لقد ضربت الخنساء قمة الفداء والتضحية حين قدمت أبناءها الأربعة في سبيل الله ولقد سطَّر ذلك تاريخاً مضيئاً للمرأة المسلمة.. والخنساء هي تلك المرأة العربية التي بكت أخاها عشرين عاماً في الجاهلية ضحت بأبنائها الأربعة في غبطة وفرح وتمنت لو كانوا أكثر من أربعة. كل ذلك لماذا وكيف؟... والجواب أن انظر لنساء فلسطين اللاتي سطرن للتاريخ مئة خنساء بل المئات.
إن ما نراه في فلسطين لنموذج حي لأعظم أنواع التضحية بل والفداء. ان تلك الزغاريد التي تخرج من أفواه الأمهات مختلطة بدموع الحزن والأسى لهي أعظم انتصار للنفس على ما يجول فيها من حرقة. فالقلب يعتصر ويبكي والظاهر فخر واستبشار. إن هذا الشيء يجعل منهم كابوساً مرعباً للإسرائيليين أو للصهيونية عامة سواء في إسرائيل نفسها أو من ناصرها وتعاطف معها وكل ذلك يصعب القضاءُ عليه مادامت الأمهات يلدن في أمة محمد.
|