Thursday 18th April,200210794العددالخميس 5 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الخادمة ! الخادمة !
سلمان العُمري

يقول البعض وربما أنا منهم إن الخادمة شر لابد منه، وهذا اعتراف بأنها شر، وربما علينا أن نضع عدة إشارات استفهام على كلمة «لابد» ، فهل هذا هو المطلوب، أم أنه الغائب المجهول، أم أنه المعلوم المتجاهل، القصة صارت صريحة واضحة، والكل يتحدث بها، وخرجت من خلف الجدران لتظهر على صفحات الصحف والمجلات في الإذاعة والتلفاز، وصار يتحدث بها الصغير والكبير، بعد أن تحولت قنابل ليست موقوتة، بل قنابل وألغاماً متفجرة على الدوام تقتل، ولا تميز، أو أنها تمير ولكنها تقصد، بمعنى عن سابق إصرار وتصميم كما يقول رجال الشرطة والقضاء.
تقول صحيفة «المدينة» وعبر أحد أعدادها في الصفحة الأخيرة خبراً ملفتاً لنظر من يراه وعنوانه: «في حادثة هزت مشاعر الجميع: سحر الخادمة يقتل أُمّاً في حائل، والحادثة لم تهز المشاعر كما ذكر الخبر فحسب، بل هزت الجميع، لأنهم وضعوا أياديهم على رؤوسهم، فمن هو الضحية القادم لاسمح الله .
أما الصفحة «39» من جريدة «عكاظ» وفي أحد أعدادها خبر عنوانه خادمة تتسبب في احتراق فيلا وفي تفاصيله الحروق تطال فتاتين وطفلاً صغيراً.
ولم تكن صحيفتنا «الجزيرة» بعيدة عن هذه الأحداث التي أصبحت بمثابة تهديد للمجتمع والأفراد: عنوان متوسط الحجم يذكر أنه بعد مرور 3 أشهر على اعتقاد الوفاة طبيعية، ويأتي بعده بالطريقة الصحفية المعهودة عنوان بالخط العريض: الكشف عن مقتل مواطن بالسم على يد خامته، وطبعاً ولا يحتاج الأمر لعناوين عريضة أو صغيرة، ففحوى الموضوع ومضمونه هو الأهم، ولكن أحسن زميلنا كاتب الخبر صنعاً عندما أوضح ذلك بالعنوان العريض حتى يراه القاصي والداني، وينتبه الجميع لهذه المأساة التي أصبحنا نكتوي بنيرانها.
وإلى «الوطن» وتحديداً في الصحفة العاشرة نجد عنواناً يشير إلى خادمة تمارس السحر في طريف، وقد تم القبض عليها، وكم من المصائب فعلت؟ الله أعلم، وتدلي «الرياض» الصحيفة بدلوها بعنوان «خادمة تضع مبيداً حشيراً في زجاجة حليب طفل كفيلها».
هذا بعض وأؤكد على كلمة «بعض» مما ظهر، وما بطن أعظم وأعظم، وكل منا يضع داخل بيته لغماً أو عدة ألغام تبيد أو أنها ستبيد لاسمح الله .
وهذه هي الحقيقة شبه منقوصة، فكمالها لا يأتي إلا باستعراض تلك الأرقام الكارثة التي يعرفها المطلعون على خفايا الأمور من حجم هائل لمشاكل الخادمة، وربما لا يماثلنا فيها مجتمع آخر على وجه البسيطة.
جلست في مجلس، وكان بجواري صديق حميم يغفو ويغفو، وكنا نتسامر لكزته محاولاً أن أجعله يصحو ولكن لم يفعلها، بقي كالنائم، وربما كان فعلاً نائماً، وبعد عدة محاولات لكزه صديقي صاحب المجلس وقال له الخادمة....! ولم يكمل كلمته حتى قفز النائم من نومه، ليصيح واقفاً وسط الخيمة، وهو يقول المصيبة 18 بعد المائة ماذا حدث.
والسلام ختام.

alomari1420@yahoo

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved