجوانب النفسية فقط عندما يكون هناك تجنب لفتاة ما من قبل صديقاتها او جيرانها لا لشيء جنته الا ان احد اقاربها منحل اخلاقيا او منحرف او مدمن فان ذلك له تبعات عدة فعندما يحدث ذلك في سن مبكر وتشعر الطفلة بالغربة في مجتمعها وانها انسانة مكروهة منبوذة فان ذلك قد يقودها هي الاخرى إلى الانحراف ومزالق الشيطان وان لم يحدث ذلك فهي لابد وان يتكون داخلها شعور بالحقد والكراهية تجاه مجتمعها وذلك انها تعرضت للظلم وأي ظلم اكبر من ان تحمل هذه الفتاة او تلك وزر قريبها ونعاقبها بذنب لم تقترفه هذا الحقد وهذه الكراهية قد ينتج عنهما اضطراب في الشخصية وسلوكيات عدوانية ظاهرة او مبطنة وبذلك تسوء علاقتها حتى مع اقاربها فهذا الحقد الذي تعلمته منذ نعومة اظافرها لا يفرق بين قريب او بعيد وقد تكتوي هي بناره قبل كل من تصطدم معه او عندما تكبر ويحدث مثل هذا الغمز واللمز والتجريح من قبل الزوج او الصديقة عند المشاحنات والخلافات فلاشك ان ذلك سيكون له اثر سيء هو الاخر عليها فهو قد يؤدي الى شعورها بالكآبة والنقص والانطواء اتجاه المجتمع بسبب حقدها للظلم الذي تعرضت له منهم.
يحدث شرخاً في الحياة الزوجية وقد يعصف للتأثيرات الناتجة على علاقتها مع أطفالها قطعاً سيتعلمون منها الانطواء والحقد اتجاه من حولهم فهذا المنهج الفكري المختل «تحميل الفتاة وزر اقاربها المنحرفين) يتعدى مراحل الفتاة ويؤثر على اطفالها وقد يعرض حياتها الزوجية الى التهلكة.
الدين هو المعيار
ومن جانبه يقول الاستاذ محمد بن عبدالعزيز المسند محاضر بقسم القرآن بكلية لمعلمين بالرياض:
ان من القواعد الشرعية المتفق عليها في الشريعة المطهرة ان احداً من الناس لا يتحمل ذنب أحد ما لم يكن هو المتسبب في ذلك الذنب أو المعين عليه يقول الله تعالى مقرراً هذه القاعدة «وألاَّ تزر وازرة وزر أخرى» ومن هذا المنطلق فان أي فتاة أو امرأة لا تتحمل ذنب قريب لها سواء كان والدا أو أخاً أو ابنا أو غير ذلك وما يفعله بعض الناس عند البحث عن شريكة الحياة من الاعراض عن الفتاة الصالحة المؤمنة بحجة ان لها قريب أو قريبة منحرفين أخلاقيا وهذا خطأ فما ذنب تلك الفتاة الصالحة المؤمنة. بل أن هذه الفتاة في مثل هذه الظروف هي في امس الحاجة الى من ينقذها ويخلصها من هذا المجتمع الى مجتمع آخر لتتمكن من المحافظة على دينها واخلاقها والاستمرار على ذلك لأن بقاءها في ذلك المجتمع الفاسد قد يكون على المدى البعيد سبباً في انحرافها وتخليها عن دينها أو على الأقل ضعف إيمانها.
بين الكسور والصحة
وتتحدث أ.د. عائشة الشهراني طبيبة امراض نفسية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن الموضوع قائلة: هذه النظرة فيها نوع من القصور لأن الانسان لا يؤخذ بذنب غيره وأيضا فيها نوع من الصحة.
فالصحة اذا كان الاب او الام احدهما منحرفا سيؤثر هذا على الاولاد سواء رضينا أو أبينا لان طريقة تربيتهم وطريقة تعاملهم ستختلف عن التربية السوية وسيكتسبون الكثير من صفاتهم اذا كانت فيهم السمة هذه هنا يجب الحفاظ من ناحية الزواج منهم او حتى السير معهم.
أما كونها نوعا من الكسور اذا كان المنحرف العم او الخال وغيرهم من الاقارب لانها تعد اجحاد في حق الفتاة أو المرأة والذي قد يكون بعيد عن محيط الاسرة.
وأضافت موضحة كيفية الوعي في مثل هذه الامور فقالت:
يمكن ان نخفف من هذه النظرة الاجتماعية عن طريق وسائل الاعلام وعن طريق الشيوخ في المساجد لانه من الصعب اقناع المجتمع بها فمجتمعنا متدين اولا ومحافظ ثانياً باضافة انها نظرة تمس القيم الاجتماعية والدينية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved