أثناء وجودنا في الولايات المتحدة الامريكية وبالتحديد في اليوم الثالث وعند لقاء الوفد الصحفي الخليجي بكرستوفر روس الذي يحلو لكثير من الصحفيين إطلاق لقب «خبير تجميل السياسة الأمريكية» عليه ومنصبه الرسمي «مستشار وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة». أثناء التقائنا به، بادر زميلنا القطري بسؤاله عن رأيه بمحطة «الجزيرة الفضائية» فأجاب: من حيث المفهوم الامريكي ومن منطلق احترام الرأي الآخر، أجد الجزيرة الفضائية محطة ناجحة..!! وعندما قاطعته زميلة لنا ولماذا كنتم مستاؤون منها الى حد الطلب من أمير قطر من قبل الوزير كولن باول وقف تحريضها..؟!!
ابتسم «خبير تجميل السياسية الخارجية الأمريكية» وقال: يظهر أن الشكوى أفلحت، فالجزيرة الفضائية تقدم مواد أخبارية ومقابلات لكبار المسؤولين الأمريكيين كثيرة وهي بالتالي تساعد في تعميم وجهة النظر الأمريكية.. وأردف: الآن تقدم لنا خدمة كبيرة..!!
في اللقاء الثاني وقبل مغادرتنا واشنطن دي. سي تكرر نفس السؤال ولكن وجهه هذه المرة الى الشخص الثاني بوزارة الخارجية الامريكية نائب وزير الخارجية أرميتاج، الذي جاءت إجابته متطابقة مع ما سبق لأقوال السفير كرستوفر روس وبالنص قال إن «محطة الجزيرة الفضائية» استضافت العديد من المسؤولين الأمريكيين وتنشر مواد تلفزيونية تعكس وجهة النظر الأمريكية وتساعد على إيصالها الى المشاهد العربي..
في تلك الليلة زارنا صحفي عربي أمريكي مقيم في واشنطن أكثر من عشرين عاماً وعمل مراسلا لصحف ووكالات أنباء عربية ويعمل الآن مراسلاً لمحطة فضائية خليجية وسألته: كيف تستطيع محطة الجزيرة الفضائية أن تجري مقابلات مع وزير الخارجية الامريكي ونظيره وزير الدفاع ومستشارة الأمن القومي، والعديد من مساعدي وزراء الخارجية، وكبار المسؤولين وحتى خبراء الاستخبارات والمحطة الفضائية التي تعملون بها تعجز عن ذلك..؟
ابتسم ضاحكاً، وأجاب دون ان يسهب: بقدر ما تقدم من خدمات يتعاونون معك.. هكذا هو الحال في أمريكا، خدمة مقابل خدمة.. وعليكم كإعلاميين في منطقة الخليج العربي.. بل في الوطن العربي أن تحللوا ما تبثه محطة الجزيرة الفضائية من مقابلات مع الأمريكيين والإسرائيليين، وتدرسوا برامجها الحوارية.. وبقليل من الفطنة ستكتشفون من تخدم هذه المحطة..!! عندها ستعرف سبب قبول الوزراء الأمريكيين وكبار موظفي الاستخبارات الأمريكية سي. آي. أيه، الظهور في محطة الجزيرة الفضائية.
فقط تابعوا ما تبثه محطة الجزيرة الفضائية لتعرفوا السبب..؟!
هذه الكلمات تذكرتها جيداً عند بث شرائط الفيديو المركبة التي سلمتها المخابرات الأمريكية لمحطة الجزيرة الفضائية والتي مهدت لها بدعاية غوغائية لكسب مزيد من المشاهدين الذين سينشغل نسبة كبيرة منهم بهذه «البروباجندا الأمريكية» عن متابعة جرائم إسرائيل في المخيمات والمدن الفلسطينية.. وهذا ما تريده أمريكا وإسرائيل معاً..!!
فهل عرفتم من تخدم محطة الجزيرة الفضائية في قطر..؟!!
|