* تحقيق عبدالكريم اليوسف:
تعزيز الثقة بين الأطراف
الدكتور/ جاسر الحربش عميد الكلية التقنية ببريدة طالب في حديثه لنا بأن يكون هناك تعزيز للثقة بين اطراف الموضوع الرئيسية وعبر عن وجهة نظره في هذا الشأن بحكم موقعه حيث قال:
تتكون عملية التوظيف من ثلاثة أطراف رئيسية هي جهة التوظيف، جهة التدريب، وطالب الوظيفة. وشهدت السنوات الأخيرة جدالاً كثيراً حول معوقات السعودة وشاهدنا وسمعنا كل طرف من الأطراف الثلاثة يلقي اللوم على الطرفين الآخرين أو أحدهما أو على عوامل خارجية أخرى.
وعندما يطرح سؤال مثل هذا: خريجو الكلية التقنية بين القبول والرفض في سوق العمل فإن الإجابة لن تكون أكاديمية بحتة بل تكون ضمن الجدل الدائر بين أطراف عملية التوظيف. فمن جهة يحرص كثير من خريجي الثانوية العامة على الحصول على قبول في الكليات التقنية ويعملون بجد حتى يتخرجوا ومن جهة أخرى تقوم مؤسسات التدريب والتعليم الفني بجهود كبيرة لتأهيل هؤلاء الشباب تأهيلاً عالياً، ومن جهة ثالثة فإن قطاعات سوق العمل تشهد اتجاهاً قوياً نحو السعودة وتوطين الوظائف.
إذاً هل توجد مشكلة في توظيف الخريجين؟ ليس من الممكن إعطاء إجابة محددة على السؤال لأنه وبناءً على الإحصائيات فإن الكلية التقنية في بريدة على سبيل المثال تلقت عروضاً وظيفية بلغت«71 وظيفة» خلال ملتقى الخريج الأول الذي عقد في نهاية الفصل الثاني من العام 1421/1422ه وكذلك ما ورد الى الكلية من طلبات مع نهاية الفصل الأول للعام 1422/1423ه..
إن ما تحتاجه هو تعزيز الثقة بين أطراف التوظيف الثلاثة وإيجاد شعور روح الفريق الواحد الذي يجعل مؤسسات التوظيف تشارك مؤسسات التدريب في تأهيل الشاب الطموح وجعل قضية مثل قضية تطوير المناهج تصبح هما مشتركاً لكل من سوق العمل ومؤسسات التدريب. إن أي نجاح يمكن أن يحدث في توطين الوظائف لن يستمر إلا عند وجود شراكة حقيقية بين الأطراف المعنية والتي سوف تؤدي إن شاء الله إلى رفعة الوطن الكريم. وقبل أن نختم نود أن نشير إلى ان الكليات التقنية ومن خلال البدء في برنامج التدريب التعاوني قد أعطت الفرصة لطلابها للانخراط في سوق العمل في سوق مرحلة تجريبية تمتد إلى«4 أشهر» يقوم الطالب فيها بممارسة حقيقية للعمل وتعطي الفرصة لسوق العمل ليقيم مستوى الطالب.
تطوير البرامج والمناهج
الدكتور/ عبدالرحمن الصمعاني وكيل الكلية للشؤون الاكاديمية تحدث عن مواءمة المواد التي يدرسها الطالب في الكلية لسوق العمل فأفاد ان هناك لجاناً تعقد سنويا لدراسة حاجة سوق العمل ومن خلال هذه الدراسة يتم تحديد بعض المناهج موضحاً أنه تمشياً مع أهداف المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وعلى رأسها معالي المحافظ الدكتور علي الغفيص، فقد دأبت الكلية التقنية في بريدة إلى تطوير برامجها، ومناهجها الدراسية لتلبية احتياجات سوق العمل، وتزويده بما يحتاجه من متطلبات فنية وتقنية وكوادر وطنية متخصصة ومؤهلة لدعم ومسايرة التطور التقني المستمر، والمساهمة في إيجاد أنسب الحلول العملية لمختلف مشاكل البيئة المحيطة.
وتأكيداً لتحقيق هذه الأهداف السامية فقد اعتمدت الكلية على ثلاث ركائز مهمة، والتي تم البدء في تنفيذها خلال العام الجامعي 1419/1420ه:
أولاً: اللجان الاستشارية وهي عبارة عن فرق عمل دائمة تضم في عضويتها عدداً من أعضاء هيئة التدريس المتميزين في التخصص وأعضاء من القطاع الخاص ذوي الخبرة الذين يلمسون عن قرب واقع التطبيق العملي لتسهيل مهمة البحث عن حاجة سوق العمل بما يتمشى مع التطور التقني الحديث الذي تشهده بلادنا الحبيبة. والهدف العام لهذه اللجان هو مشاركة القطاع الخاص في تقييم ومراجعة وتطوير برامج وخطط الكليات التقنية للوصول إلى أفضل مخرجات للكليات تتناسب مع متطلبات سوق العمل الحالية والمستقبلية.
ثانياً: التدريب التعاوني وهو عبارة عن فصل دراسي كامل يلتحق الطالب بإحدى منظمات القطاع الخاص أو القطاع العام ويقوم من خلاله بالتدريب تحت إشراف صاحب العمل ومتابعة المتخصصين بالكلية حسب التنسيق بين الطرفين، وقد قامت الكلية بإعداد نماذج لمتابعة المتدرب وتسعى الكلية الى تطبيق التدريب التعاوني كفصل صيفي دراسي حتى لا ينقطع الطالب عن الدراسة بالكلية.
وقد قامت الكلية التقنية بتفعيل دور التدريب التعاوني حيث يلعب دوراً مهماً في تفعيل وتوطيد العلاقة بين مؤسسات سوق العمل والطالب المتدرب. كما حرصت الكلية على القيام بلقاء مفتوح مع رجال الأعمال بالمنطقة ودعوة الشركات والمؤسسات الأهلية للتعريف بالتخصصات المتوفرة بالكلية واستقصاء آرائهم واقتراحاتهم ومعرفة حاجاتهم ومتطلباتهم.
ثالثا: الخطة الدراسية الجديدة وتطبيقها في الكليات التقنية، وقد برزت إيجابياتها بتحسن مستوى اللغة الإنجليزية لدى خريج الكلية. وهذا دوماً مطلب القطاع الخاص. وللكلية في هذا الصدد إسهامات مميزة وذلك بتفعيل مركز اللغة الإنجليزية وتأهيل أعضاء هيئة التدريس بالدورات بالمراكز المتخصصة. كما أن الخطة الدراسية هدفت إلى تحديث واستحداث المقررات التخصصية تمشياً مع التطورات الحديثة والمتطلبات المستمرة إضافة إلى استخدام بعض البرامج المعتمدة لبعض الشركات العالمية مثل برامج اوراكل وسيسكو وبرامج المحاسبة وغيرها.
إضافةً إلى هذا كله فإن معالي محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني حريص على متابعة أعمال اللجان الاستشارية وكذا رعاية اللقاء المفتوح الذي تنظمه الكلية وتطبيق الخطة الدراسية الجديدة للكيات التقنية ودعمه المتواصل من خلال توفير احتياجات الكلية لتأهيل الخريج تأهيلاً متميزاً حتى يواكب التطور التكنولوجي اليومي.
دور رجال الأعمال
الدكتور فيصل الخميس وكيل الكلية التقنية لشؤون الطلاب يعيد التذكير بأن من المسلم ان التعليم من الاولويات النبيلة والجسيمة لأي أمة من الامم لمداومة الرقي والسير في ركب الحضارة العالمية أخذه بكل الاسباب للحصول على المكانة المرموقة والمتميزة بين دول العالم، وأشار إلى أن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وكلياتها التقنية المنتشرة في مناطق المملكة تعد نموذجاً مشرفاً ومشرقاً في العمل على إيجاد فرص التعليم والتدريب المهني المتخصص كنوع من التعليم الموازي للكليات في التعليم الجامعي فلاشك أن الكليات التقنية اتاحت الفرصة لمن لديهم ميل الى النواحي العلمية والفنية في تعلم وممارسة الاعمال الفنية في جميع التخصصات التي يستطيع طالب الكلية التقنية ممارستها، وقال: إن التوجيهات الكريمة مازالت تحثنا على زيادة القبول في هذه التخصصات وتوفير كل ما يحتاجه الطالب من امكانيات ومساعدات تسهيلاً وتشجيعاً لهم والعمل على حل جميع مشاكلهم.
والحقيقة اننا نلمس حرص ابناء الوطن واتجاههم إلى الاعمال الفنية التي سوف تغنينا بإذن الله لتغطية سوق العمل.
وأتمنى ان يعي رجال الأعمال هذا الدور وان يكون هناك ثقة في شبابنا وما يمتلكون من مواهب وقدرات أكثر من رائعة.
التدريب التعاوني
وحول إعداد الطالب الخريج لسوق العمل تم انشاء قسم التدريب التعاوني والتنسيق الوظيفي بالكلية والذي يعتبر نقلة جميلة في هذا المجال وفي هذا الصدد تحدث الأستاذ أحمد العييري رئيس القسم عن الدور الذي يقوم به مشيراً إلى أن مكتب التدريب التعاوني والتنسيق الوظيفي هو حلقة وصل بين القطاع الخاص والعام والكلية من حيث التدريب أو البحث عن وظائف للخريجين وقد بدأ نشاط هذا القسم من تاريخ 1419ه بالأعمال التالية:
تقوية العلاقة بين القطاع الخاص والعام مع الكلية من خلال مخاطبة الشركات والمؤسسات للمشاركة بملتقى «يوم مفتوح» بين الخريجين والقطاع الخاص والذي أقيم على شرف المشرف العام لشؤون الكلية، وتنفيذ زيارات ميدانية للشركات والمصانع والمؤسسات بالمنطقة، ودعوة أصحاب الشركات والمؤسسات والمصانع لزيارة الكلية والتعرف على الأقسام وترتيب ملتقى آخر يحمل اسم «ملتقى يوم الخريج» أثناء تسليم وثائق التخرج وتم الحصول على فرص وظيفية.
الاتصال المباشر بالخريجين لمعرفة حالتهم الوظيفية والاتصال على القطاع الخاص للبحث عن فرص وظيفية وأخذ آرائهم واقتراحاتهم عن الخريجين والاعلان عن الفرص الوظيفية التي تم الحصول عليها عبر وسائل الإعلام المقروءة والانترنت.
ويقوم القسم كل فصل بعمل ملتقى للخريجين مع القطاع الخاص والعام بهدف البحث عن فرص وظيفية ومعرفة احتياجاتهم من التخصصات غير الموجودة بالكلية وتم الحصول على نسبة 60% وظائف للخريجين و100% فرص تدريبية وبهذه المناسبة اقترح الآتي:
فتح مجمع صناعي تقني تحت اشراف المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني يتم تدريب وتوظيف الخريجين داخل هذا المجمع لنثبت للجميع مهارات وقدرات الشباب السعودي في سوق العمل.
فتح إدارة تابعة للموارد البشرية يشارك فيها كل المسؤولين عن التوظيف في المؤسسات التعليمية ومكتب العمل والغرفة التجارية.
فتح مدرسة مهنية لتغيير تخصصات مهنية غير مطلوبة بتخصصات مهنية تتمشى مع سوق العمل.
من التقنية للحراسات
وتحدث الخريج عبدالله بن راشد الحصين والذي أنهى دراسته بتخصص الكترونيات صناعية وتحكم فأبدى امتعاضه مما حصل له قائلاً: بعد ان استلمت وثيقة التخرج كانت الصدمة قوية بالنسبة لي حيث كان لدي أمل كبير بعد أن حصلت على شهادة الكلية وبعد أن تم تدريبي بالشكل الذي أرى أنه مناسب طرقت العديد من الطرق والأبواب وبحكم تخصصي كانت المفاجأة فالعديد من الشركات التي توجهت إليها لم تعرني أي اهتمام ولم أجد من يقابلني ويعتذر مني بشكل جيد بل كانت الحقيقة المرة أن الوافد المتعاقد هو الذي يقول بالفم المليان لا يوجد لدينا وظائف إلا إذا كنت ترغب بالعمل في الحراسات الأمنية فكانت الصدمة أعظم ولا أزال أبحث عن وظيفة تناسب تخصصي متمنياً أن أوفق فيها وأن تتغير النظرة السائدة لدى أصحاب العديد من المنشآت.
الطالب عبدالرحمن بن عبدالله الروضان الخريج من قسم الإدارة المكتبية قال أولاً أتقدم لكم بالشكر الجزيل على طرح هذا الموضوع الهام جداً ومشاركتنا همومنا وبالنسبة لموضع مواءمة المواد فإننا ولله الحمد قد تلقينا جميع الفنون التي تصب في مجال تخصصنا وانني على ثقة بأن كل ما تعلمناه خلال فترة تواجدنا في الكلية سوف ينصب في مصلحة العمل الذي سوف نقوم به ولكن الحقيقة أنني ومعي العديد من الزملاء نستغرب هذا الجفاء من رجال الأعمال ولقد طرقنا العديد من الأبواب ولكن لم نوفق رغم أننا لا نشترط أي مزايا وهذا هو الحال فصاحب المنشأة لا يريد أن يجرب طاقاتنا رغم أنه اكتفى بالأيادي الوافدة.
وأنني أناشد رجال الأعمال بوقفة صادقة تجاه أبناء الوطن واتاحة الفرصة لهم أما الطالب عبدالرحمن بن سليمان القرزعي من قسم المحاسبة وشارف على التخرج فيقول الحمد لله على ما وصلنا إليه من إعداد وتأهيل فخريج الكلية التقنية من وجهة نظري أنه يكون مستعداً استعداداً تاماً لمهام العمل الوظيفي وهذا ناتج عن حجم الفائدة الكبيرة التي تحصل عليها أثناء دراسته فالطالب الملتحق بالكلية ينهل من جميع العلوم التي تنصب في مجال تخصصه الذي اختاره بناء على رغبته والحقيقة أن تفكيرنا الآن ينصب في التخرج وبعد التخرج سوف يكون لكل حدث حديث ولكن الانسان مجبول على البحث عن المستقبل فالانسان الذي لا يفكر في المستقبل معدوم الخير وبإذن الله سوف نجد وظائف تناسب التخصص الذي نحمله وسوف نثبت أننا على قدر كبير من التعليم والتأهيل المناسب وسوف نكون عند حسن الظن بإذن الله تعالى.
وأبدى الطالبان فهد مذكر الحربي قسم الحاسب الآلي وأحمد ناصر الحربي إدارة مكاتب ويستعدان للتخرج استعدادهما لخوض العمل الذي يوكل إليهما بناء على تخصصهما وعلى التحصيل العلمي الكبير الذي نهلاه من الكلية وقالا إن الطالب الذي يتخرج من الكلية التقنية يكون على قدر كبير من التأهيل حيث اننا حصلنا على تعليم وتأهيل ينصب في التخصص وهو مناسب لسوق العمل فالطالب الخريج الذي أنهى مدة الدراسة في الكلية قد اجتاز كل المواد النظرية والعملية التي دُرست له وكانت على قدر كبير من الإعداد ومواءمة سوق العمل وبإذن الله لن نجد أي صعوبات في تأدية الأعمال التي توكل إلينا وسوف نثبت للجميع أننا على قدر كبير من التأهيل وعلى استعداد تام لكل عمل في مجال تخصصنا.
داعياً الله أن يوفقني وزملائي لنجد عملاً مناسباً نحقق من خلاله ما نصبو إليه ونطبق ما تعلمناه على أرض الواقع بإذن الله.
| 
