Sunday 14th April,200210790العددالأحد 1 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الدور الحضاري للقرآن الكريم الدور الحضاري للقرآن الكريم
موضي بنت فهد النعيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
ليس ثمة شك في أن البشرية اليوم تسير نحو تنافس الأمم في صنع الحضارة الإنسانية، وهو مضمون اتفاق الأمم كلها حيث طرح خلال المؤتمر الإسلامي الثامن على البدء منذ عام 2001م بإيجاد حوار بين الحضارات، ولا شك أن مثل هذا الاتفاق يتطلب منا تواليًا حضـاريًا إسـلامياً نستطيع معه أن نعـيش عـلى ظـهر الكوكب، و إلا فالفتنة والفساد ستحيط بنا من كل جانب فقد قال الله تعالى: {وّالَّذٌينّ كّفّرٍوا بّعًضٍهٍمً أّوًلٌيّاءٍ بّعًضُ إلاَّ تّفًعّلٍوهٍ تّكٍن فٌتًنّةِ فٌي الأّرًضٌ وّفّسّادِ كّبٌيرِ } [الأنفال: 73]، وبالتالي هذا التوالي يصنع فيما بيننا كأمة إسلامية جوانب من الحوار الشامل لكافة أمورنا والذي لايمكن أن نراه الإ إذا نظرنا للقرآن الكريم نظرة خاصة وتحاورنا مع الأمم عن طريقه، لأن هذا القرآن جاء حاملاً معه تعاليم دين لكل الإنسانية ولكل العصور، دين خالد ينظم للبشرية مسيرتها الحضارية التكاملية، كما أن نظرة القرآن لهذه الأمة تؤكد أنه يريد أن تحتل أمة القرآن موقعها الريادي في كل عصر،وهو ما افتقدته امتنا في وقتنا الحاضر، لذا فإننا بالتحاور بالقرآن الكريم نستطيع الوصول بهذه الأمة بين الحضارات الأخرى إلى عدة جوانب:
1- جانب الموقع الحضاري الذي أراده القرآن لهذه الأمة والذي جاء بالعبارة القرآنية الشريفة {وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا لٌَتّكٍونٍوا شٍهّدّّاءّّ عّلّى پنَّاسٌ وّيّكٍونّ پرَّسٍولٍ عّلّيًكٍمً شّهٌيدْا..} [البقرة: 143] ولا ريب في أن الوسطية هنا تعني القمة في المثل الحضاري، وخصوصًا بعد ملاحظة التقارب بين شهادة الأمة على الناس وشهادة الرسول على الأمة، ونحن نعلم أنه خير قدوة وأكمل إنسان يتمتع بكل صفات الإنسان.
2-الإمكانيات الحضارية التي تمتعت بها هذه الأمة سابقاً، من حيث:
أ- الطروحات الفكرية والاجتماعية التي استمدتها من القرآن الكريم، والتي أثبتت قدرتها الرائعة على تخطي العصور وإعطاء الحل الناجع لمشكلات الإنسان.
ب- الثروة العلمية والفكرية الهائلة التي تحويها آياته والتي لا يأتي البشر بجديد الإ وكان في القرآن الكريم إشارة إليه.
3- التحديات العلمية والتقدم العلمي الكبير للغرب، والذي استغل خلاله منجزات هذه الأمة في عصورها سابقه، والتي استندت إلى آيات القرآن الكريم.
4- الانسجام بين آيات القرآن الكريم وتجاوز المسارات الاقتصادية والثقافية والسياسية، وتجاوز المنافع الضيقة، نحو الأهداف العليا.
5- معرفة القدرات الهائلة التي يمتلكها القرآن الكريم في تأثيره في النفوس كحجة واضحة والعمل على الاستفادة الأفضل من هذه الإمكانيات الضخمة.
6- القياس على ما جاء في آياته من اختلاف بين الأمم والحروب وما يجري من أحداث عالمية وخصوصًا بالنسبة لما يرتبط بالعالم الإسلامي من أحداث.
7- تفعيل دور القرآن الكريم في حياة أبناء وأجيال الأمة الإسلامية جمعاء إذ أصبح القرآن لدى كثير منهم مهجورا، هجروا تلاوته، وهجروا تدبره والعمل به.وقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وّقّالّ پرَّسٍولٍ يّا رّبٌَ إنَّ قّوًمٌي \تَّخّذٍوا هّذّا پًقٍرًآنّ مّهًجٍورْا} [الفرقان: 30].
وهذا ما يجعلني أرى أن تمثل هذه الأمم واحتذاءها بما يتم في المملكة العربية السعودية من عناية بالقرآن الكريم، ومحاكاتها في البرامج الريادية والكثيرة لأجل القرآن الكريم أمر هام يجب أن يتخذ جانب التطبيق الفوري، وأول تطبيق لذلك هو إقامة مثل هذه المسابقة القيمة بأهدافها العظيمة وبغاياتها الحاضرة والمستقبلية في أروقة كافة بلادنا الإسلامية، وهو ما سيجعل مستقبل أجيالنا الإسلامية زاهرا وأدوار أمتنا في تحاورها مع الأمم الأخرى واضحاً وبيناً، فلا حياة بدون تفعيل الدور الحضاري للقرآن الكريم.نسأل الله أن يوفقنا والمسلمين جميعا لما يحبه ويرضاه، وأن يمنحنا جميعا تعظيم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بهما وصيانتهما عن كل ما يسيء إليهما من قول أو فعل، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

رئيسة الفريق النسوي المكلف ووكيل وزارة المعارف المساعد للإشراف التربوي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved