Thursday 18th April,200210794العددالخميس 5 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بوح بوح
المنافذ الجمركية
إبراهيم الناصر الحميدان

لا أشعر بالحرج عندما أمتدح الخطوات التي يعكسها الوعي والفهم لقيمة العمل وجدواه سواء أقدمت عليها جهات حكومية أو مصالح أهلية فذلك في ظني هو من الأسس التي تنطلق منها مهمة الصحافة على أن تتقبل تلك الجهات الانتقادات ولا تعتبرها إساءة شخصية للمسئولين لأن المصلحة فوق الاعتبارات الشخصية وليس يعنينا من يغضب أو يفرح طالما الانطلاقة والهدف مصلحة الوطن.. ومنذ فترة من الزمن ليست بعيدة استجابت إدارة الجمارك إلى انتقادات المسافرين من أن أمتعتهم تلاقي الهوان عند التفتيش في مراكز الجمارك لاسيما ملابس النساء التي تخجل المرأة أن تستعرض من قبل رجال الغير فكان أن بادرت إدارة الجمارك مشكورة إلى خطوة حضارية متبعة في معظم مطارات العالم وهي التفتيش بالأجهزة الحديثة بما في ذلك استخدام الكلاب البوليسية المدربة على الاستشمام لتحديد رائحة المخدرات، وقد صفقنا لهذه الخطوة التي أخذت وقتاً طويلاً عند التطبيق على أن هذا الجهاز اكتفى بالمطارات ونسي المنافذ البرية فلماذا نطبق خطوة حضارية في المطارات بالذات ونهمل بقية المنافذ؟أليست تستقبل ضيوفاً لنا وحشداً من المواطنين الذين لا تسعفهم مواردهم من استعمال الطائرات أو لرغبتهم في قضاء أوقات أطول تستدعي الكثير من الأمتعة والعربات. إن أسهل شيء لدى موظف الجمارك ان يأمر عماله الأجانب بنقل الأمتعة من العربات على طاولات التفتيش حتى تتجول أصابعه وعيون العمال الأجانب في تلك المحتويات وهو تصرف لا ضرورة له طالما الأسرة حضرت بعد قضاء وقت ممتع في المصائف وتسوقت بما تحتاجه من ملابس وخلافها ليس بقصد التجارة.. إننا لا نعارض من حيث المبدأ في التحقق من الأمتعة خاصة التي تثير الشبهات مع ان عائلاتنا بعيدة إن شاء الله عن هذه السلوكيات الهابطة بل إن الأجهزة الحديثة تحدد موقع الأنواع المثيرة للاشتباه وفي هذه الحالة فإن من حق التفتيش فتح تلك الحقائب والتحقق من المحتويات وبذلك يرتفع احترامنا لهذا الجهاز الجاد في معرفة حقيقة ما تختزنه الحقائب.. فالمنافذ بهذا المعنى هي الواجهة للبلاد سواء كانت برية أو مطارات ولا أنكر ما تبذله من جهود لحماية الوطن من مضار ما يحاول العابثون التجارة به بقصد المكاسب الحرام عن طريق تمرير المواد الممنوعة دولياً عبر تلك المنافذ فالمخدرات وسواها من مواد ضارة مثل الأفلام الجنسية وسواها بل وحتى عينات البضائع التي نحارب مصادرها المشبوهة في إسرائيل وغيرها من الدول التي تجاهر بتشويه المعتقدات ووضع الصور المنافية لديننا الحنيف. إنها ملاحظة أود أن تدرسها إدارة الجمارك وهي بلا شك لا تخفى عليها إنما لم تجد من يشير إليها بمثل هذه الصراحة والوضوح لأن معالجتها باسلوب الكياسة الحضاري أجدى ومصلحة الوطن وسمعته فوق كل اعتبار.

للمراسلة/ ص.ب 6324 الرياض 11442
فاكس: 2356956

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved