Thursday 18th April,200210794العددالخميس 5 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وانقلاب فنزويلا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وانقلاب فنزويلا
ويليام بلوم

كيف لنا أن نعرف أن وكالة المخابرات المركزية كانت وراء الانقلاب الذي أطاح هوغو شافيز قبل ان يعود الى الحكم بعد 48 ساعة من الاطاحة به؟ إنها الطريقة نفسها التي تجعلنا ندرك أن الشمس ستشرق غدا صباحا، لأن هذا يحدث دائما دونما سبب يجعلك تفكر بان صباح الغد سيكون مختلفا.
ولو اردنا التحدث عن جرائم شافيز من وجهة النظر الامريكية سنجدها ما يلي:
لقد وصف شافيز الهجمات الأمريكية على أفغانستان بأنها مجابهة الإرهاب بمثله.
وطالب بإنهاء انتهاك الأبرياء رافعا صورا لأطفال قتلوا في الهجمات الأمريكية ووصف موتهم بأنه «غير مبرر كما هو حال الهجمات على الولايات المتحدة أيضا».
و جاء رد إدارة بوش بسحب السفير الأمريكي ولكونه يحتفظ بعلاقة ودية مع فيدل كاسترو وبيعه النفط لكوبا بأسعار مخفضة كما طالب وزير دفاعه البعثة العسكرية الأمريكية في فنزويلا بأن تخلي مواقعها في المراكز العسكرية الرئيسية في كاراكاس، وقال إن وجودها من بقايا الحرب الباردة.
ومنع الطيران الأمريكي من التحليق في أجواء فنزويلا لمكافحة المخدرات، بالاضافة لرفضه تزويد وكالة المخابرات المركزية بمعلومات حول الجالية العربية الضخمة في فنزويلا، كما قام شافيز بالترويج لفكرة إقامة منطقة للتجارة الإقليمية الحرة، وعمليات تبادل موحدة للنفط الأمريكي اللاتيني، طريقا للتخلص من الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة.
وقام بزيارة كل من صدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا، بالإضافة إلى المزيد مما لم تعتد الأرستقراطية الأمريكية في واشنطن عليه من الدول التابعة، وقد حاولت الولايات المتحدة إطاحة العديد من الحكومات لارتكاب رؤسائها ما هو أقل من الاعمال التي قام بها هوجو شافيز.
وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست عن فنزويلا في عددها الصادر في 13 أبريل أن أعضاء من مختلف طبقات المعارضة زاروا السفارة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة معربين عن أملهم في الحصول على مساعدة للتخلص من شافيز، وضم الوفد الزائر عسكريين متقاعدين و قادة إعلاميين بالإضافة إلى معارضين سياسيين، وقال مسؤول أمريكي مطلع على الجهود المبذولة «إن المعارضين أتوا بعدة بدائل» ماذا سيحدث أو ماذا لو حدث هذا؟ وماذا لو حدث ذاك؟ وماذا لو نظرنا إلى الموضوع من منظورات عدة؟ وكان الجواب على كل سيناريو هو لا .
فنحن نعرف الانقلابات و لن ندعمها، صحيح انهم لن يدعموا الانقلاب، لكن ما الذي حصل عندما تم الانقلاب الذي لن يدعموه؟ إن الأمر بسيط فهم لا يسمونه انقلابا، بل تغييرا حكوميا، وإن الرئيس شافيز ابعد عن الحكم «نتيجة لضغط الرأي العام الفنزويلي» .
وكانت ديموقراطية جماعية مطلقة، وكان المشرعون المعارضون قد حضروا إلى واشنطن في أشهر ماضية وكان من بينهم وفد واحد على الأقل برعاية المعهد الجمهوري الدولي، وهو جزء أساسي من المنحة الدولية للديموقراطية، طالما استخدمته وكالة المخابرات المركزية في عملياتها السرية الخارجية.
إن التخلص من شخص بمستوى شافيز، متهم بسوء السلوك، كان عبئاً عادياً بالنسبة لوكالة المخابرات المركزية، بحيث كان السبب الوحيد لعدم تدخلها المباشر في هذه العملية هو انقسامها غير المعلن.

كاتب ومؤلف أمريكي المصدر :
موقع ويليام بلوم على الانترنت

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved