لفت نظري نص نفيس عن الحافظ بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى حيث قال في ترجمة شيخه العلامة الشهير بدر الدين ابن الملقن «ت804ه»:
وكان يقتني الكتب؛ ثم قال عنه أيضا بعد أسطر:
وعنده من الكتب مالا يدخل تحت الحصر، منها ما هو ملكه، ومنها ما هو من أوقاف المدارس لاسيما الفاضلية؛ ثم إنها احترقت مع أكثر مسوداته في أواخر عمره ففقد أكثرها؛ وتغير حاله بعدها؛ فحجبه ولده نور الدين إلى أن مات.
قلت: ونص السخاوي وغيره أن سبب حجبه عن الناس وخرفه هو حريق مكتبته «!!» ومثله غير واحد من العلماء والأفذاذ فتجد أن مكتباتهم هي «عديل الروح» لديهم.
ولا أظن أنني سآتي بهذه القصة على القارئ الكريم بجديد فهو قد يعرفها وقد يعرف أكثر منها لكن أليس من حقي أن أتساءل: ما هو موقع الكتاب لدى النخبة الآن؟!
مع كل أسف نجد الكثير من الباحثين والمثقفين يكون تواصلهم مع الكتاب من خلال المكتبات العامة أو من خلال نظام الإعارة فقط؛ وهنا أقول مع تقديري لبعض الظروف الخاصة المادية لدى البعض والمكانية لدى البعض الآخر إلا أن حضور الكتاب في المنازل مهم ومهم جدا لتفعيل القراءة في المنزل من وجه ولكون الكتاب الزاد المهم في منازلنا عن البحث والقراءة والاستفادة من أوقات أخرى تضيع من وجه آخر.
أرجو ألا يكون عذر البعض من الناس في عدم اقتناء الكتب خشية أن تحترق ويحصل له ما حصل لابن الملقن!!
|