Thursday 18th April,200210794العددالخميس 5 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ضحى الغد ضحى الغد
دعوة لبناء الصف العربي المرصوص!
عبد الكريم الطويان

أما الأصوات فبُحت وسكتت، وأما دعوتنا لمجلس الأمن للانعقاد فقد سئمت، وأما أقلامنا فكلَّت، وأما مظاهراتنا في الشوارع فقد ملَّت، وأما أملنا بالضغط الأمريكي على شارون فقد تراجع!
وحدها جنازير شارون هي سيدة الموقف في أحياء وشوارع مدن الضفة الغربية، هي الواقع الحقيقي هي مجد السيف أما مجد القلم الذي لا يُلوح العرب بسواه فلا وزن له إلا على الورق المتطاير في الهواء!
لماذا لا يستثير هذا التحدي اليهودي القوى العربية الاسلامية الكامنة فينا؟!
لماذا لا يُثيرها هذا الصلف الشاروني، إنها فرصة لنا لاستدعاء احتياطينا من القوة على أصعدتها المختلفة وهي كنز ثمين فينا لطالما رجع إليه الإنسان العربي المسلم فاستعاد بهذا الكنز النصر واسترد الكرامة ونفض الغبار!
إن هذا الظلم اليهودي الماحق بأمتنا لسبيل لإحداث التغيير في الأنفس والظروف لشق طريق المستقبل بقوة وجدارة للحياة ونحن اليوم نتطلع إلى القادة والسياسيين والعلماء والمفكرين والباحثين والمؤثرين أن يدرسوا بعمق الوهن الذي أصاب الأمة، ويضعوا خطة العلاج ويُعلنوا قرار التنفيذ حالاً لإعادة الوعي والروح والقوة إلى هذا الجسم الذي داهمته النكبات حتى اعتل!!
لا بد للأمة من الوحدة واجتماع الكلمة والتنسيق على مستوى الحد الأدنى والرقي به ما أمكن بعد ذلك، إن الأعداء شقوا صفنا خلال العقد الماضي حتى تشتت هذا الصف، ثم أخذوا يضربوننا واحداً بعد الآخر بقانون الإرهاب، وقانون الاستبداد وقانون حقوق الإنسان!
لا بد من الوحدة العربية في زمن تكتلت فيه القارات والأعراق واللغات، وأول أعمال هذه الوحدة هي تنسيق العمل وتوحيد المواقف ونبذ الخلاف، والتمتع بمنافع التعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والسياسي، وإنه لمن الرائع اليوم أن يكون للأمة العربية جميعاً فريق سياسي واحد يتحدث باسم الأمة جميعاً مدافعاً عن حقوقها، مرافعاً عن قضاياه ناقلاً وجهة نظر واحدة وموقفاً سياسياً واحداً، معطياً دليلاً قوياً لمحافل العمل السياسي أن الأمة العربية ترافع عن قضاياها بصوت واحد ورأي واحد!
إن التشرذم والخلاف وإذكاء العداء بين الأطراف العربية لم يُثمر سوى مزيد من الضعف والوهن في الواقع العربي المعاصر، وكلما قدرنا على التصالح والتعاون والترابط أدركنا على أرض الواقع ثمار ونتائج هذا التجمع فمضينا قيادة وشعوبا لتحقيق المزيد من التكامل لصالح الجميع حتى نصل إلى مرحلة متقدمة من التماسك العربي نحمي به بإذن الله أوطاننا من الأطماع الأجنبية التي تنتهز دائماً حالة ضعفنا لتحقيق مطامعها المتربصة بنا على طي القرون!
لا بد من برامج ومشاريع وخطط علمية على مستوى الوطن العربي يتنادى بها الجميع لتحقيق أهدافنا العليا في الصمود والمقاومة والتحضر وتحقيق تعاون وعلاقات دولية مع العالم تقوم على تحقيق المصالح البينية بعدالة وندية وتكافؤ ورفع الحيف والظلم والقهر وجميع أنواع التعدي على أوطاننا وشعوبنا، فلا قوة إلا بالإيمان بالله والاعتماد عليه وإقامة الصف العربي المتماسك: {إنَّ پلَّهّ يٍحٌبٍَ پَّذٌينّ يٍقّاتٌلٍونّ فٌي سّبٌيلٌهٌ صّفَْا كّأّنَّهٍم بٍنًيّانِ مَّرًصٍوصِ} [الصف: 4]

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved