Sunday 14th April,200210790العددالأحد 1 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بقايا كابوس عاشته ابنة العاشرة بقايا كابوس عاشته ابنة العاشرة
أين ستكون مجزرة شارون التالية؟

«شارون» الفظوا معي هذه الكلمة واسمعوا النغمة الشيطانية المنبعثة منها ينتشر صداها كما ينتشر صوت المدافع والصواريخ وكما رائحة البارود المعبقة في كل مكان على ارض فلسطين.
شارون، نغمة شيطانية ستعزف على روحه بإذن الله بسبب ما عانيناه وما نعانيه. كيف أنسى شارون وهو المتسبب بإرهابي وإرهاب الآلاف من الأطفال باجتياحه بيروت عام 82. فإن بقي شارون وافكاره الصهيونية وتأييده المطلق من قبل الأم امريكا على قيد الحياة فسيرعبني المستقبل عند مشاهدتي لآليات الحرب الصهيونية من طائرات وصواريخ ودبابات ومدرعات وجنود عادت بي الذاكرة عشرين عاما الى الوراء واخذت الاحداث تتوالى في ذاكرتي بعد بذل كل جهودي لنسيانها، لكن الشرخ الذي احدثه شارون في نفسيتنا ونحن اطفال لا بد لنتائجه من الظهور ثانية. فقد عشت المعاناة وعرفت الألم والخوف والرعب والجوع والتشرد والملاجئ وانا طفلة في العاشرة من عمري على يدي شارون. تذكرت هدير الطائرات الحربية الإسرائيلية التي كانت تملأ سماء لبنان لتقوم بغاراتها العدوانية كما يحدث اليوم في فلسطين وكل ذلك بأمر من قائد الحرب شارون. فكنت اركض في جميع الاتجاهات بحثاً عن مكان آمن اختبئ به. ولكني لم اجده فقامت الطفلة بوضع يديها فوق رأسها لتحميها من الموت المؤكد. كنا نبقى في الملاجئ لعدة أيام لأن القصف مستمر ليلا ونهارا، ينفد معها الأكل والشرب فتضطر أمي للخروج من الملجأ معرضة نفسها للقتل ونحن بدورنا الى التشرد والضياع اذا ما بقينا على قيد الحياة. وما ان يهدأ القصف لفترة وجيزة نخرج معها من مخابئنا لنرى نور الشمس التي افتقدناها، وتعودنا على نور الشمعة التي كرهتها وما زلت رغم كل المحاولات لتجميلها اليوم «ونتنفس الهواء» وهو ملوث بالطبع ونرى ما خلفه العدو الصهيوني من دمار وهدم للمنازل والمباني وأحياء بأكملها وقد سويت بالأرض، كأن طفلاً داس قطعة من البسكويت وكم لك ان تتخيل طفلا يرى يدا او رأسا او رجلا لكائن بشري متناثرة هنا وهناك واحتمال ان يكون جارك او احد اقربائك. ثم تعاود الغارات مرة اخرى وذلك ليحصل شارون على عدد أكبر من القتلى للمباهاة والتحدي أمام الصهاينة وكأنها مراهنة. وما مجزرته لصبرا وشاتيلا إلا دليل على ذلك وقد حدثت على بعد خطوات منا وكان من الممكن ان اكون واحدة من قتلاه. فبعد ان عشت بالمملكة العربية السعودية وأحسست بالأمان والاطمئنان إلا من الكوابيس التي مازالت تلازمني منذ ذلك الوقت وقد ازدادت الآن بعدما أصبحت أمّاً كيف سأحمي اطفالي من بطشه وعنجهيته ما دام يحصل على التأييد والدعم الأمريكي. ترى اين ستكون مجزرته الثالثة وفي أي بلد عربي؟ عند لفظي لاسم شارون أحس بالمرارة تملأ حلقي وتنزلق الى قلبي، أحاول جاهدة ان اجد له وصفا او تشبيها إلا انني حتى الآن لم أعثر على التعبير المناسب فهل لكم ان تعاونوني على ذلك؟ فإن شبهته بالحيوان فالحيوان يحس ويتألم ويحزن وأحياناً يبكي.. وإذا شبهته بالحجر فالحجر يمتلئ بيد صاحب الحق والقضية بروح العدالة وقوة الحق وازهاق الظلم فترى الحجر يتماهى الى القبر مع الفلسطيني ويذهبان الى القبر معا فخراً بشهادته. وإذا أردت تشبيهه بالشيطان فهذا مستحيل لا لشيء إنما الشيطان نفسه لا يرضى بتشبيهه به، وبذلك فلن يجد له حليفاً واحدا لأنه لم يجد تسلية غير العرب والمسلمين للقضاء على وقت فراغه.
ان شارون هو الوحيد في العالم القادر على قتل الأبرياء وامتصاص دمائهم وتشريد الآلاف وإذلالهم فأقرب شبيه لشارون هو الفيروس ينتشر أذاه فيقتل ويفتك بسرعة ولكن القضاء عليه وهزيمته وتدميره أمر سهل جداً إذا عولج بالطريقة الصحيحة. والعلاج على ما يبدو فعلاً، فترى ضحكته الهزيلة المصطنعة لا تنم إلا عن انهزامه. ومن صفاته اللؤم والجور والاستبداد والاغتصاب والقتل وهدم الأماكن المقدسة، وعندما يستاء الغرب منه ومن تصرفاته الرعناء يتهمهم باللاسامية.

رويدا سعد الله حلاق

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved