نتائج الاجتياح الاسرائيلي للمدن الفلسطينية نعجز عن التعبير عنها فالضوء الأخضر الامريكي منذ اجتياح اسرائيل للمدن الفلسطينية في 29 آذار/مارس مستمر حتى تكمل حليفتها الاستراتيجية «إسرائيل» تصفية المقاومة الفلسطينية «الصمود» حتى أخذت اسرائيل على عاتقها تنفيذ الاستراتيجية الامريكية بكاملها اي السيناريو الاستراتيجي لاجتياح المدن العراقية.
إن مايقابل واشنطن من مصداقية ومصالح في المنطقة ليس امامها في ذلك سوى حليفتها الاستراتيجية «اسرائيل» والتي اكدت الاخيرة بأنها سوف تكون ساعداً رئيسياً مع امريكا في الحرب على الارهاب منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر
وبالنسبة لواشنطن لن يضيرها شيئاً في ذلك حتى على حساب حلفائها الاوروبيين، فالإدارة الامريكية تواجه ازمة بالشرق الاوسط فحربها على الارهاب وهزة 11/ أيلول سبتمبر ورقتان تلعب بهما ادارة بوش.
فالعراق في نظرها يهدد مصالحها في المنطقة والعمليات الاسرائيلية في فلسطين تهدد مصداقيتها.
إن دعوة مجلس الوزراء في جلسته يوم الاثنين الماضي برئاسة خادم الحرمين الشريفين وضع النقط على الحروف عندما قال بان عدم ارغام اسرائيل على احترام الطلب الامريكي بالانسحاب الفوري واحترام القرارات الدولية سيضر بشدة بمصداقية الولايات المتحدة ومجلس الامن فضلاً عن تأكيد سمو ولي العهد لباول عندما استقبله في الدار البيضاء وأكد له بأن واشنطن قد تضر بمصالحها وتفقد مصداقيتها.
بمعنى هل واشنطن صرفت النظر فعلاً عن العراق بعد ان تلاشت التهديدات البوشية مؤخراً ام ان الادارة البوشية منغمسة في المساعي الرامية لوقف العنف بالشرق الاوسط.لقد اعطت جولة وزير الخارجية الامريكي في المنطقة دليلاً واضحاً بأن واشنطن تريد تمديد الضوء الاخضر وتأكيد عزمها على ضرب العراق.فباول لم يفعل شيئاً حتى الآن يثبت المساعي الامريكية الصادقة في المنطقة حتى في لقاء مع الرئيس الفلسطيني، فجميع الاحتمالات تشير الى حرب محتملة تشنها امريكا على العراق تمهدها اسرائيل الصديق العزيز الحليف الرئيس في المنطقة، وذلك على البلد الذي يبقى دائما اكثر تعقيداً من صورة رسمها البعض، فاجتياح العراق هذه المرة يتطلب عمليات عسكرية واسعة تشبه لحدما ماتقوم به اسرائيل من عمليات واسعة او تدريبات ومناورات في الاراضي الفلسطينية يؤكدها ويباركها اللوبي الصهيوني في امريكا ويشرف عليها وزير الخارجية الامريكي كولن باول.
|