.. وترجّل الغيهب

الموت حق، وكل انسان لا بد له من نهاية وليس أمام المؤمن إلا التسليم بقضاء الله وقدره فله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.
لقد شاءت إرادة الله أن يرحل عن دنيانا انسان له في النفوس مكانة وفي القلب محبة ذلكم هو الأخ محمد بن عبدالرحمن الغيهب فكان لوفاته رحمه الله أبلغ الحزن وأشده على اخوانه وأبنائه وجماعة مسجده وجيرانه وكل معارفه. بموته أرخى الحزن سدوله على حي بأكمله ومن أجله ذرفت الدموع وحق لها أن تبكيه كيف لا وهو الذي أحبها قبل أن تُكلم فيه. نعم ترجّل الفارس عن جواده وترك سيرة نظيفة الكل يثني على خلقه وتعامله وأخذه وعطائه يحب الجميع ما وسعه الجهد ويبذل المعروف بقوة لا يتأخر ولا يبخل، لا نذكر أنه أخطأ بحق أحد أو تفوه بكلمة جارحة وكان مثالاً في التواصل مع القريب وزيارة المريض وكبير السن و استطاع أن يوفق بين واجباته الأسرية والاجتماعية فلقاءاته مع الاخوان وجماعة الحي وزملاء العمل كثيرة يحرص على حضورها ولا يحب التخلي عن أي منها وهي في نظره ذات شأن ودلالة على حب التواصل والسلام ومقابلة المحبين والاستئناس برؤيتهم. رحمك الله أخي محمد كنت نعم الأب والأخ والصديق بذلت ما تستطيعه من أجل أبنائك واخوانك ووفيت بالتزاماتك الأدبية والاجتماعية فجزاك الله عنا خير الجزاء وأجزله كما نسأله سبحانه أن يفسح لك في قبرك وينوّره ويجعله روضة من رياض الجنة وأن يجعل الخير والبركة في عقبك والحمد لله رب العالمين..