editorial picture

حماية الفلسطينيين مطلب عاجل

ثبت بلا أدنى شك أن المحاولات الجارية حالياً لوقف إطلاق النار تقفز على الحقائق الموجودة على الأرض والتي يمثلها الاحتلال الإسرائيلي بكل صوره البشعة من قتل وتدمير واجتياحات يومية للقرى والبلدان الآمنة.
وزير الخارجية الأمريكي لم يستطع طوال أربعة أيام إقناع شارون بأن يسحب قواته من المدن الفلسطينية التي احتلها مؤخراً ولم يفلح حتى في تهدئة الجموح الدموي الإسرائيلي، طوال مدة وجوده، إذ واصلت قوات شارون عملها القذر في التنكيل بأبناء فلسطين، ومع ذلك فقد ركز باول على وقف إطلاق النار ولم يهتم بالمطلب الفلسطيني لإجبار القوات الإسرائيلية على الانسحاب أولاً، وذلك على الرغم من أن باول جاء إلى الأراضي الفلسطينية مصطحباً نداءات متلاحقة من الرئيس الأمريكي لشارون بضرورة الانسحاب مشدداً على أنه «يعني ما يقول».
وتمسك شارون طوال هذه الفترة بنهجه القمعي الدموي، مؤكداً في كل حين وآخر أن الانسحاب سيتم حالما تكتمل العملية التي يقوم بها ضد الفلسطينيين، ولايُعرف على وجه التحديد متى سيكون ذلك.
ومن الواضح أن شارون الذي تمكن من اعتقال الآلاف من الفلسطينيين بمن فيهم من قياديين يسعى إلى اعتقال المزيد بل وقتل آخرين مدعياً أنه يقوم بالحرب نيابة عن أمريكا أيضا باعتبار أن الذين يقتلهم أو يأسرهم إنما هم «إرهابيون» تتطلع أمريكا للقضاء عليهم، ما يعني أنه يغتنم فرصة حضور باول حتى يكون شاهداً على هذه الخدمة التي يؤديها لواشنطن.
الوقائع المأساوية للمجازر التي حدثت في جنين ونابلس تحتم تحركاً دولياً واسعاً وسريعاً لحماية الفلسطينيين، خصوصاً وأن شارون لايزال يتحدث عن أسابيع أخرى قادمة لحملته الدموية.
وعلى المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن أن يتصدى لمسؤولياته ويستجيب لمطالب متزايدة بضرورة إرسال مراقبين أو قوات دولية للفصل بين الجانبين بعد إجبار إسرائيل على الانسحاب وفقاً لتدابير معروفة في مجلس الأمن خصصت للتعامل مع الذين يقفون ضد الإرادة الدولية، ومن ذلك الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة لإنفاذ قرارات مجلس الأمن الدولي.


jazirah logo