رغم تقدم وتطور وزارة الصحة في الكم ما زال التقدم في الكيف يسير ببطء شديد ونحن اذ نقدم الشكر للوزارة على جهودها نطالبها بالاهتمام بالجانب الكيفي وهذا من حقنا كمستهدفين ومستفيدين من هذا التطور، وسوف نتناول جانبا واحدا فقط من الخدمات المهملة في اغلبها ونعلم جميعا بأن التقصير فقط في التطبيق العملي والمتابعة فقط اما في الخطط والميزانية والتعليمات في الوزارة والمديريات والمستشفيات وغيرها موجود ومدون ولكن في الواقع العملي والتنفيذي فمفقود في الغالب الا وهو الطب الوقائي وتحديدا التشخيص والتدخل المبكر خاصة للاطفال فالطفل يولد غالبا في مستشفيات الوزارة او المراكز الصحية وتصرف له شهادة تطعيم ويستمر في اخذ التطعيمات الاساسية ويكبر الطفل ويذهب وليّه به لتسجيله في المدرسة بعد بلوغه الست سنوات وعند الفحص في الوحدة الصحية المدرسية تكتشف احيانا مشكلة عند هذا الطفل واحيانا اخرى وما اكثرها لا يتم اكتشافها الا بعد مضي شهر او فصل دراسي وقد تصل الى عام وهذه المشكلة قد تكون عائقا للتحصيل الدراسي مثل ان تكون تخلفاً عقلياً او ضعف سمع او بصر او عيوب نطق او صعوبة تعلم او غيرها وهذه المشاكل يمكن ان يتم تلافي اغلبها ووضع البرامج المناسبة للبعض الآخر في وقت مبكر باذن الله تعالى عند تفعيل التشخيص المبكر بكل دقة ونحن لا نحمّل الوزارة كل المسؤولية بل تشترك معها الاسرة بشكل كبير، وسوف نعرض الاجراءات التي تعمل بعد خروج الطفل من المستشفى او المركز الصحي بعد الولادة وذلك في اغلب اماكن الولادة التابعة لوزارة الصحة، يحصل الطفل قبل خروجه على التطعيمات الاساسية عند الولادة وشهادة التطعيم لمتابعة التطعيمات الاساسية فقط ولا يحصل على مواعيد زيارة للتشخيص او مراقبة النمو ناهيك عن انه عند الحضور لاخذ احد التطعيمات الاساسية في احد المراكز الصحية لا يتم فحص الطفل بل تتكرم الممرضة بسؤال الام هل عند الطفل حرارة وكم عمره الآن؟
ثم تتم عملية التطعيم والتوقيع على شهادة التطعيم ويسجل الموعد القادم للجرعة التالية وهكذا لذلك نقترح التالي:
الفحص الدقيق بعد الولادة وقبل خروج الطفل من المستشفى او المركز الصحي.
يوضع في كل مستشفى مركز او قسم ملحق به خاص بالطب الوقائي يفرغ له اطباء وممرضون وموظفون ويوضع لهم جداول وبرامج موزعة على المرافق الصحية في المنطقة او المحافظة ويكون عملهم الرئيسي:
1 الفحص والتشخيص والمتابعة قبل اعطاء الجرعات الاساسية للاطفال.
2 توجيه الاسرة عند ملاحظة اي تغيرات غير طبيعية على طفلهم او تحويله الى الجهات المتخصصة المناسبة.
3 عند اتمام الطفل السنة الاولى من عمره لا يتم منحه شهادة الميلاد الا بعد اجراء فحص شامل ودقيق لجميع حواسه وقدراته العقلية وغيرها وفي هذه الحالة اذا ثبت ان الطفل سليم يتم ختم شهادة التطعيم ثم يمنح شهادة الميلاد واذا وجد تغير غير طبيعي فيتم توضيح ذلك لولي الامر ويوضع برنامج متابعة سواء في المركز او في احد المواقع المناسبة لمثل حالته ويمكن ان يؤجل منحه شهادة الميلاد لسنة اخرى لضمان حرص ولي الامر على متابعة البرنامج.
4 لا يتوقف عمل المركز او القسم على الاطفال فقط بل يمكن ان يوكل اليه جميع التطعيمات الموسمية مثل الحمى الشوكية قبل الحج والعمرة وغيرها عند الحاجة الى ذلك.
5 يقوم هذا المركز بدور الاعلام الصحي في كل منطقة وكل محافظة لتوجيه المواطنين والمقيمين من خلال المحاضرات والندوات ويمكن ان ينظم دورات تدريبية لبعض المحتاجين لبعض الخدمات الخاصة مثل الاسعافات الاولية او اعطاء حقن الانسولين او غيرها.
ويظهر لنا من خلال ما سبق ان الاسر ستكون سعيدة عندما تجد من يشد عضدها ويساعدها ويوجهها الى الحلول المناسبة في وقت مبكر.
ايضا هناك توفير للجهد والمال عندما يتم اكتشاف المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها في وقت مناسب.
فعندما يعالج الطبيب مريضا يعاني من قرحة في المعدة اسهل واوفر من ان يعالج مريضا وصلت حالته الى سرطان المعدة بسبب هذه القرحة وتأخر علاجها.
وللحق فان كل ما ذكرناه ليس سوى افكار نعرضها لمن يهمه الامر ونحن نعلم بأن عند وزارة الصحة من الافكار والآمال الشيء الكثير ولكن قد يكون في الواقع ما يمنع تطبيقه والعمل به.
والله من وراء القصد.
سعود بن عبد الرحمن العتي | 
